تتحدث الكثير من الدراسات الحديثة عن دور النوم في الصحة الجسدية والنفسية، فبالاضافة الى ان في النوم راحة لأعضاء الجسم وتجديد للخلايا والنشاط، فان النوم يساعد على تفريغ العواطف المكبوته من خلال الاحلام، فالنوم فيه راحة للجسد والنفس، ولكن الدراسات الحديثة اصبحت تتحدث عن شيئ جديد، وهو ان المخ اثناء النوم يقوم باعادة ترتيب الجسد والنفس بعد اجهاد اليوم، تخيل ان عندك غرفة، واثناء اليوم تقوم بتحريك مفروشاتها في كل مكان، ويكون هناك اوراق على الارض، اثناء النوم يقوم المخ بترتيب هذه الغرفة واعادتها الى شكلها الاول، وهكذا يفعل مع الجسم والنفس، المخ يعيد ترتيب الجسم والعمل على تصحيح الخلل الذي قد يحدث خلال اليوم، وكذلك يعيد ترتيب الحالة النفسية، فالمخ يضغط على زرار "ريسيت" اثناء النوم، وهذا قد يفسر كمية النوم الكبيرة التي يمضيها الانسان، فالانسان ينام حوالي 8 ساعات يوميا، اي ان الانسان يمضي ثلث حياته نائما، فالنوم له فوائد كثيرة ودور مهم،
ولابد ان ينام الانسان جيدا حتى يجني فوائد النوم، فالبالغ يحتاج حوالي 8 ساعات نوم يوميا، والاطفال يحتاجون الى ساعات نوم اكثر، ولابد ان ينام الانسان في غرفة دون اضواء او ازعاج حتى يتمكن من الدخول في النوم العميق وحتى يمكن للمخ من افراز الهرمونات التي تساعد على النمو وتجديد الخلايا وغيرها، ولابد ان يحاول النوم مبكرا قدر الامكان والاسيقاظ مبكرا، فالدراسات وجدت ان جسم الانسان حساس لضوء الشمس، فمثلا افراز بعض الهرمونات كهرمون الذكورة يزيد في الصباح، كما ان كمية السكر في الدم تزيد في المساء، فالسهر والاستيقاط المتأخر يربك المخ والجسم والنفس، والكثير من الاضطرابات النفسية تكون مصحوبة باضطرابات في النوم او في الاحلام،
وقد بدأت الادلة التي تربط بين النوم المتأخر ومرض السكر والضغط في التراكم، قد يقول البعض ان من يسهر قد يأكل متأخرا مما يزيد من السمنة وهذه الامراض، او ان الاضطرابات النفسية والضغط النفسي قد تسبب الارق والنوم المتأخر وهذه الامراض، وهذا كله صحيح، ولكن الدراسات وجدت ان النوم المتأخر في حد ذاته قد يلعب دورا في مرض السكر والضغط نتيجة اضطراب افراز الهرمونات وغيرها من وظائف الجسم، وقد يساعد النوم المبكر والاستيقاظ المبكر في انقاص الوزن ايضا، حيث يساعد ذلك في الاكل اقل اثناء الليل، كما يعطي الانسان وقت اكبر لحرق الطاقة اثناء النهار،
الكهرباء ووسائل التسلية والاعلام والكمبيوتر لها فوائد كثيرة، ولكن احد سلبياتها ان الناس كبارا وصغارا اصبحوا ينامون متأخرا، ولا عجب ان وصلت امراض مثل السكر والضغط الى حد الوباء في العالم، فلابد ان يكون نظام حياتنا متسقا مع نظام الطبيعة ومع برنامج عمل اجسامنا ونفسياتنا، فلا يمكن لنا ان نفعل اشياء ونتجاهل نظام اجسامنا وانفسنا والطبيعة، وان فعلنا ذلك فسيكون هناك ثمنا ندفعه من صحتنا النفسية والجسدية.
د. ماجد عبدالعزيز عشي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق