الجمعة، 23 يناير 2009

الاحلام

ماهي الاحلام؟ ولماذا نحلم؟
ينام الانسان في المتوسط حاولي ثمان ساعات يوميا، أي ما يعادل ثلث اليوم، أي ما يعادل ثلث عمره، فان عاش انسان ستون عاما فان عشرين عاما كاملة قضاها وهو نائم!! فلا بد ان النوم له دور مهم في حياة البشر، ولا ننسى ان الحيوانات جميعها تقريبا تنام ايضا، النوم يريح الجسم والحواس، واثناء النوم يفرز الجسم مواد وهرمونات تساعد على تجديد الخلايا وتعويض التالف منها، كما يفرز الجسم هرمونات النمو التي تساعد الاطفال على النمو، فاكثر نمو الطفل يحدث وهو نائم، ويفضل ان تكون الغرفة مظلمة شيئا ما لان الضوء يعيق من افراز بعض الهرمونات في الجسم، ونلاحظ ان النائم يتقلب تلقائيا في السرير كل ساعتين او ثلاث، وهذا مهم للوقاية من الجلطات وتخثرات الدم التي قد تنشأ عن الاستلقاء او الجلوس في وضع واحد لمدة طويلة، فقد وجد الباحثون ان الجلوس طويلا او سياقة السيارة لفترات طويلة او الجلوس في الطائرة دون حركة لساعات يزيد من احتمال تكون الجلطات، وهذا ويساعد النوم ايضا على اخراج مافي النفس من مشاعر عبر الاحلام، كما يكون النوم راحة من التفكير المستمر في مشاكل الحياة، فما هي الاحلام وكيف تحدث؟
في الحقيقة نحن نحلم طوال اليوم، ان احلام النوم لا تختلف عن احلام اليقظة ، فمثلا قد تكون مع شخص يحدثك وتستمع اليه، ولكن بين الحين والاخر يسرح تفكيرك وتفكر في امور اخرى، وبعد قليل تنتبه وتحاول الاستماع مجددا وهكذا، ما الذي يحدث هنا؟ هناك وعي لديك، وهناك شيئان يتصارعان للحصول على وعيك وتركيزك، هذان الشيئان هما العالم الخارجي والعالم الداخلي، العالم الخارجي من حولك يحصل على وعيك من خلال حواسك من سمع وبصر وغيرها، والعالم الداخلي فيه المشاعر والافكار والاماني، فان كان ما في العالم الداخلي اقوى مما في الخارج حصل العالم الداخلي على وعيك وانفصلت عن الخارج وسرحت، اما ان كان العالم الخارجي اقوى فانك ستعطيه اهتمامك ووعيك، ولكن العالم الداخلي موجود دائما، ولكنك لا تعطيه اهتماما، وقوته تختلف من حين لاخر، فكأن هناك قوتان جاذبتان لوعيك، قوة العقل الباطن او عالمك الداخلي وقوة العالم الخارجي، ونحن بين هذا وذاك طوال اليوم، وعندما ننام نغلق جميع منافذ العالم الخارجي من بصر وسمع وغيرها، ولا يبقى غير العالم الداخلي الذي يسيطر على الوعي بالكامل، وعندها يبدأ العالم الداخلي في تشكيل الوعي كيفما يشاء، وهذه هي الاحلام، فالاحلام هي الناتج الفني لعمل العقل الباطن والعالم الداخلي على الوعي، وقد يكون المخرج "تعبان" فيخرج افلام "تعبانة"!، فحسب حالة العقل الباطن تكون الاحلام، فقد تكون كوابيس وقد تكون احلام جميلة، فالاحلام هي منفذ وتعبير عما في العقل الباطن، كما يمكن ان تكون الاحلام تعبيرا عما يمر به الجسد، فقد يكون النائم جائعا فيحلم بالطعام، وقد يكون نائم في وضع غير مريح فيحلم انه يختنق، وقد تدل الاحلام عن وجود مرض في الجسم، فالاختناق المتكرر اثناء النوم قد يدل على مشاكل في القلب او الرئة، ويمكن للعقل الباطن ان يكون قد تأثر باشياء حدثت قبل النوم مباشرة فيعبر عنها في الاحلام، فمثلا ان شاهد شخص فلما مرعبا قبل النوم فقد يحلم بكوابيس، وان تعارك مع احد قبل النوم فقد يحلم باستمرار العراك، احيانا تساعدنا الاحلام على اقتراح حلول لمشاكل نعيشها، فعندما نكون في اليقظة يكون فكرنا مشتتا نتيجة كثرة الاعمال والاقتراحات وما الى ذلك، ولكن عند النوم يكون الفكر احيانا اكثر وضوحا كالحاسب الالي ويعبر الحلم عن الحلول المنطقية للمشكلة دون التأثيرات الخارجية، وهذه الظاهرة يمر فيها بعض دارسي الرياضيات الذين قد يحلمون بحل معادلات رياضية كانوا يحاولون حلها في النهار دون نتيجة، وقد تكون الاحلام مجرد تفريغ شحنات كهربائية في المخ تثير اجزاء مختلفة دون ان يكون لهذه الصور أي معنى محدد، فالاحلام ليست ناتجة عن شيئ واحد، فقد تكون ناتج اسباب كثيرة حسب الوضع .


د. ماجد عشي

ليست هناك تعليقات: