هناك حديث عالمي عن مشاكل البيئة من تلوث وتسخين حراري وما الى ذلك، وهناك نصائح عديدة بترشيد استهلاك الكهرباء والغاز والمنتجات عموما، وهذه كلها أمور مهمة، ولكن هناك تجاهل لعامل مهم في انتشار المشاكل البيئية، وهذا العامل هو المشاكل الاجتماعية وانهيار العلاقات، فمثلا انتشار التفكك الاسري والاجتماعي جعل كل فرد في العائلة يجلس في غرفته ويشاهد التلفزيون الخاص به ويستخدم جهاز المكيف الخاص به وكذلك الكمبيوتر والجوال والثلاجة وحتى السيارة، في الماضي كان هناك ثلاجة وسيارة ومكيف وجهاز تلفزيون واحد يلتف حوله افراد الاسرة وكانت الاسرة تمضي وقتا اطول معا، اما اليوم فالكثيرون يمضون اوقاتا بعيدين عن الاخرين، كانت الاسر تتزاور اما اليوم فالزيارات اصبحت كل فترة وفترة، وبدل ان كان افراد الاسرة الكبيرة يسكنون معا ويستخدمون نفس الاجهزة اصبح لكل بيت اجهزته ونتج عن ذلك زيادة في الاستهلاك والتلوث البيئي، فالتفكك الاسري والاجتماعي عامل اساسي في زيادة التسخين الحراري الناتج عن السلوك البشري وزيادة التلوث البيئي،
كما ان انتشار قيم التنافس في المجتمع والاهتمام بتملك الاشياء الكثيرة زاد من هذا التلوث البيئي، أصبح من المهم تملك الاجهزة والسيارات وغيرها من اجل اظهار الثراء ونتج عن ذلك زيادة في التلوث البيئي، ترك البعض قيم الزهد والبساطة في اسلوب الحياة واهتموا بالتنافس في المظاهر، هناك اناس كثيرون في العالم ما زالوا يقدرون الحياة البسيطة حتى لو كان بامكانهم شراء اشياء، ليس فقط حفاظا على البيئة ولكن لمعرفتهم باضرار قيم التنافس المحموم على نفسية الناس وعلاقاتهم الاجتماعية، فالسعادة عندهم لا تنتج من التملك والفوز ولكن من اشياء اخرى بسيطة، بالطبع الامر هنا هو الوسطية في الامور، فالاسراف والتبذير وانهيار قيم البساطة والتعاون والعلاقات الاجتماعية لهم اضرارهم على البيئة،
د. ماجد عبدالعزيز عشي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق