الدافع هو ما يحرك الانسان نحو هدف ما، والدافع هو ايضا ما ينظم السلوك لتحقيق الهدف ويكفل استمرارية السلوك الى ان يتم تحقيق الهدف، فمثلا قد يكون الانسان جالسا في غرفته في مقعد مريح ولكنه يشعر بالجوع، هذا الجوع والرغبة في الاكل توجد دافعا نحو الاكل، فيقوم الشخص من مقعده ويذهب الى المطبخ ويبحث عن أكل او يبدأ في تحضير وجبة، فالدافع هنا رتب السلوك لتحقيق الهدف، فهو مثلا لا يقوم من مقعده ويبدأ في ترتيب الغرفة لأشباع حاجته الى الأكل، لكل دافع سلوكيات معينة على الشخص القيام بها لتحقيق اشباع ذلك الدافع المعين، وبعد الاكل وتحقيق الهدف والاشباع يتوقف الدافع والسلوك، وهذا يحدث في كل الدوافع تقريبا، احتياج ثم دافع ثم سلوكيات لتحقيق الهدف واشباع الاحتياج ثم انتهاء الدافع والسوك لفترة الى ان يظهر الاحتياج مرة اخرى، وهناك انواع من الدوافع حسب تقسيم العلماء،
فهناك دوافع أولية، وهي الدوافع الغريزية التي لا يتعلمها الانسان مثل دافع الاكل والشرب والرغبة الجنسية، وهناك دوافع ثانوية وهي الدوافع التي يتعلمها الانسان الى حد ما، ومن الدوافع الثانوية الدافع الى تكوين علاقات اجتماعية، والدافع الى التحكم في الاخرين، والدافع الى التعلم، والدافع الى جمع المال، والدافع الى التفوق، وما الى ذلك، وهناك اناس يكون عندها دافع معين هو المصيطر في حياتها، فمثلا هناك من يصيطر عليهم دافع الاكل او الرغبة الجنسية او حب التحكم او الرغبة في التفوق وهكذا، فاذا اردت ان تعرف لماذا يختلف الناس عن بعضها البعض عليك ان تعرف ما هو الدافع او الدوافع المصيطرة على الاشخاص،
وهذه الدوافع المصيطرة قد تنشأ نتيجة تاريخ الانسان ونشاته واحداث حياته، فمثلا الشخص الذي كان ضعيفا جسديا ويؤذيه الاطفال الاخرون في الطفولة قد ينشأ عنده دافع كبير نحو القوة، والدافع احيانا قد يكون مرضيا وغير طبيعي كشخص عنده دافع لتعذيب الناس مثلا، فوجود دافع ما لا يعني بالضرورة انه دافع طبيعي ويجب اشباعه، وهناك عوامل بيولوجية ووراثية تتداخل مع عوامل اجتماعية وحضارية لتكوين الدوافع عند الناس، فمثلا الناس لا تأكل فقط للتغذية، ولكن تأكل لعوامل اجتماعية وحضارية مختلفة،
وهناك دوافع تكون ناتجة عن احتياج عند الشخص، فمثلا الانسان الوحيد قد يكون عنده دافع للتواصل مع الناس، ولكن هناك دوافع تسمى دوافع نمو، فهي لا تنتج عن حاجة ولكن رغبة في النمو، فمثلا الشخص الذي يتعلم لغات عديدة بعد التقاعد لا يفعل ذلك عن حاجة ولكن رغبة في تكوين مهارات اخرى في حياته،
وهناك دوافع داخلية ودوافع خارجية، فمثلا الشخص الذي يجلس بالساعات يمارس هواية يحبها يكون دافعه داخليا، فهو يفعل ما يفعل لأنه يستمتع به، ولكن الشخص الذي يعمل في وظيفة يكرهها ويقوم بها فقط من اجل المرتب دافعه خارجي وهو المال، ومن الجميل ان يكون هناك الدافعين معا، ولكن الدافع الخارجي وحده لا يضمن استمرارية العمل، فالشخص سيتوقف ان توقفت المكافئة الخارجية، اما الدافع الداخلي قد يكون اكثر استمرارية، هناك اناس تحركهم الدوافع الداخلية اكثر من غيرهم، فاهدافهم لا تكون واضحة للاخرين لأن هدفهم هو في داخل انفسهم، وهناك اناس تحركهم الدوافع الخارجية اكثر،
أحيانا يكون هناك صراع في داخل الشخص بين عدة دوافع، فمثلا قد يكون الطالب عنده الدافع للدراسة ولكن عنده الدافع للخروج مع الاصحاب في نفس الوقت، هنا يحدث صراع داخل الشخص، والشخص الناضج هو الذي يفهم دوافعه واحتياجاته ويعرف كيف ينظمها وينظم سلوكياته لأشباع دوافعه،
د. ماجد عبدالعزيز عشي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق