من أحد اساليب العلاج النفسي الاسلوب المعروف بالعلاج المتمركز حول المريض والذي انشأه العالم النفساني روجرز قبل جوالي خمسين عاما، ويقوم هذا العلاج على عدة مبادئ منها ان الانسان هو من بيده حل مشاكله وان دور الدكتور النفسي يتلخص في توفير الاجواء النفسية المناسبة في العلاج بما يسمح للشخص بتحرير طاقاته الداخلية والنمو النفسي واستخراج الحلول من اعماق النفس، فدور الدكتور النفسي هنا ليس تقديم النصح او الحلول للشخص ولكن مساعدة الشخص على استخراج الحلول من اعماقه، ويحدث ذلك من خلال بناء الثقة بين الدكتور والمريض ومن خلال ان يمارس الدكتور الصدق في التعامل والشفافية امام المريض حتى يتعلم المريض هذا الاسلوب في الحياة من خلال ملاحظة اسلوب الدكتور،
هذه الشفافية والوضوح تجعل الشخص المقابل يشعر بدوره انه لا داعي لاخفاء امور، كثير من سلوكيات الناس الغير طبيعية تكون عبارة عن محاولات لاخفاء امور ما، قد تكون هذه الامور احداث في الماضي او ذكريات، وقد تكون مشاعر وافكار، وقد تكون اسرار من اخطاء ارتكبها الشخص او شاهدها او شارك فيها بشكل ما، ومحاولات الاخفاء هذه تجعل الشخص لا يبدو طبيعيا في سلوكه، وجزء كبير من العلاج النفسي هو فهم هذه الاسرار واخراجها الى النور على الاقل في العيادة النفسية وعند الشخص نفسه، في حياة الكثيرين اسرار يعتقدون انها امور غريبة وان لا احد يمر بما مروا به وان الناس ستصدم ان عرفوا اسرارهم، والحقيقة ان هناك من مروا بمثل ما مروا به، وربما لن يصدم الناس ان عرفوا بالسر،
احيانا الناس تعامل حلول مشاكلها وكأنها اسرار يجب اخفائها حتى من انفسهم، الحل عند الشخص وبيده، ولكن قد بتطلب الحل التغير، ولكن قد يرغب الشخص في الثبات وعدم التغير، والسر لا يتغير، تمر الايام والسنين ويتغير شكل الانسان وما حوله والناس، ويبقى السر في داخله لا يتغير، النمو النفسي يتطلب تقبل التغير في الحياة وفي النفس وفي كل ما حولنا والتكيف معه، ولكن هناك احيانا مقاومة للتغير، ولكن مقاومة التغير هي مقاومة للتعلم من الحياة، التعلم يصحبه تغير، اذا هو رفض للتعلم، ربما لان هناك اشياء مؤلمة لا نريد ان نتعلم عنها، ولكن ان قاومت التعلم قاومت الحياة، وقاومت النمو، وقاومت الوصول للحلول،
د. ماجد عبدالعزيز عباس عشي
هناك تعليق واحد:
كلمة اعجبتني من احد المختصين بعلم النفس
عورة الانسان النفسية اشد من عورة الانسان الجسمية
إرسال تعليق