الاثنين، 29 يونيو 2015

الحب من طرف واحد من الناحيه النفسيه (المقاله الخامسه)

علاج الحب من طرف واحد له عده جوانب
اولا: احترام قرارات واختيارات الطرف الاخر٫ له الحق في ان يختار حتى وان اخطآ
ثانيا: اسمح بتكوين مسافه بينك  وبين الطرف الاخر حتى تراه  وترى مشاعرك بشكل افضل
ثالثا: حاول ان لا تتحدث عن الشخص الاخر مع آى آحد او آن تفكر فيه كثيرا٫ هذا يغذي مشاعرك نحوه٫ يجب آن تبتعد عنه قدر الامكان الى ان تخف المشاعر
رابعا: اشغل نفسك في نشاطات جديده  ومع الاهل والاصدقاء٫ حاول ان تجد مصادر اخرى للسعاده غيره  وغير التفكير فيه
خامسا: حاول الا تتصل به٫ ان ارادك اتصل بك٫ وكف عن التعبير عن مشاعرك معه  ومحاوله ارضاؤه٫ هذا سيحفظ لك كرامتك بعض الشيء
سادسا: حاول فهم نفسك ودوافعك  التي تجعلك تتعلق به هكذا٫ هل تشعر بفشل في حياتك وتعوضه بامل النجاح في هذه العلاقه؟ هل انت سعيد في حياتك؟ هل تشغلك هذه العلاقه عن امور اهم في حياتك؟ هل انت ترى الامور على حقيقتها؟ هل تجد صعوبه ان تتخلى عن تلك العلاقه؟ لماذا؟  هل تشعر بفراغ روحي تحاول ملؤه بهذه العلاقه؟ هل تريد ان تجد شخصا يحبك بدون اي تحفظ؟ هل تبحث عن مكان في حياتك يسمح لك بالتعبير عن حبك و عن نفسك؟ واسئله اخرى لا بد ان تصارح نفسك بها؟
 سابعا: لا تتحدث بالسيء عن الطرف الاخر حتي لا تشعر بالذنب٫ ستتآلم بلا شك٫ ولكن حافظ على كرامتك٫ واحترم نفسك ومن تحب٫ فاي انسان تريد ان تكون؟ شخص يحترم نفسه والاخرين دوما ام شخص ينزلق الى الكره والحقد؟ الكره والحقد يضران من يشعر بهما
ثامنا: حاول ان تنهي العلاقه بشكل جيد٫ اشكر الطرف الاخر٫ او احتفل بعشاء لوحدك كعلامه لنهايه  العلاقه٫ اكتب كل ما تريد قوله للطرف الاخر في خطاب ولا ترسله
تاسعا: اذهب للعلاج النفسي ان اصبح الامر يشكل مشكلة كبيرة لك او اصبح يؤثر على عملك او علاقاتك او نفسيتك بشكل كبير، او اصبح يشكل مشكلة او خطر على الطرف الاخر او اخرين

وفي النهايه اقول لك ما يلي: ربما يحتاج الطرف الاخر لوقت وقد يعود لك  ويختارك٫ وقد ترفضه ٫ وقد ترى بعد زمن ان رفضه لك كان خيرا لك ٫ وقد تعرف يوما ان رفضه لك لم يكن له علاقة بك وانما لأسباب اخرى انت لا تعلمها ، وقد ترى ان حبك له كان نتيجه لمشاكل في حياتك او في نفسك٫ وربما كنت تبحث عن طريقه لمعالجه امور في نفسك من خلال هذا التعلق٫ فالحياه مدرسه تقدم لنا المواقف التي تساعدنا على اخراج ما في انفسنا و الشفاء من جراح الماضي وفهم انفسنا بشكل آفضل حتى ننضج و تلتئم اجزاء انفسنا في كل واحد سليم

د. ماجد عبدالعزيز عشي

الخميس، 25 يونيو 2015

الحب من طرف واحد من الناحية النفسية (المقالة الرابعة)

الحب من طرف واحد ليس كله نفس الشيئ، فهناك حالات عديدة وساذكر بعضها هنا

فهناك شخص يجد في الحب من طرف واحد هروبا من تكوين علاقة حب حقيقية يكون فيها الطرفان يحبان بعضهما، فهذه الحالة من الحب غير المردود تعطي المحب فرصة للظهور امام الناس على انه في حاله حب وانه قادر على الحب، ولكن في الحقيقة هذه الحالة تخفي عدم قدرة على الحب الحقيقي المتبادل

وهناك حب من طرف واحد يخفي وراءه غضب وكره وعداء، ان تصور المحبوب بصورة مثالية والحب الشديد له هو في احيان عمل عدائي، الناس فيها خليط من الامور، ولا يوجد شخص كامل بلا حدود، وتخيل الكمال في المحبوب هو نوع من الرفض لانسانيته وحقيقته، وقد يشعر المحبوب بذلك ولو لا شعوريا ويشعر بالنفور من هذا النوع من الحب الذي يجعله في موقف يخبئ فيه حقيقته او يجدها لا ترى، وفي بعض المجتمعات هناك تناقض في النظرة الى المرأة، فينظر لها على انها اقل من الرجل  ولكن في نفس الوقت ينظر لها برومانسية وشاعرية ومثالية وتوقع منها المثالية، وفي كلا الحالتين هو رفض لأنسانيتها وانها بشر لها مشاعر متنوعة واحلام وطموحات وصفات في الشخصية متعددة، فعدو الشخص الذي يحب من طرف واحد هو ان يكون له علاقة حقيقية يعرف فيها الطرف الاخر كبشر، عندها لا يعرف كيف يشعر، وينتهي هذا الحب، فبعد المحبوب ورفضه السماح للمحب ان يقترب اكثر يسمح للمحب في الاستمرار في خياله الغير مبني على الواقع

وهناك المحب النرجسي الذي يعتقد بان احتياجاته يجب ان تشبع ولا يقبل "لا" كاجابة، فهو يعتقد انه الافضل والاذكى والاجمل وينظر للناس من علو، وهو اختار هذا المحبوب ويتوقع ان يفرح المحبوب فقد جاءته فرصة العمر للارتباط بشخص ليس له مثيل، وعندما يرفض المحبوب هذا العرض يكون ذلك لطمة لنرجسية هذا الشخص، تهز كيانه وتجعله يفقد توازنه، ويتسائل لماذا حدث له هذا الامر الجلل، فهو بالنسبة له أمر جلل، للنرجسي "لا" هي امر جلل، ويحاول بكل الطرق الشفاء من هذا الجرح لنرجسيته، فهو يحاول ان يستمر في الاعتقاد انه الافضل المميز الذي لا مثيل له، فيحاول اعطاء حب لا مثيل له، حب يليق بشخص عظيم مثله، ويقدم التضحيات، وهي ايضا دليل على مثاليته وعظمته، وكان حاله تقول "انظروا كيف اقدر على الحب، حتى لشخص لا يحبني، انا افضل منكم جميعا، ايماني بالحب مميز وقدرتي على تحمل الالم مميزة، وقدرتي على التضحية كبيرة، احبوني وامدحوني، انا افضل منكم جميعا ايها البشر العاديون الذين لا تحبون الا اذا حصلتم على احتياجات ومقابل، ولكني انا ملاك امشي على الارض، احب واصبر واعرف ما لا تعرفون عن الحب ومستقبله واسراره"، هذه حالة حب وهيام في النفس وما الحب من طرف واحد الا وسيلة لذلك

وهناك اشخاص لا يريدون التراجع او الاعتراف بانهم اساؤوا الفهم او انهم قد خدعوا من قبل من يحبون، او ما شابه ذلك، فهم يأملون ان تتغير الظروف لصالحهم يوما ما حتى لا يتعرضون للاحراج او الالم النفسي ان واجهو انفسهم بالحقيقة، فتجنب الالم يجعلهم يصرون في السير في طريق الحب من طرف واحد، بالنسبة لهم الم الحب من طرف واحد اخف من الام اخرى

واحيانا الحب من طرف واحد يملأ الفراغ داخل المحب، يملأه بعواطف جياشة واهداف في الحياة تجعل لحياته لون وغاية، فان توقف هذا الحب وجد الشخص نفسه خالي المشاعر وليس له هدف في الحياة، واحيانا يعطيه املا بان هناك مخرجا من بؤس الحياة وصعابها، فيحلم بالسعادة التي سيعيشها مع المحبوب، ورفض المحبوب يكون مأساويا لأنه يفقد الشخص الهدف في الحياة واللون والامل في حياة افضل

وهناك اشخاص لا يمكنهم تكوين وتعريف والاحساس بذاتهم الا اذا كانوا في علاقة ما، العلاقة هي التي تعرفهم وتشكل ماهيتهم، يخافون من "الانا" المستقلة، ويشعرون بالقلق وربما الفزع من الوحدة حينما لا يكونون في علاقة شديدة ما احد

وهناك اشخاص مدمنون على شخص بعينه، عاشوا معه لحظات سعادة، وافرز المخ مواد في تلك اللحظات، وكلما رأوه تم افراز تلك المواد التي تشعرهم بالسعادة، فيصبحوا مدمنون على تلك المواد، وتكون لديهم اعراض انسحابية من اكتئاب وخمول وتعاسة ان لم يروا ذلك الشخص، فحالهم كحال المدمن

وللحديث بقية

د. ماجد عبدالعزيز عشي

الثلاثاء، 23 يونيو 2015

الحب من طرف واحد من الناحية النفسية (المقالة الثالثة)

شيئ عادي ان يحب الانسان قبل ان يتأكد من مبادلة الطرف الاخر له هذه المشاعر، الحب لا يحدث دوما من الطرفين، ومن الطبيعي ان يصبر الشخص ويعطي الطرف الاخر وقتا حتى يعرفه اكثر ويعرف ما يريد اكثر، وان يكون عنده امل ان يشعر المحبوب بشيئ ما في يوم من الايام، ولكن من غير الطبيعي ان يستمر الشخص في الامل وتسبيب المعاناة لنفسه وللاخر واناس اخرين باسم الحب من طرف واحد، وغالبا لا يكون هناك شيئ حقيقي تبنى عليه المشاعر، ربما تحدثوا او تقابلوا عدة مرات، وربما كان هناك علاقة سريعة، ولكن يجد المحب صعوبة في فهم ان مشاعر الطرف الاخر قد تغيرت او انه ربما اساء فهم ما يحدث، ربما الطريقة التي تصرف بها المحبوب في البداية هي طريقة يتعامل بها مع غالبية الناس، ربما يضحك ويجامل ويمازح غالبية الناس، ربما اراد فقط ان يشعر بجاذبيته من خلال اختبار اعجاب الشخص به،

 ربما فكر او استشار واقنعه احد بان هذا المحب غير مناسب، وربما قابل شخص اخر او كان في علاقة مع شخص وكانت العلاقة في مرحلة سيئة وعندها حاول ان يجرب بدء علاقة جديدة ولكن عاد الحب القديم والتهى به، المشاعر تتغير عند كثير من الناس، ونحن نعيش في زمن فيه عرض كثير من الناس، وكثير من الناس اليوم يعتقدون انه بامكانهم استبدال الناس والعلاقات حينما لا تعجبهم او تشبع رغباتهم، فلا داع للصبر ومحاولة التأقلم، فاذا كان هناك عرض افضل تركنا "البضاعة" التي في يدنا وذهبنا الى الافضل، هذا المنطق موجود منذ قدم الزمان ولكن اصبح بكثرة هذه الايام، والمحب من طرف واحد قد لا يفهم ما يحدث، ولا يفهم ان الناس تبحث عن ما يناسبها

دعني اعطيكم بعض الامثلة، شخص يحب فتاة وهو انسان جيد ويريد الزواج منها، هي كانت سعيدة ورأت فيه امكانية لتحقيق احلامها بالزواج، ذهبت الى اهلها واخبرتهم عن هذا الشاب، فقال لها الاهل ان هذا الزوج غير مناسب لاختلاف في الاصل او الدين او المذهب او لأن هناك عريس اخر او لأي سبب، وأعطوها معلومات عن العريس الاخر وبدأت تفكر ان كان افضل، هذا شيئ طبيعي وليس عدم نضج كما قد يصمها البعض، من حقها ان تفكر وتختار الافضل لها والمناسب لها ولاسرتها وحياتها

ومثل اخر، شاب تعرف على فتاة، واظهر لها الحب، وبما كان صادقا في مشاعره، وحاول كثيرا ان يحصل منها على صور او علاقة ما قبل الزواج، واعطته شيئا قبل الزواج، وبعد حصوله عليه بردت مشاعره ورغبته واصبح يبتعد عنها وهي لا تفهم ما حدث

او شاب تعرف على فتاة اظهرت له محبة وهام بها، وهي في الحقيقة تريد منه مالا لصرفه على نفسها او على ادمانها لنوع ما من المخدرات او حتى لاعطاء المال لحبيبها، وعندما تعلم انه لا يملك المال او لن يعطيها تبتعد وهو لا يفهم ما حدث

او فتاة احبت رجلا ولكنه يعاني من الاكتئاب ولم يخبرها وفي احيان كثيرة يبتعد عن الناس ولا يرد على هاتفه ولا يتصل بها وهي لا تعلم لماذا

او شاب عنده مرض جنسي ما ولا يريد اخبار من تحبه ولا يريد ان تستمر العلاقة حماية لها

او شابه عندها محب اخر وهدد بايذاء هذا المحب الجديد وهي تبتعد حماية له ولا تريد اخباره

او شابه تعمل في جهاز سري وتكون علاقة مع الناس لمعرفة معلومات ومن ثمة تبتعد، ولا يفهم المحب ما يحدث

او شابه تعاني من مشاكل نفسية تجعلها لا تثق في الرجال وحبهم او تريد الانتقام نتيجة تجربة مؤلمة سابقة وتبتعد عن كل من يعبر عن حبه، بعد ان تكون قد استدرجته

او شاب احب فتاة دون ان "تعطيه وجه" اصلا، وربما رفضته وعاملته بقسوة من البداية، وهو يحسب ان بحبه سيجعلها تعرف قيمته او ترد له كرامته او تعالج ثقته في نفسه التي اهتزت

المقصود ان عدم تجاوب المحبوب مع المحب قد يكون لسبب من مليون سبب ولا يعرفه المحب ولن يعرفه وربما ليس من حقه ان يعرفه، ان المحب يجب ان يؤمن في حرية الاختيار للمحبوب، ولا بد ان يحترم كلامه ومشاعره،  ان احببت فاعط من تحب حريته، حتى وان كانت سعادته مع غيرك

ولكن ماذا يخدم الحب من طرف واحد؟ وما هي اسبابه؟

وللحديث بقية

د. ماجد عبدالعزيز عشي

السبت، 20 يونيو 2015

الحب من طرف واحد من الناحية النفسية (المقالة الثانية)

ان الحب من طرف واحد وما يصحبه من مشاعر حزن وغضب وغيرة وتخبط وحيرة ونقص في الثقة بالنفس وغيرها من المشاعر، هذا الحب هو أحد الاسباب الرئيسية للمشاكل النفسية، وكثير ممن اتجه للاجرام او التطرف او الانحلال او الارهاب او الادمان كان يعاني من قصة حب فشلت، كانوا يحلمون بالحب الذي يخرج الخير من داخلهم، وكانوا يأملون في الارتقاء من خلال الحب، ولكن فشلت القصة، او خانهم الحبيب، او رفضهم او رفضه أهله، او كانت من طرف واحد، عندما يفقد الانسان الامل في وجود الحب قد يتوجه الى أي شيئ يعتقد انه قد يعيد له كرامته او يشفي ألمه، سواء كان ذلك في الخيال او في الادمان او في الجريمة بأنواعها او في المشاكل النفسية ذاتها، هذا الامر هو خطر قومي وأمني وصحي كبير، ولا أعتقد ان الكثيرين يعرفون ما يحدث للقلوب المحطمة

والناس دائما تركز على الم ومعاناة المحب من طرف واحد ولا يلقون بالا لمعاناة المحبوب، هل جربت أن يحبك شخص وانت لا تبادله هذه الحب؟ ربما تكن لمن يحبك مودة واحترام ولكن ليس بالشكل الرومانسي والعاطفي، المحبوب من طرف واحد يشعر بالغضب لأن الشخص الاخر يريد ان يحول العلاقة في اتجاه لا يريده المحبوب، ولأن هذا المحب لا يريد ان يستمع لما يقوله المحبوب، وكأن مشاعر المحبوب ورأيه ليس لهم أي أهمية، وقد يشعر المحبوب بالذنب لمعاناة المحب ولا يدري ما يفعل، فيبدأ بالرد بشكل لطيف مهذب وحساس ولكن أمام اصرار المحب يتدرج المحبوب في اسلوب الرفض في محاولة لافهام المحب الذي لا يسمع ولا يريد ان يفهم، فيصبح أكثر صراحة واكثر قسوة، والمحبوب لا يريد ان يتعامل مع أحد بهذا الشكل ولكن لا حيلة امامه الا هذه حيث لا يجدي الكلام، والمحب قد يقوم بالحديث السلبي والغاضب سواء للمحبوب او عنه عند الاهل والاصدقاء، ومن المضحك المبكي، وفي الحقيقة من أكثر الاشياء التي تثير غضبي، هو لجوء البعض لوصم المحبوب الذي لا يتجاوب باوصاف وتشخيصات نفسية، فلا بد انه ضال ويحب المعاصي، او انه يعاني من مشاكل نفسية تجعله غير قادر على الحب، او انه يفضل "الزجاج على الالماس الحقيقي" وما الى ذلك من تحليلات، وهذه التفسيرات قد تساعد الشخص في تجنب الاحساس بألم الرفض والفقدان والوحدة واهتزاز الثقة بالنفس، ولكن مؤقتا، وفي هذه التفسيرات اعتداء واحتقار للمحبوب واختياراته، وفي حالات قد يصل الامر بالمحب ان يراقب ويتابع المحبوب على الانترنت وفي صفحات الشبكات الاجتماعية او في الواقع، فقد ينتظر خارج بيته او مكان عمله ليعرف تحركاته وعلاقاته، وقد يراقب ايضا من يعتقد ان لهم علاقة بالمحبوب، وفي عقل هذا الانسان ان ما يفعله هو ناتج عن حب، ولكن في عقل المحبوب ما يفعل هذا الانسان هو اعتداء وتجاوز للحدود وعدم احترام مشاعر واختيارات المحبوب، وقد يشعر المحبوب بالخوف والقلق والخطر، ففي نظره ان ما يفعله هذا الشخص هو ضرب من الجنون وتهديد ومحاولة للتحكم واحساس بالتملك، ان عدم قدرة المحب على رؤية الواقع والاستماع لما يقول المحبوب عن مشاعره والاصرار في مواصلة الامل كلها تشعر المحبوب بالخوف والفزع والغضب

وأحيانا يكون المحبوب في علاقة حب مع شخص اخر، وهنا يقوم المحب بالحديث السلبي عن ذلك الشخص للمحبوب او لاناس اخرين، وقد ينعته بابشع الاوصاف ويتكلم عنه وكأنه غير أنسان وباحتقار، فهذا المحب غير قادر على رؤية ذلك الشخص على انه انسان مثله له محاسنه وحدوده، له اماله واحلامه، وانه يطمع في السعادة مثله، ويعتدي على ذلك الشخص بالكلام او حتى بالفعل في بعض الاحيان، وهذا النوع من المحب الولهان قد قرر انه المناسب لمحبوبه وان أي شخص يقف في طريقه فانه شر، حتى ان كان المحبوب ذاته

وللحديث بقية

د. ماجد عبدالعزيز عشي

الجمعة، 19 يونيو 2015

الحب من طرف واحد من الناحية النفسية (المقالة الاولى)

من منا لم يحب من طرف واحد ولم يذق طعم الحرمان والمشاعر المتناقضة التي توجد مع هذا الحب، لقد رأيت رجالا أشداء وعلماء وأغنياء وفقراء ومن كل مكان في الحياة يصقطون ويبكون وتنهار أحيانا ثقتهم في أنفسهم وحتى حياتهم بسبب الحب الذي لا يرد، والبعض حتى يفقد عقله او ينتحر او يرتكب جرائم، فما هو هذا الحب الذي يؤدي الى كل هذا؟ في هذه المقالة ومقالات قادمة سأتعرض لهذا الامر من الناحية النفسية ومن زوايا متعددة

نحن نحب ان نحب، الحب الذي نشعر به في قلوبنا يعطنا الفرصة للتعبير عما في نفوسنا من محبة وخير وقدرة على العطاء والرومانسية، الرومانسية هي المحيط والبيئة التي يعيش فيها الحب، كثير من الناس يريدون العيش في عالم رومانسي يسمح لهم باخراج ما في داخل انفسهم من مكنونات جميلة مفعمة بالخيال الجميل، الحب من طرف واحد يدل على قدرة الشخص على الحب بغض النظر عن من هو المحبوب، وغالبية الذين يحبون من طرف واحد هم من الاخيار ولا يقصدون الا الخير، وكثير منهم يريدون الزواج ولا يفهمون لماذا لا يتجاوب معهم الطرف الاخر، يؤمنون بان الحب سينتصر على كل العقبات، وينتظرون طويلا فربما سيرى الشخص الاخر حبهم ويفهم عمقه وصدقه وقيمته، ربما سيعود يوما وهم مستعدون لمسامحته وتقبله بكل اخطاءه، يعتقدون ان الشخص الاخر لن يجد حبا مثل حبهم، ولن يجد قلبا مثل قلبهم، وربما يكونون على حق، ولكن مهما أحبوا ومهما فعلوا ومهما قالوا ومهما انتظروا لا يبادلهم من يحبون الحب ولا يعود، وهنا مصدر المعاناة، الانتظار ومحاولات تغيير الذات والامل، يفكر المحب ربما لو انقصت وزني او عبرت عن حبي اكثر او عبرت عنه اقل او كنت اكثر حرارة او اكثر برودة او او او... ربما سيحبني ويشعر بي، ولكن ليس هناك الا الرفض والانتظار والحرمان، قلب محطم وثقة في النفس تترنح ومشاعر كالريح العاصفة تدفع المحب في كل الاتجاهات، وسهر الليالي وكتابة المذكرات، كتابة رسائل الى المحبوب يمضي المحب ساعات في اختيار كلماتها ويمسح ويكتب ويمسح ويكتب، وفي النهاية قد لا يرسلها، وان ارسلها أحس بعد قليل بشيئ من الذل ولوم النفس ان لم يأته رد من المحبوب، حلقة من الامل ومحاولة الاتصال وخيبة الامل

وفي بعض الايام يشعر الشخص بالغضب لنفسه ويثور على حاله يغضب من المحبوب، ويدور في خياله كل الحوارات بينه وبين المحبوب فيها من الغضب والحزن والعتاب والحب ما فيها، ولا يفكر المحب الا في محبوبه سواء كان وحيدا او مع الناس، مشتت الذهن، كل موضوع يحوله للحديث عن مشكلته مع محبوبه، يستشير الاصدقاء والاحباء، ان مشى في الطريق او ذهب لمكان ما يخاف ويتوقع ويتخيل ماذا لو كان المحبوب هنا، ماذا لو راه من احد غيره، يتحطم قلبه في خياله، كيف سيتصرف لو عرف ان محبوبه يحب شخصا اخر او ينوي الزواج من اخر، هنا يكون الصراع في داخل الشخص، يتخيل انه سيكون على خلق ويتمنى لهم التوفيق وينسحب في هدوء ويعاني وحيدا وفي صمت، ولكن هناك جزء في داخله يتخيل الانتقام من المحبوب او من الشخص الثالث، ولا انتقام اكثر من ان يتركه للدنيا لتعلمه قيمة الحب الذي رماه ولم يقدره، وربما يحدث ذلك وربما لا يحدث، وقد يبدو احيانا وكأنه صراع بين الخير والشر في داخل الانسان

وللحديث بقية

د. ماجد عبدالعزيز عشي


السبت، 30 مايو 2015

لبس الاقنعة والاجرام


نلاحظ ان كثيرا ممن يرتكبون جرائم بشعة يلبسون أقنعة تخفي وجوههم، وهناك أسباب عديدة لذلك، منها اخفاء هويتهم حتى لا يتم التعرف عليهم، ولكن هناك أسباب أخرى، أحدها هو فصل هوية الشخص عن سلوكه، فالشخص يحاول ان يفصل
شخصه عن عمله الاجرامي من خلال لبس القناع، وهذا الانفصال بين الشخص والسلوك الذي يقوم به يجعله يشعر بالهروب من المسؤولية عن سلوكه، والناس تكون تصورات معينة عن انسان ما من خلال سلوكه السابق والحاضر، فمثلا عندك معرفة بتصرفات صديق او قريب ما، وهذا التاريخ يرتبط بشخصه، ولبس القناع يجعل الناس لا تعرف الشخص وبالتالي لا يمكنهم معرفة تاريخه السلوكي وتوقع ما يمكن ان يقوم به او كيفية التعامل معه، ولبس القناع يسمح للشخص بالقيام باعمال بشعة نتيجة أحساسه بأن لا احد يعرف هويته الحقيقية، والقناع يمنع الناس من قراءة أي انفعال عاطفي او لغة جسدية عند الذي يلبس القناع، وهذا يزيد من احساسه بالقوة والتحكم ويسبب نوع من القلق عند الناس، فنحن ننظر في وجوه بعضنا لمعرفة حالتنا النفسية والحوار الغير لغوي، ولكن لبس القناع يمنع هذا الحوار الانساني ويجعله من طرف واحد فقط، وهناك الان اجهزة وبرامج كمبيوتر يتم تطويرها وتحسينها في مختبرات عالمية يمكنها التعرف على وجه الشخص اللابس للقناع وازالته الكترونيا وتكملة شكل الوجه من خلال تفاصيل العينين وعظام الوجه ومقارنتها بوجوه كثيرة مخزنة، فقد يكون لبس القناع غير مجدي قريبا في ارتكاب جرائم

د. ماجد عبدالعزيز عشي

الخميس، 21 مايو 2015

المدرسة كعامل وقائي للمشاكل العائلية



وجدت دراسات نفسية عديدة ان ذهاب الاطفال والمراهقين للمدرسة قد يكون عامل وقائي يساعد الطفل على التغلب على المشاكل العائلية، المدرسة قد توفر نظاما حياتيا يحتاجه الطفل وقد لا يكون متوفرا في المنزل الذي تسوده الفوضى والمشاكل او العنف والاضطرابات، النظام مهم للطفل حيث يشعره بالامان ويعطيه احساس بانه
يمكنه توقع الامور في حياته، كما ان الروتين يساعد الطفل على التعلم من خلال اعادة الامور، والمدرسة يمكن ان توفر له الاحساس بالمحبة والانتماء والنموذج الجيد للبالغين والذي قد لا يتوفر في المنزل، فالطفل يكون علاقات مع المدرسين والزملاء مما يوفر له دعما لثقته بنفسه وتكون هذه العلاقات مستقلة شيئا ما عن البيت، والنجاح في المدرسة سواء في المواد الدراسية او النشاطات الفنية او الرياضية يوفر للطفل مصدر للسعادة والثقة بالنفس وقد يعوض ما يفتقده الطفل في المنزل، المدرسة ان كانت مبنية على اسس تربوية سليمة قد تكون بمثابة علاج نفسي ويمكن لها ان تأخذ الطفل الناشيئ في بيت مضطرب الى طريق
افضل فيه صحة نفسية ووقاية من اثار البيت المضطرب ونجاح في مجالات عديدة

د. ماجد عبدالعزيز عشي

الأحد، 17 مايو 2015

القدرة على السعادة

كثير من الناس ينتظرون السعادة من خلال انتظار حدوث أمور كبيرة في حياتهم، كالحصول على درجة علمية او ترقية مهمة او زواج او شراء شيئ كبير، وكل هذه الامور مهمة ويكون فيها سعادة للكثيرين، ولكن كثير من الناس لا يعلمون ان السعادة تأتي أيضا من الاشياء الصغيرة في الحياة أيضا، وهذا هو أحد اسرار السعادة، ان نتعلم ان نحصل على السعادة من ملايين الاشياء الصغيرة حولنا، يمكننا ان نشعر بالسعادة من خلال كل شيئ في الطبيعة، من نسمة هواء جميل الى سماع تغريد الطيور الى رؤية أمواج البحر، نسعد بالنهار النشط وحلول الليل الهادئ، بنجوم السماء وركوب مركب صغير في البحر واستنشاق عبير الزهور، يمكننا ان نشعر بالسعادة من خلال السمر مع الاهل والاحباء، ومن خلال اللعب مع الاطفال والحديث مع الاصدقاء، من خلال قراءة كتاب مفيد او الاستمتاع بعمل فني راق، من خلال المشي او الرياضة او من خلال ان نساعد الناس، كما نسعد من خلال عبادة الله في سلام وشكره وحمده ورجائه، لا بد ان نتعلم ونسمح لأنفسنا ان نسعد بكل شيئ نعتبره صغير من حولنا، وان لا نهدر لحظات حياتنا الجميلة في سعينا الى تحقيق اهداف كبيرة، لا يوجد تناقض بين الاثنين، الطريق الى الهدف له اهمية مماثلة لتحقيق الهدف، كل لحظة فيها سعادتها وهي كهدية علينا فتحها والفرحة بها، في النهاية هي هذه اللحظات التي سنتذكرها وكلما تذكرناها شعرنا بالسعادة مجددا، كل لحظات الحياة مخزون بها سعادة، والقدرة على تحمل السعادة هي السر

د. ماجد عبدالعزيز عشي

السبت، 18 أبريل 2015

علاقة الانسان بالبيئة


قبل عدة أيام حضرت محاضرة لأحد علماء البيئة، وتحدث فيها عن كيف تحول مسمى الطبيعة الى بيئة، والسبب هو انتشار البشر في الارض وتأثيرهم وتأثرهم بالطبيعة من حولهم، فاصبحت الطبيعة تسمى بيئة، وتحدث عن ان هناك علاقة أخلاقية تربطنا بكل شيئ في الطبيعة والبيئة من حولنا، فكما ان هناك علاقة أخلاقية تربط الانسان بالانسان تجرم قتله او سرقته او الاعتداء عليه، فهناك علاقة أخلاقية تربط الانسان بالحياة النباتية والحيوانات وكل مكونات الطبيعة، السؤال لا يكون ان هذه الكائنات حولنا لا تفهم ولا تعي وبناء عليه ليس علي التزام أخلاقي نحوها، السؤال هو انك انت تعي وتفهم وأي انسان تريد ان تكون؟ هل تريد ان تكون انسانا اخلاقه تسمح له باهدار مصادر الطبيعة من ماء وغذاء وغيره ويسيئ الى المخلوقات من حوله ام تريد ان تكون انسانا خلوقا رحيما يحافظ على البيئة ويعمل لما فيه الخير لها

وتحدث المحاضر عن العلاقة بين الطبيعة والشكر والصحة النفسية، ان الشكر والعرفان بالجميل من علامات الصحة النفسية، نكران الجميل والمعروف وعدم الاحساس بالشكر هي من علامات المشاكل النفسية، ونجد اغلبية الناس السعداء في الحياة شاكرون ويقدرون كل شيئ يحصلون عليه في الحياة، والتأمل في الطبيعة وجمالها وعجائبها يدفع الانسان الى الاحساس بالشكر والعرفان وتقدير الجمال والابداع، لا بد من الحفاظ على البيئة، ولا يكون ذلك الا اذا ربينا انفسنا على اخلاق ومبادئ الاقتصاد والرحمة وغيرها من الاخلاق الحميدة واستيعاب اهمية علاقتنا بالبيئة في الصحة النفسية والاجتماعية

د. ماجد عبدالعزيز عشي

الثلاثاء، 17 مارس 2015

علم نفس الازياء


هناك فرع من فروع علم النفس يسمى علم نفس الازياء، هناك امور عديدة تدخل في اختيار الانسان لملابسه وازياءه وعلاقته بالملابس عموما، فاختيار الالوان ونوع القماش والملابس يدل على حالة الشخص النفسية، كما تؤثر ملابسه في حالته النفسية، والملابس ترسل رسالة للناس عن حالة الشخص النفسية والعقلية، فمن المعروف ان الناس تحكم على قوى الشخص العقلية من ملابسه، فالوان وحالة ملابس الشخص المكتئب تختلف عن تلك التي يلبسها الشخص القلق او السعيد، والناس تتوقع ان يلبس الشخص ملابس تناسب الحضارة التي يعيش فيها، فالشخص الذي يلبس ملابس غير مناسبة لحضارته او غير متناسقة او غير طبيعية بشكل كبير فانه يضع قدراته العقلية محل تساؤل،

وكما نلاحظ احيانا، نجد ان الصراع بين الشعوب احيانا يكون على طريقة الملابس، وخصوصا ملابس المرأة، فالملابس تعكس قيم حضارية ودينية واخلاقية تؤمن بها المجتمعات المختلفة، واحيانا تكون الملابس ساحة للمعارك بين القوى المختلفة، وكثير من الناس يقلدون في لباسهم ازياء الامم المنتصرة، فنجد الشعوب المهزومة او الاضعف تقلد في لباسها الشعوب الاقوى او المنتصرة، اذا الملابس لها مضامين سياسية، 
ان هناك صراع تاريخي بين قوى مختلفة حول ما على الانسان لبسه او عدم لبسه، وامر الملابس امر معقد جدا وليس امرا هينا كما يظهر في البداية، فالاديان المختلفة تحدد لاتباعها ما يلبسون او ما لا يلبسون، سواء كان ذلك للرجل او للمرأة،

وهناك عادة تقسيمات محددة لما يعتبر ملابس خاصة بالرجل واخرى خاصة بالمرأة او بالاطفال في المجتمعات المختلفة، والمجتمع قد يكون له ردود افعال قوية ضد من يتعدى هذه الحدود، فالرجل الذي يلبس ملابس نساء او العكس قد يواجه عواقب اجتماعية، فالملابس هي احد اساليب الحوار الصامت بين الناس وليست فقط للستر او للحماية من عوامل البيئة، فالناس ترسل رسائل كثيرة بعضهم لبعض، فلباس معين يرسل رسالة بأن الشخص متدين، ولباس اخر يوحي بنوع عمل الشخص كشرطي او طبيب مثلا، ولباس قد يوحي بالغنى او الفقر، ولباس اخر يوحي بالانتماء لحضارة او مجتمع معين، وهكذا، اختيار الملابس هو فن في حد ذاته، واسلوب لأرسال رسائل اجتماعية عن الوضع الاجتماعي او الاقتصادي او الانتماء القومي او الديني او الثقافي او الوظيفي او حتى الرياضي، وهناك اشخاص اذكياء في اختيار ملابسهم بما يناسب اجسامهم والرسائل الاجتماعية التي يودون ارسالها وحالتهم النفسية،  وبالطبع الملابس لها دور في اظهار الجمال او اخفاءه، واظهار القوة او اخفائها،

ونجد بعض الناس يحاولون تغيير الانماط الاجتماعية والتقاليد من خلال لبس اشياء تخالف المتعارف عليه في المجتمع، وخصوصا الشباب، فقد يكون اختيارهم للملابس هو محاولة للتميز او لاظهار الجمال او لفت الانتباه او ثورة على السلطة الاسرية او الاجتماعية، وكثير من الناس لا يعرفون كيف ظهرت بعض الازياء في التاريخ، فمثلا الملابس القصيرة عند النساء في الغرب ظهرت اثناء الحرب العالمية الثانية، واحد الاسباب هو ان غالبية الاقمشة كانت تستخدم في صناعة ملابس الجنود، ولتوفير الاقمشة اصبحت ملابس النساء اقصر، والبنطلون الجنز ظهر في أمريكا أثناء الثورة الصناعية كلباس يتحمل العمل الشاق عند العمال،   

والمجتمع عنده قوانين صريحة واعراف غير مكتوبة تحدد ما على الشخص لبسه او عدم لبسه في الاوضاع والمناسبات المختلفة ويعاقب بشدة من لا يلتزم بهذه الاعراف، فقد يكون مقبولا في بعض المجتمعات ان يلبس شخص ملابس السباحة على الشاطئ ولكن المجتمع يعاقبه بشدة ان مشى في الشارع العام او اتى الى الجامعة بهذه الملابس، وقد لا يحصل شخص على وظيفة او قد يفقد وظيفته ان كانت ملابسه لا تناسب العمل، فمثلا الكثير من المؤسسات والشركات واماكن العمل تجعل الموظف يمضي على اتفاق يحدد نوع الملابس التي يأتي بها الى العمل قبل توظيفه او توظيفها، وهذا شيئ طبيعي لأن الملابس تؤثر على جو العمل والرسائل المتبادلة بين الموظفين والعملاء،

وبالطبع للملابس وظائف لحماية جسد الشخص من عوامل البييئة، فمثلا ملابس الاسكيمو تناسب بيئتهم الباردة وملابس قبائل افريقيا تناسب بيئتهم الحارة، كما تساعد الملابس في تأقلم الشخص مع بيئته، فمثلا نجد سكان الصحاري يلبسون ملابس صفراء او بيج او بنية لمناسبة ذلك للون الصحراء، ونجد سكان الغابات يلبسون ملابس ملونة تناسب الخلفية البيئية، كما ان الملابس لها دور في الصحة الجسدية، فبعض الملابس تقي من اشعة الشمس او البرد او المطر، ولكن بعض الملابس قد تسبب امراضا مثل الملابس الضيقة التي قد تسبب التهابات عند النساء او انخفاض في الخصوبة عند الرجال، ولبس الكعب العالي الذي قد يسبب الام في الظهر،
اذا الملابس امر لا يستهان به، وهناك علوم وفنون تدرس انواع الملابس ودورها في حياة الناس ونفسياتهم،

دكتور ماجد عبدالعزيز عشي

الثلاثاء، 3 مارس 2015

((إن قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن لا يقوم حتى يغرسها فليفعل))

عندما كنت في الثانوية تعلمت حديثا كريما حكيما عميقا من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، رواه الإمام أحمد في مسنده، والبخاري في الأدب المفرد عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله
 صلى الله عليه وسلم: إن قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن لا يقوم حتى يغرسها فليفعل

تخيلوا، الساعة تقوم، والكل يعرف ان الكون الى نهاية، هذه الفسيلة لن تنمو ولن تثمر، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: أن استطاع ان لا يقوم حتى يغرسها فليفعل، لماذا؟ 
لأن الاجر في العمل الصالح، وفي اتمام العمل، علينا العمل وليس علينا التحكم في النتائج، فنحن لا نعلم الغيب ولا كيف سيؤثر عملنا في حياتنا او حياة الناس ربما بعد قرون، العالم عموما والعالم العربي خصوصا يمر بظروف صعبة ومأساوية في هذه الفترة، ولكن علينا العمل، كل في مجاله، يجب ان لا نتوقف عن عمل الصالحات وعمل الخير، لا تجعلوا الظروف الصعبه تحيد بكم عن الطريق او تغيركم من داخل انفسكم بشكل يجعلكم تبتعدون عن انفسكم الخيرة الطيبة، لا تجعلوا من سلوككم ردود فعل لأفعال الاخرين، ولكن عليكم بالصبر، والتروي، والتدبر، والتبصر في الامور، ومن ثمة القيام بعمل مدروس مبني على الحكمة والعدل والرحمة والقيم والاخلاق، بالاسلوب والوقت المناسبين، ولكن ليس كحلقة من فعل ورد فعل، افعلوا الخير بهدوء وسكينة حتى اخر لحظة، واعلموا ان العقبات والصعاب هي دروس و فرصة للنمو و للبحث في 
نفوسنا ومعرفة مكامن الشر فيها، واظهار الخير فيها

دكتور ماجد عشي

الجمعة، 27 فبراير 2015

الابتسامة


يبدأ الطفل بالابتسام في الاسبوع الاول في حياته، وابتسامة الرضيع هذه ليست للتواصل الاجتماعي، انما هي ناجمة عن أمور في داخل الرضيع، فالطفل الذي يولد كفيف او أصم يبتسم أيضا ابتسامة الرضيع الجميلة البريئة، وهذه الابنسامة هي المكافئة التي يبحث عنها الوالدين وتذهب عنهم التعب وتعطيهم الامل وتبعدهم عن معاناة الحياة، وبعد شهر يبدأ الرضيع في التبسم الاجتماعي والذي يكون رد فعل لرؤية الام او مداعبة او مرح، هنا يتبسم الرضيع كجزء من العلاقات الاجتماعية، والابحاث وجدت انه الرضيع يفضل النظر للوجوه المبتسمة ويخاف من الوجوه الكشرة، حتى قبل ان يفهم معاني هذه الامور، وعندما يبلغ الطفل العامين يتعلم ان الابتسامة تجلب له أمورا وتحنن القلوب عليه، فيبتسم أحيانا لترقيق القلوب او كجزء من الادب او كمحاولة لتجنب عقاب،

الناس تبتسم في كل الحضارات، ووجد الباحثون ان الناس تعرف ان شخصا ما يبتسم بغض النظر عن حضارته، وتعتبر الابتسامة علامة على السعادة، ولكن احيانا تبتسم مجاملة او لاخفاء مشاعرها، ووجد الباحثون انه يمكن التعرف على الابتسامة الحقيقية من ابتسامة المجاملة، فالابتسامة الحقيقية التلقائية تستخدم عضلات في الوجه اكثر ومختلفة عن العضلات التي يستخدمها الشخص في ابتسامة المجاملة، والممثلون يحاولون دائما اتقان التعبيرات العاطفية حتى تبدو صادقة، وهناك انواع من الابتسامة، هناك ابتسامة المحبة وابتسامة الحنان وابتسامة الخوف وابتسامة استيعاب امر ما وابتسامة التهديد وغيرها، فالناس تفسر الابتسامة تبعا للموقف،

والابتسامة تفتح ابوابا كثيرة للشخص، ففي دراسة ارسل الباحثون سيرتين متطابقتين تماما لعدة وظائف، ولكن الفارق الوحيد ان في احد السيرتين الشخص يبتسم في الصةرة المرفقة وفي الاخرى لا يبنسم، ووجدوا ان اصحاب الاعمال اعطوا فرصا اكثر للشخص المبتسم، الناس تحب الانسان المبتسم، لأن ذلك يعطي انطباعا بالسعادة، والناس تحب ان تتعايش مع السعداء، ويعتقد الناس ان الشخص السعيد عنده صفات اجتماعية جميلة من المرح والتعاون والتسامح وغيرها، الابتسامة هي من اول اساليب الحوار والتواصل الاجتماعي في حياة الانسان، وهي مكافئة يسعى لها الانسان في طفولته وفي كبره، وخبراء التسويق والمبيعات يعلمون ذلك ويحضون البائعين على التبسم والمرح،

ووجدت بعض الدراسات ان الاناث ومنذ الولادة اكثر تبسما من الذكور، كما وجدوا ان الاناث اكثر جمعا بين التبسم ودموع الفرح من الذكور، فنجد بعض الاناث يتبسمن ويبكين فرحا في نفس الوقت، كما وجد الباحثون انه كلما زاد الشخص مكانة اجتماعية كلما قل تبسمه، واصبح يتبسم فقط في اوقات عندما لا يكون هناك تهديد، فنجد الموظف اكثر تبسما من المدير مثلا، ونجد الناس تلاحظ ابتسامة القوي وتعتبرها من الصفات الجيدة، كما ان الناس تخاف من الشخص الذي لا يتبسم،

وكلنا يعرف انه ليس كل تبسم دليل نية طيبة، فكثير من المجرمين يعلمون قوة الابتسامة ويستخدمونها لخداع الناس واقناعهم ببناء الثقة ومن ثمة استغلال هذا الامر، وينصح علماء النفس بأن لا نفتعل الابتسامة حتى لا تفقد الابتسامة الحقيقية معناها وقيمتها ورسالتها الاجتماعية، تبسم عندما تشعر بذلك وتبسم حتى تشعر بمرح اكثر ولكن لا تكذب بالابتسامة،

الانسان يبتسم اذا كان سعيدا، ولكن التبسم يزيد من السعادة ايضا، فعضلات الوجه ترسل رسائل للمخ عبر الاعصاب، تبسم وسوف ترسل عضلات الوجه للمخ رسائل بأنك سعيد، وعندها يزيد المخ من افراز كيميائيات في الجسم تجعلك تشعر بالسعادة، اعبس بوجهك وسيرسل الوجه رسائل للمخ بأنك غير سعيد وهذا يؤثر على عمل المخ ايضا، ووجد الباحثون ان الابتسام والمرح مفيد للصحة، فهو يخفض من ضغط الدم وينشط جهاز المناعة ويبعث على الاسترخاء، والتبسم والمرح يعتبر عموما من علامات الصحة النفسية، والابتسامة المشرقة تدل ايضا على الصحة الجسدية، الابنسامة تظهر الاسنان، وصحة الاسنان علامة على صحة الشخص عموما،

والتبسم يبدا علاقات، البداية كثيرا ما تكون ابتسامة، ولا شيئ اجمل من ابتسامة انسان تحبه، ابتسامة تحمل معاني كثيرة وتقول لك رسائل فقط تقال بالعين والتبسم، والتبسم انتصارا، انتصار على الظروف الصعبة، وعلامة امل في المستقبل، الابتسامة من علامات الايمان والسلام الداخلي والحكمة والمحبة

د. ماجد عبدالعزيز عشي

الأحد، 11 يناير 2015

لا بد من فهم المنظومات الاخلاقية الثلاثة

وجد علماء النفس وعلماء علم الاجناس والحضارات انه يمكن تصنيف اساليب المجتمعات في التفكير الاخلاقي الى ثلاثة أنواع

أولا: المنظومة الفردية
هذه المجتمعات تعرف الصواب والخطأ من منطلق الحفاظ على الحقوق والحريات الشخصية، كحق التعبير وحق الاختيار وحق السعادة وما الى ذلك، وكل ما يحد او يعتدي على هذه الحريات فهو خطأ، وكل ما يدعهما فهو صواب، وينتشر هذا التفكير في المجتمعات الغربية، فنجد من يقول من حق المرأة فعل هذا او ذاك، ومن حق فلان كتابة ما يشاء، وهكذا، المنطلق هو الحقوق الفردية والحريات

ثانيا: المنظومة الاجتماعية
هنا المعيار هو مصلحة المجتمع ككل وليس الحقوق الفردية، وهناك تأكيدا على المسؤوليات نحو الاخرين أكثر من الحقوق، فالحقوق تأتي من الدور الذي يقوم به الفرد ومستوى اداءه، فالصواب هو ما فيه مصلحة المجتمع، والخطأ هو ما يضر بالمجتمع، وينتشر هذا المفهوم في المجتمعات الاسيوية كالصين مثلا، ويمكن الحد هنا من الحريات الفردية من اجل مصلحة المجتمع، فمثلا في الصين كان هناك قانونا يحد عدد الاطفال في الاسرة في بعض المناطق الى طفل واحد، وهناك غرامات على المخالفين، من وجهة نظرهم فان ذلك لمصلحة المجتمع، اما من وجهة النظر الفردية فهذا خطأ وتعدي على الحريات والحقوق الفردية

ثالثا: المنظومة الدينية
هنا يرى الناس ان الصواب والخطأ محدد بتشريعات سماوية وتعاليم دينية، وينتشر هذا المفهوم بين أتباع الاديان سواء من المسلمين او المسيحيين او اليهود او غيرهم، فالصواب هنا هو ما أحل في الشرع والخطأ هو ما حرم في الشرع، وفي هذا المفهوم هناك أمور مقدسة لا يجوز التعدي عليها

وقد يحدث تصادم أحيانا بين اتباع هذه المنظومات الثلاثة، فنجد طرفا يدافع عن الحريات، وطرفا يدافع عن المقدسات وتعاليم الشرع،  وطرفا يدافع عن مصلحة المجتمع والمسؤوليات

هل يمكن التقريب والتفاهم بين اتباع هذه المنظومات؟ نعم بالطبع، ولكن مع الاسف ما نشهده اليوم هو ان كل طرف يأخذ جانبا ويصر على ان يرى الامور من زاويته ومنظومته دون ان يحاول فهم الطرف الاخر، ويقوم بالتعدي على ما هو مهم عند الطرف الاخر، في الماضي كانت الامم معزولة شيئا ما عن بعضها وكان التصادم قليل الحدوث، اما اليوم الشعوب تختلط وكذلك المبادئ والافكار، ويحدث احتكاكات أكثر وتصادم أخلاقي وعقائدي أكثر، فنحن اليوم بحاجة ماسة الى فهم الاختلافات الحضارية وكيف تطورت عبر التاريخ، وايجاد طرق لفهم الاخر واستيعاب واحترام الاختلاف والتعاون لما فيه الخير للجميع

د. ماجد عبدالعزيز عشي