السبت، 17 ديسمبر 2011

القدرة على التخيل ونتائجها التعليمية والصحية

وجدت الدراسات الحديثة ان عدم قدرة الاطفال على تهجي الكلمات لها علاقة بعدم قدرتهم على التخيل، فمثلا اذا سألتك ان تتهجى كلمة "سعد"، فانك سوف تتخيل كلمة "سعد" في عقلك ومن ثم ستقوم باخباري عن حروفها، ولأثبات ذلك يقوم الباحثون بالطلب من الشخص ان يتهجى الكلمة بالعكس، هنا ستقوم بتخيل كلمة "سعد" ومن ثم تقوم باخباري بأن الحروف هي د، ع، س، حاول ان تتهجى الان كلمة "استحضار" دون النظر الى الكمبيوتر، ستجد ان الكلمة في خيالك، وحاول تهجي الكلمة بالعكس، ستجد انك سوف تتخيلها اثناء عملية التهجي، اذا الخيال يلعب دورا في تهجي الكلمات،

وقد وجد الباحثون ان الاطفال الذين يجدون صعوبة في التهجي لديهم صعوبة في عملية التخيل هذه، فالقدرة على التخيل لها دور كبير في التعلم عند الاطفال وحبهم للعلم وحتى في قدرتهم على الاكتشاف العلمي في المستقبل، فكل الاختراعات والاكتشافات كانت في البداية في خيال المكتشف او العالم، ومن ثم تم وضعها في الواقع، فالمدارس والمعلمون لا بد من ان يشجعوا قدرة التخيل عند الاطفال من خلال القصص والفنون الجميلة والتفكير والخيال العلمي،

والقدرة على التخيل لها علاقة ايضا بالقدرة على حل المشاكل، فالشخص يفكر ويتخيل كل الحلول الممكنة ومن ثم يقرر ما عليه عمله، بعض الناس لا يمكنها تخيل السناريوهات المختلفة وعواقبها، وينتج عن ذلك اختيارات قد لا تكون الافضل، والجسم ايضا له ردة فعل للخيال، فمثلا لو جلس الشخص واخذ يتخيل انه في معركة او خصام مع شخص اخر فان جسمه سينفعل لذلك وتزيد دقات قلبه وقد يرتفع عنده الضغط، بينما لو جلس الشخص وتخيل انه في مكان جميل والطبيعة الرائعة تحيط به فان جسمه سيشعر بالاسترخاء، اذا الخيال له دور حتى في الصحة الجسمية والنفسية، وكثير من الامراض النفسية لها اعراض في خيال الشخص، فالمكتئب يتخيل الامور بتشاؤم، والقلق يتخيل خطر قد لا يكون موجودا، وهكذا،

القدرة على التخيل لعبت دورا في تقدم البشر وسعادتهم، كما لعبت دورا في معاناتهم، وحتى الحب يلعب التخيل دورا فيه، ومن المهم ان يولي الاهل والمربون اهتماما كبيرا بتنمية القدرة الصحية على التخيل عند الناس حتى يتطور المجتمع ويرقى وتزيد السعادة بين الناس،

د. ماجد عبدالعزيز عشي