العلاج النفسي عموما يشترك في ثلاث خصائص مهمة تعتبر هي مهمات العلاج،
أولا: المعالج النفسي يحاول ان يوجه انتباه الشخص الى أمور قد يكون لم يلاحظها سابقا وتؤثر في سلوكه وحياته دون وعي منه، وقد تكون هذه الامور التي لا يلاحظها الشخص عبارة عن مشاعر مكبوتة او تجارب حياة في الماضي صعبة او اوضاع حالية تؤثر فيه، وطالما ظلت هذه الامور مخفية في زوايا النفس فانها تكون ذات تأثير خفي في سلوك الشخص دون ان يدري، وينتج عن تأثيرها سلوكيات غير طيبة، مما يهدف اليه الدكتور النفسي هو توجيه انتباه الشخص الى هذه السلوكيات والى الدوافع والامور الخفية وراءها،
ولا بد للشخص من ان يشعر بالامان والدعم الكافي حتى يمكن له ان يحرر انتباهه من التركيز على حماية الذات وتوجيه انتباهه الى ما وراء سلوكياته، والدكتور النفسي يعمل على خلق اجواء في العلاج تجعل الشخص يشعر بالامان والراحة حتى تساعده على تحويل انتباهه الى امور مكبوتة،
ثانيا: يعمل الدكتور النفسي على مساعدة الشخص على تكوين تفسير لما حدث او يحدث في حياته، كثير من الناس يجدون صعوبة في تفسير سلوكيات الاخرين السيئة نحوهم، ويجدون صعوبة في فهم الاوضاع السيئة التي عاشوها او يعيشونها، وهذه الاوضاع تهدد احساسهم وربما تكون قد حطمت بالفعل احساسهم بوجود العدل والامان والانتماء ووجود العون والخير وانهم محبوبون وغيرها من الامور الهامة لحياة الانسان، وعندما يمر الانسان باوضاع او احداث مثل هذه فانه قد يعجز عن تكوين تفسير يساعده على فهم ما حدث والحفاظ على يقينه بوجود هذه القيم الهامة في الحياة، الدكتور النفسي يعمل على مساعدة الشخص للوصول الى تفسيرات مقبولة، وهذه التفسيرات قد تكون توضيح نفسيات ودوافع الاشخاص الاخرين او فهم كيف تكون الوضع او غير ذلك من الامور،
ثالثا: يعمل الدكتور النفسي على مساعدة الشخص معرفة الاختيارات المتاحة امامه ومساعدته في عملية اختيار ردود الفعل المناسبة وتغيير ردوده السابقة وسلوكياته، وهذا يتطلب ان يجلب الشخص مشاكله وصراعاته النفسية وسلوكياته الى العلاج حتى يتم دراستها وفهمها، ويعمل الدكتور النفسي على توفير الامكانات العلمية والثقافية ومن تجارب الحياة للشخص حتى يمكنه استثمارها فيما فيه المصلحة له،
د. ماجد عبدالعزيز عشي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق