الأربعاء، 3 أبريل 2024

دراسات في الزواج والطلاق والامومة والابوة

حضرت قبل عدة أيام مؤتمرا علميا في جامعة برنستون، وكان المؤتمر يعرض اخر الدراسات في مواضيع الزواج والطلاق والاسرة، وشارك في المؤتمر بعض اهم العلماء والباحثين في هذه المجالات، وسوف اعرض هنا بعض الدراسات التي تم ذكرها في المؤتمر، ولا بد ان نذكر ان غالبية هذه الدراسات تمت في أمريكا ولكن بعض النتائج يمكن ان تكون مماثلة في الدول الاخرى،

وجد الباحثون ان الاشخاص المتزوجون يكونون عموما اسعد من غير المتزوجين، وخصوصا اذا كان زواجهم سعيدا، ويكونون اكثر صحة جسدية ونفسية،

كما وجد الباحثون ان انجاب الطفل الاول يكون احد العوامل الاساسية لتدهور العلاقة الزوجية، وخصوصا اذا لم يكن هناك دعم اجتماعي واسري للاسرة الصغيرة الجديدة، فقدوم الطفل يتطلب تأقلما من قبل الاب والام من الناحية المادية والاجتماعية والعملية والجنسية وقد يصعب ذلك على البعض، ووجدت الدراسات انه اذا كانت العلاقة الزوجية سيئة من البداية فولادة الطفل تزيد من التدهور وانهيار العلاقة، اما ان كانت العلاقة الزوجية طيبة من البداية فولادة الطفل قد تسبب تدهور مؤقت نتيجة الحاجة للتأقلم وبعد ذلك تتحسن، كما وجد الباحثون ان الاسرة المتدينة لا تتدهور العلاقة الزوجية عندهم نتيجة انجاب الطفل مقارنة بالاسرة غير المتدينة، ففهم معنى الاسرة والانجاب والمعاناة يختلف عند المتدينين عنه عند غير المتدينين،

وفي دراسة اخرى تمت متابعة الاسر في البيت لمدة طويلة، ووجد الباحثون ان غالبية الوقت تكون الام مع الاولاد ويكون الاب وحيدا في غرفة اخرى، ويمضي الاب والام فقط عشرة في المائة من الوقت في البيت مع بعضهما دون الاولاد، وغالبية هذا الوقت لا يكون سعيدا او حميما، فيمضي الاب والام الوقت اما في الخصام او الحديث عن الاولاد او المادة او مشاهدة التلفزيون وما الى ذلك، وبالطبع هذا يؤثر على السعادة الزوجية،

ووجد الباحثون ان هناك اربعة عوامل في شخصية الزوج او الزوجة تؤدي الى انهيار الاسرة، وتكون هذه العوامل موجودة في شخصية الشخص قبل الزواج، وهي:
عدم وجود روح الفكاهة والمرح والدعابة
كثرة القلق والتفكير والمشاعر السلبية
الميل للغضب
العدوانية
بمعنى ان الاشخاص الذين يمتلكون روح الفكاهة، والذين لا يأخذون الامور بطريقة عاطفية متوترة، ولا يغضبون بكثرة او يعتدون، هؤلاء تكون حياتهم الزوجية اسعد،

ووجد الباحثون ان قدرة الرجل على تفهم مشاعر المرأة عندما تكون غير سعيدة وقدرته على التعامل معها بالاسلوب الصحيح يقلل من المشاكل الزوجية،

كما وجد الباحثون ان الرجل لا يمانع ان يكون دخل الزوجة اعلى من دخله طالما انه يعمل عدد ساعات اكثر منها او مساو لها، بمعنى ان الرجل لا يحب ان تعمل زوجته اكثر منه، فهو يحب ان يأتي للبيت ويجد زوجته فيه، ولا يحب ان يبقى وحيدا في البيت، فعمل المرأة لفترات طويلة اكثر من الرجل يزيد من احتمالات الطلاق،

كما وجدت الدراسات ان غالبية الامهات يرغبن في ان تكون الظروف تسمح لهن في البقاء في البيت لتربية الاولاد او العمل بشكل جزئي، وكانت النسبة حوالي سبعين في المائة، وكانت هذه النتيجة متكررة عند النساء بكل الدرجات العلمية، ولكن الظروف المادية لا تسمح عند الكثير من الاسر بذلك،

ووجدت الدراسات ان الابوة مفيدة لصحة الاب النفسية والجسدية، فعندما يمضي الاب وقتا مع اطفاله في اللعب او تربيتهم، وليس في الخصام معهم او الازعاج، يقوم الجسم بافراز هرمونات تساعد على الاسترخاء والوقاية من امراض اخرى، وهذا صحيح ايضا عند الام،

كما وجدت الدراسات ان الامهات لا يحبون ان تتكون علاقة مستقلة بين الاب والاطفال، بمعنى ان الام ترغب في ان "يساعدها" الاب في التربية ولكن تعمل هي "كالحارس" على الباب، بمعنى انها تريد ان يكون كل ما يخص الاطفال تحت سيطرتها وعلمها، ولا تحب ان يفعل الاب امورا باستقلالية تامة عنها،

ووجدت الدراسات ان الزوجة المتدينة تحب ان يكون زوجها ممن يتبعون التقاليد ويلتزم بدور الزوج والاب التقليدي، فلا يتدخل كثيرا في امور البيت ويكون هو مسؤول عن الدخل والانفاق وهي مسؤولة عن البيت والتربية، اما الزوجة الاقل تدينا فهي تفضل المساواة في المسؤولية وترغب من الزوج ان يساعد في التربية ولكن لا تحب ان يعتمد عليها ماديا، فهي تتطلع لما يسمى "سوبر داد" او الاب المثالي الذي يصرف على الاسرة ويساعد في البيت،

ووجدت الدراسات ان الطلاق بين غير المتدينين هو اكثر من الطلاق بين المتدينين،

ووجدت ايضا ان الرجل "الؤميجا" هو الاكثر حظا بين الشابات هذه الايام، فمن هو الرجل "الؤميجا"؟
هو الشاب الذي ليس عنده أي شيئ يعطيه للمرأة من ناحية المادة او الالتزام او المسؤولية، يهتم بلبسه وشكله والاغاني، وقد تكون عنده مشاكل مع الشرطة او المخدرات او عائلته، نعم، هذا هو الرجل الذي عنده "شعبية"!، ووجدت الدراسات انه كلما زاد تعليم الرجل ونضجت شخصيته قل عدد الشابات الراغبات فيه هذه الايام،

د. ماجد عبدالعزيز عشي

هناك 3 تعليقات:

عبدالكريم يقول...

في السعودية يحدث كل يوم 33 حالة طلاق
اتمنى ان نجد لها تفسير نفسي


تقبل تحياتي

غير معرف يقول...

السلام عليكم
اريد ان اشكرك جزيل الشكر
احب موقعك ومقالاتك واسلوبك بالكتابة

فعلا كل شي رائع ومعلوماتك قيمة

بالتوفيق

اريد ان اسالك عن تخصصك الدراسي فالجامعة؟ هل درست علم الاجتماع ام علم النفس ام ماذا؟
اتمنى ان ترد علي على ايميلي
ma_fe_2009@hotmail.com

وشكررا
بانتظارك لاني اريد ان اتخصص بالجامعة ومحتارة

الدكتور ماجد عبدالعزيز عشي يقول...

عزيزتي، تخصصي في الجامعة والماجستير والدكتوراه علم نفس، وبعد دراسات الدكتوراه هي في أبحاث الطب النفسي

تحياتي
د. ماجد عشي