الثلاثاء، 27 يناير 2009

الدموع

الدموع لها وظائف عديدة، منها ترطيب العين وحمايتها وايضا هي رسائل بين الناس تدل على الحزن او الالم واحيانا على الفرح، فالدموع هي اسلوب للحوار ولقول ما لا يمكن قوله بالكلمات، فكم من القلوب لانت لرؤية دمعة تنزل من عين، كما ان الكثيرين يشعرون بالراحة بعد البكاء، بل ويعتبر الدكتور النفسي ان العلاج النفسي في طريق جيد ان اخذ الشخص في البكاء بعد فترة طويلة من عدم البكاء، فعدم القدرة على البكاء لا تساعد الشخص على الوصول الى الراحة النفسية، ولكن لماذا تريحنا الدموع؟


قام بعض العلماء بتحليل مكونات الدموع الكيميائية ووجدوا ان هناك ثلاثة انواع من الدموع، وكل نوع يختلف عن غيره في تركيبه الكيميائي،


فهناك دموع تكون دائما موجودة في العين لترطيبها وتكون كل دمعة محاطة بطبقة زيتية تجعلها تلتصق بالعين ولا تسقط،


والنوع الثاني هو الدموع التي تفرزها العين عندما يدخل فيها جسم غريب، وتكون هذه الدموع اكثر غزارة وتحتوي على كمية اكبر من المضادات الحيوية والانزيمات لمقاومة الجراثيم،


والنوع الثالث هو الدموع العاطفية التي تفرز وقت الحزن واحيانا وقت السعادة ايضا، وتحتوي هذه الدموع بالاضافة الى الملح والماء والانزيمات والمضادات الحيوية على بروتينات، وهذه البروتينات هي لهرمونات يفرزها الجسم وقت الضغط النفسي، بمعنى ان البكاء والدموع يخلصان الجسم من هرمونات الضغط النفسي والتي قد تضر بالجسم ان بقيت فيه، كما تحتوي الدموع على مواد كيميائية افرازها يخفف من الالم الجسماني، فالدموع والبكاء مفيدة للصحة الجسمانية والنفسية،


ومن الملاحظ تقريبا في كل انحاء العالم ان النساء اكثر بكاء من الرجال، وان "دمعتهم قريبة"، ولكن لماذا تبكي النساء اكثر من الرجال؟


هناك اسباب كثيرة اجتماعية وحضارية ونفسية وبيولوجية، فقد وجد الباحثون ان هناك هرمون يسمى البرولاكتين وهو موجود بنسبة اعلى عند النساء منها عند الرجال، وهذا الهرمون له دور هام في افراز الحليب عند النساء، وهو ايضا هرمون يزيد افرازه تحت الضغط النفسي، ويلعب دورا هاما في زيادة افراز الدموع العاطفية عند المرأة،


ولكن كيف يتخلص الرجال من اثار الضغط النفسي الكيميائية؟


يتخلصون منها من خلال العرق، فالرجال معروف عنهم انهم يعرقون بشكل اكبر من النساء، وهم يخرجون المواد السامة من خلاله، والنشاط الجسدي والرياضي يساعدان على التعرق بشكل اكبر ومن ثمة التخلص من المواد السامة في الجسم،


فالدموع نعمة، وقوة، ورسائل، وسلاح، وبرهان، ورجاء، ولا يفهمها غير المحبين



د. ماجد عشي

ليست هناك تعليقات: