الثلاثاء، 18 أغسطس 2009

اتخاذ القرارات

الانسان منا يواجه بشكل يومي بمواقف تتطلب منه اتخاذ قرارات، وان يختار بين امور، وهذه القدرة يتعلمها الانسان منذ الطفولة بمراقبة اهله في طريقة اتخاذهم للقرارات، وبالتعليم الذي يتعلمه في البيت والمدرسة والاعلام، ولو لاحظنا لوجدنا ان كثير من مشاكل الشخص تعود لقرارات خاطئة او اختيارات غير سليمة سواء كان ذلك في حياته المادية او الاجتماعية او العاطفية او حتى السياسية، والمجتمعات العربية عموما تربي اطفالها على الطاعة، والعلاقات تكون دائما تقريبا "عامودية"، بمعنى ان هناك شخص اعلى يعطي الاوامر وشخص ادنى يطيع، سواء كان ذلك في العمل او البيت او في العلاقات الاجتماعية، والشخص الذي يطيع في العمل يأمر في البيت، فكل العلاقات تقريبا تكون "عامودية"، فالاطفال يتعلمون الطاعة في البيت والمدرسة وغيرها، وعندما يكبرون نجدهم يفتقدون لمهارات اتخاذ القرارات الصحيحة التي فيها مصلحتهم ومصلحة الاخرين، وينتظرون ان يعطيهم احد الاوامر، ويفتقدون لروح المبادرة،

وكثير من الاطفال يجدون اهلهم غير قادرين على اتخاذ القرارات، او يتخذونها باسلوب خاطئ، او يتخذون قرارات خاطئة عديدة، فبعض الناس يتخذون قرارات بناء على رغبات لحظية دون النظر لما هو بعيد، والبعض يتخذون قرارات بعد النظر لجانب واحد من الموضوع ودون دراسة الموضوع من كل الجوانب وبشكل كافي، والبعض يتخذون قرارات بناء على اوهام او امل او اماني او خوف او غضب وليس بناء على حقائق ووزن للامور، وبعض الناس يتخذون القرارات بناء على معلومات خاطئة وغير صحيحة ودون دراسة للموضوع، والبعض لا يتخذون أي قرار ويعتمدون على الاخرين في اتخاذ القرارات للهروب من المسؤولية وللوم الاخرين ان فشل الامر، واحيانا فقط نتيجة انه لا يسمح لهم باتخاذ القرارت من قبل الاخرين،

اتخاذ القرارات الصحيحة هي قدرة مهمة للشخص وللمجتمع عموما، فمستقبل المجتمع يعتمد على مجموع القرارات الفردية التي يأخذها الافراد في حياتهم الشخصية والعملية والاجتماعية، وان كان هناك نسبة كبيرة من المجتمع تتخذ قرارات خاطئة ولها نتائج سلبية فان ذلك سينعكس على المجتمع ككل، وهذه القرارات قد تكون صحية كاستخدام المخدرات او التدخين او الاكل الغير الصحي، وقد تكون قرارت اجتماعية من النوع الذي يخلق مشاكل بين الناس، او قرارات عملية كأخذ الرشوة وخيانة الامانة والتكاسل في اداء العمل، او قرارات تتعلق بالسرقة والاعتداء، القرارات الشخصية هي كحبات المطر، تتراكم ويأتي منها السيل، كل شخص ينظر الى قراراته على انها امور صغيرة وشخصية كأنها مجرد حبة مطر، ولكنه ينسى ان حبات المطر ستتراكم وتتجمع وتكون في مجموعها امور مهمة وخطيرة على حياة الناس، والبعض ينظرون الى قراراتهم على انها اشياء صغيرة مثل كرة ثلج صغيرة تتدحرج من جبل عالي تغطيه الثلوج، فما الضار في كرة ثلج صغيرة تتدحرج، ولكنها مع الوقت ستكبر وتكبر وقد تصبح كرة كبيرة تدمر قرية بكاملها، والحرائق الكبيرة تبدأ بعود ثقاب او شعلة صغيرة، والمجتمع كسفينة، ولو ان كل شخص قرر، بناء على حريته الشخصية، عمل ثقب صغير في غرفته في السفينة لغرقت السفينة، القرارات الصغيرة والفردية مهمة،

فلا بد من حملة توعية لتعليم الناس منذ الطفولة كيفية اتخاذ القرارات السليمة، والقرار السليم يكون مبنيا على حقائق لا ظنون واوهام واحلام وامال، بالطبع الانسان محدود في علمه بالماضي والحاضر والمستقبل، ولذلك هناك دائما احتمال ان لا يكون القرار سليما تماما، او ان يكون سليم في مرحلة وليس في مرحلة اخرى، وأخذ المشورة من العلماء والعقلاء والحكماء والصالحين وذوي الخبرة سيساعد الشخص الى حد كبير في تجميع المعلومات المطلوبة لاتخاذ افضل قرار، ولكن البعض يأخذون المشورة من الجهلاء والطامعين او من اصدقاء السوء او حتى من اشخاص غير مؤهلين نفسيا او خلقيا لبذل المشورة، القدرة على اتخاذ القرارات هي مسؤولية كبيرة ملقاة على عاتق الانسان، ولا بد ان يعطيها حقها


د. ماجد عبدالعزيز عشي

هناك تعليق واحد:

عبدالكريم يقول...

،
حضرت دورة عن حل المشكلات واتخاذ القرارت
في البداية كنت متسغرب من العنوان هذا وكنت اقول وش السلطه الكلاميه والتناقض في عنوان الدورة
كنت حريص في حضور ما يهمني شخصيا ( حل المشكلات )
لكن بالمقاله هذي البسيطه عرفت اهيمة اتخاذ القرار
،
تقول يادكتور ماجد اتخاذ القرارات الصحيحة هي قدرة مهمة للشخص وللمجتمع عموما، فمستقبل المجتمع يعتمد على مجموع القرارات الفردية التي يأخذها الافراد في حياتهم الشخصية والعملية والاجتماعية،


يقول معالي مدير جامعة الملك سعود عبدالله العثمان ( طبعاً كلمة تدعم كلامك )
إن المؤسسات التعليمية لا تبني سمعة هياكلها الإدارية أو ميزانياتها الضخمة أو مختبراتها العملاقة أو بنيتها التحتية العظيمة و لكن من يبني سمعة الجامعة هم مجموعة من الأفراد .