هناك انواع من النجاح، وكل انسان يسعى لنوع او اكثر من النجاح، وهناك فروق بين الرجل والمرأة في النظرة الى النجاح كما ان هناك فروق حضارية، الناس تميل عموما لتعريف النجاح على انه النجاح في العمل، وما يتبعه من نجاح مادي ومكانة اجتماعية، وهذا صحيح، فهذا النجاح مهم، ويتبع هذا النجاح فائدة وتطور للمجتمعات، فكثير من الناس يسعون للنجاح العملي الشخصي ولكنهم في طريقهم لتحقيق ذلك يقومون بما يفيد الناس وينفع المجتمع عن قصد منهم او لا، ولكن هذا نوع واحد فقط من انواع النجاح، وسوف اتطرق هنا الى انواع اخرى من النجاح التي يسعى اليها انواع مختلفة من الناس،
فهناك مثلا النجاح الديني والروحي، وهنا الشخص يسعى الى ارضاء الله وعمل الصالحات سعيا لدخول الجنة وتجنب النار، كما يسعى الى تزكية النفس وترويضها على الخير والالتزام والطاعات والعبادات، فهنا تعريف النجاح يختلف عند هذا الشخص عن تعريفه عند الشخص من النوع الاول، وليس هناك تعارضا بالضرورة بين هذا النجاح والانواع الاخرى، ولكن المهم معرفة ما هو هدف هذا الانسان، هل النجاح عنده يقاس بالمادة والمكانة الاجتماعية مثلا ام بالالتزام بما امر الله؟ من الناحية النفسية يمكننا فهم تصرفات الانسان اذا عرفنا ما هو النجاح في نظره،
وهناك اناس، خصوصا الكثيرات من النساء، من يعرفون النجاح على انه النجاح الاسري، بمعنى ان يكون عندهم علاقة محبة مع شريك حياة واسرة مستقرة وناجحة واولاد سعداء وعلاقات اجتماعية واسرية سعيدة عموما، فعندهم هذا هو النجاح، فتحضير وجبة طعام شهية للاسرة، او ادخال السعادة على قلب الزوجة او الزوج والاولاد، او القيام بالواجبات الاجتماعية من زيارات وحضور مناسبات، كلها هذه من اسس النجاح عند كثير من النساء وبعض الرجال، فلا بد ان نعرف ان هناك فرق في تعريف النجاح عند الجنسين، فالرجل يركز عموما على الجانب العملي والمرأة تركز اكثر على الجانب الاسري، وبالطبع هناك رجال كثيرون يعملون على النجاح في حياتهم الاسرية ونساء يعملن على النجاح في العمل ولكن يغلب الاهتمام الذي ذكرناه سابقا على الجنسين، الرجال عموما يعرفون النجاح على انه النجاح "كثيرا" في جانب واحد في الحياة، وقد يهملون جوانب اخرى، فمثلا قد يركز الرجل على عمله وينجح فيه كثيرا فيكون قمة فيه، ولكنه يكون قد اهمل زوجته واولاده وحتى صحته وعلاقاته الاسرية، المرأة ترى النجاح عموما من منظور تحقيق التوازن وتحقيق النجاح "المتوسط" في اكثر من جانب، فمثلا هي قد تعمل وتتقدم في عملها ولكنها تهتم ايضا في ان تكون عندها اسرة ناجحة وعلاقات اجتماعية، فالمرأة عندها النجاح هو تحقيق النجاح في اكثر من جانب وتحقيق التوازن بين الامور، اما الرجل فالنجاح عنده هو تحقيق التميز في مجال واحد ولو على حساب الجوانب الاخرى، بالطبع ليس كل الرجال عندهم نفس الدافع للنجاح ولا كل النساء،
وهناك اناس يكون عندهم النجاح هو في الحصول على محبة الناس واعجابهم، سواء كان هذا الاعجاب بالشكل او بالشخصية او بالاعمال، وهناك من يعرفون النجاح بتحصيل القدرات الجسدية من رياضة او غيره، وهناك من يرون النجاح في القدرات الفكرية او الفنية او الذكاء، وهكذا، فالانسان عنده قدرات مختلفة والناس تسعى عموما للتميز في قدرات ما، فالنجاح انواع، ولو لم يختلف مفهوم الناس للنجاح لفسدت الحياة، فليس معقولا ان يعمل كل البشر للنجاح في مجال واحد،
الناس عادة يخافون من الفشل، وكثير من الاعراض النفسية والامراض النفسية تنتج عن الخوف من الفشل او ردة الفعل للفشل، والفشل هنا قد يكون فشل في الحياة العملية او المادية او الاجتماعية او العاطفية او غيرها من الجوانب، قليل من الناس يعرفون كبف يتعاملون من الفشل، الفشل جزء من الحياة، والناجحون ليسوا هم من لم يفشلوا ولكنهم هم من استمروا ونجحوا بعد العديد من حالات الفشل، الفشل قد يعني ان الاسلوب يحتاج لتغيير او ان الوقت لم يحن لتحقيق ما تريد، في مجال الابحاث العلمية الفشل نجاح، ماذا يعني ذلك؟ يعني ان الفشل يعلمك ان الاجابة ليست في الطريق الذي مشيت فيه، وهذه اجابة، وسوف توفر هذه النتيجة الوقت والمجهود للعلماء الاخرين حتى يبحثوا في طرق اخرى للحصول على الاجابة، الفشل يبعث الانسان للتطور ومراجعة النفس حتى يعلم اين كان الخطأ وما هو الذي عليه تغييره في تصرفاته او حياته حتى يحقق هدفه، قد يتعلم الانسان كثيرا من تجارب الفشل اكثر من تجارب النجاح،
وكم من علاقات تكونت نتيجة فشل، وكم من اصدقاء ظهروا في وقت الفشل والاحتياج، سئل احد الحكماء "كم صديقا لديك؟"، فقال "لا اعلم، انتظر حتى امر بوقت الضيق وسأعلم عندها"، هناك اصدقاء يأتون فقط مع النجاح ويذهبون مع ذهابه، وهناك اصدقاء يأتون فقط مع الفشل ويذهبون ان نجحت، وهناك اناس يبقون معك سواء نجحت ام فشلت، ويدعمونك في الحالتين،
ليس هناك اعمال صغيرة واعمال كبيرة، ما يحدد حجم العمل هو كمية الحب الذي تضعه فيه، فكلمة واحدة بحب قد تحدث تغييرا لا تحدثه اعمال على مر السنين، النية الطيبة تجعل الكلمة او العمل اقوى بالاف المرات، كأنه عمل حي، اما العمل بنية سيئة فكأنه عمل ميت، لم اندم قط على كلمة قلتها من قلبي،
قالت الكاتبة الشهيرة هيلين كيللر والتي كانت تعاني من فقدان السمع والبصر، وكانت اول من حصل على البكلوريوس من فاقدي السمع والبصر في بداية القرن العشرين:
"انا ابحث عن عمل اشياء عظيمة، ولكن واجبي الاساسي ان اعمل اشياء بسيطة وكأنها اشياء عظيمة، العالم لا يتحرك فقط نتيجة اعمال العظماء، ولكن من مجموع الاعمال الصغيرة لكل عامل مخلص"،
وقال الرسام الشهير بيكاسو "امي اخبرتني انني اذا اصبحت جنديا فسوف اصبح يوما جنرالا، واذا اصبحت قسيسا فسوف اصبح يوما البابا، ولكني قررت ان اكون رساما فاصبحت بيكاسو!"،
لا تضحي بنفسك من اجل النجاح، فهذه خسارة، النجاح هو ان تجد نفسك وتكون "انت" بمعنى الكلمة، المجتمع سيتطور وينتفع كثيرا لو ان كل انسان كان نفسه المميزة واستخدم قدراته ومواهبه التي انعم بها الله عليه، استمع الى قلبك، فكل منا له رسالة في الحياة، والخريطة والرسالة موجودة في قلبك،
د. ماجد عبدالعزيز عشي
الثلاثاء، 30 يونيو 2009
الخميس، 25 يونيو 2009
اذا اردت ان تحصل على شيئ لم تحصل عليه قبلا فافعل شيئا لم تفعله قبلا
هناك امور وعوامل كثيرة تحدد شكل الحياة التي نحياها، منها القدر، ومنها قرارات وتصرفات الناس من حولنا، ومنها الاوضاع السياسية والاقتصادية، ومنها صفاتنا البيولوجية واوضاعنا الاجتماعية والمادية، وهناك عوامل اخرى كثيرة تشكل حياتنا، ومن احد هذه العوامل تصرفاتنا واختياراتنا، فالانسان هو ناتج مجموعة من الاختيارات التي قام بها الاخرون وقام بها بنفسه ايضا، أي اختيار يختاره الانسان له نتائج لا محالة، مهما كان هذا الاختيار صغيرا وتافها في اعيننا، فكل كلمة وكل تصرف له نتائج، واحيانا تبدو نتائج تصرف الانسان صغيرة او معدومة في البداية ولكن مع مرور الوقت تنضج وتكبر هذه النتائج وفي يوم ما مهما طال الزمن سيواجه الانسان نتائج عمله، ومن عجائب الحياة ان الانسان قد يفعل شيئ ما ولا يعلم اين ستكون النتائج، بل في احيان كثيرة تصيب النتائج اكثر من جانب واحد،
الانسان يرسم حياته ومستقبله الى حد ما من خلال اختياراته، الانسان ينظر احيانا الى حاله ويشتكي "كيف وصلت الى هنا؟ ما الذي حدث؟!"، نعم قد يكون ذلك نتيجة اختيارات الناس ولكن هو غالبا نتيجة اختيارات الشخص ذاته، الامر معقد بالطبع، فاختيارات الانسان تتأثر بمن حوله، ولكن كثيرا من مشاكل الناس ناتجة عن اختيارات اخذوها، الحياة احيانا تضع الانسان في ظروف صعبة، كأنه وقع في حفرة، ولا يعلم كيف يخرج منها، ويحاول ويحاول ولكن لا يعلم كيف الخروج، وفي كثير من الاحيان يكون الحل هو في ان يمد انسان اخر يد العون لهذا الذي في الحفرة ويشده الى الخارج، انظروا الى حياتكم وستجدون انكم وقعتم في حفر كثيرة في الحياة، هل كان هناك من ساعدكم للخروج؟
قال احد الحكماء: "اذا اردت ان تحصل على شيئ لم تحصل عليه قبلا فأفعل شيئ لم تفعله قبلا"،
لا يمكن للانسان ان يستمر في نفس التصرفات والاعمال ويتوقع ان تختلف النتائج، لا بد ان يغير الانسان من تصرفاته حتى تتغير النتائج والاحوال من حوله، كثير من الناس لا يفهمون العلاقة بين تصرفاتهم والنتائج التي يعيشونها في حياتهم، وكثير من الناس ايضا من هم لا ينظرون في انفسهم واحوالهم ويحللونها باسلوب منطقي ونقدي واضح، فحتى تفهم العلاقة بين تصرفاتك وحالة حياتك لابد من ان يكون عندك القدرة على تحليل الامور ودراسة نفسك وحالتك، كثير من الناس تعودوا ان ينتظروا ان تقدم لهم الاجابات على صحن من فضة، ولم يتعودوا على ان يبحثوا عن الاجابات بانفسهم من خلال تحليل الامور والنفس والتفكير النقدي المنظم،
يقال "ان تعلم الانسان الصيد خير من ان تعطيه سمكة"، واقول ان نعلم الانسان التفكير السليم الذي يقوده الى فهم نفسه وحاله والعلاقة بين تصرفاته وحاله خير من ان تعطيه الاجابة، كثير من الناس يمشون في هذه الحياة وكأنهم نيام، يفعلون ويقولون دون تفكير وتدبر مسبق او وعي بالنتائج، عندما كنا صغارا "ونوسخ شيئا" كان من اهم اكبر منا يأتون وينظفون ورائنا، اما ونحن كبارا فلا يمكن ان نتوقع ان يأتي احد دائما للتنظيف خلفنا وحمايتنا من نتائج اعمالنا، فانظر وتدبر في حالك، فهذا التفكير والتدبر كأنه استيقاظ من النوم او الغفلة، وان اردت الحصول على شيئ جديد فافعل شيئ جديد لم تفعله قبلا،
ما هذا الشيئ الجديد الذي عليك فعله؟
ربما البداية ان تفهم ان حياتك هذه هي مسؤوليتك انت، ولابد ان تتصرف بمسؤولية، وتوقف عن لوم الاخرين، فاللوم لن يغير شيئا، نعم هم اخطأوا، ولكن عليك ان تركز انتباهك على تصرفاتك انت لا تصرفات الاخرين، وكفاك بهذه المهمة انشغالا، فكل انسان يسأل عن عمله، وعليك ان تفهم العلاقة بينك وبين عملك وتصرفاتك، فما هي هذه العلاقة؟ سأترك لكم النظر في هذه الامر،
د. ماجد عبدالعزيز عشي
الانسان يرسم حياته ومستقبله الى حد ما من خلال اختياراته، الانسان ينظر احيانا الى حاله ويشتكي "كيف وصلت الى هنا؟ ما الذي حدث؟!"، نعم قد يكون ذلك نتيجة اختيارات الناس ولكن هو غالبا نتيجة اختيارات الشخص ذاته، الامر معقد بالطبع، فاختيارات الانسان تتأثر بمن حوله، ولكن كثيرا من مشاكل الناس ناتجة عن اختيارات اخذوها، الحياة احيانا تضع الانسان في ظروف صعبة، كأنه وقع في حفرة، ولا يعلم كيف يخرج منها، ويحاول ويحاول ولكن لا يعلم كيف الخروج، وفي كثير من الاحيان يكون الحل هو في ان يمد انسان اخر يد العون لهذا الذي في الحفرة ويشده الى الخارج، انظروا الى حياتكم وستجدون انكم وقعتم في حفر كثيرة في الحياة، هل كان هناك من ساعدكم للخروج؟
قال احد الحكماء: "اذا اردت ان تحصل على شيئ لم تحصل عليه قبلا فأفعل شيئ لم تفعله قبلا"،
لا يمكن للانسان ان يستمر في نفس التصرفات والاعمال ويتوقع ان تختلف النتائج، لا بد ان يغير الانسان من تصرفاته حتى تتغير النتائج والاحوال من حوله، كثير من الناس لا يفهمون العلاقة بين تصرفاتهم والنتائج التي يعيشونها في حياتهم، وكثير من الناس ايضا من هم لا ينظرون في انفسهم واحوالهم ويحللونها باسلوب منطقي ونقدي واضح، فحتى تفهم العلاقة بين تصرفاتك وحالة حياتك لابد من ان يكون عندك القدرة على تحليل الامور ودراسة نفسك وحالتك، كثير من الناس تعودوا ان ينتظروا ان تقدم لهم الاجابات على صحن من فضة، ولم يتعودوا على ان يبحثوا عن الاجابات بانفسهم من خلال تحليل الامور والنفس والتفكير النقدي المنظم،
يقال "ان تعلم الانسان الصيد خير من ان تعطيه سمكة"، واقول ان نعلم الانسان التفكير السليم الذي يقوده الى فهم نفسه وحاله والعلاقة بين تصرفاته وحاله خير من ان تعطيه الاجابة، كثير من الناس يمشون في هذه الحياة وكأنهم نيام، يفعلون ويقولون دون تفكير وتدبر مسبق او وعي بالنتائج، عندما كنا صغارا "ونوسخ شيئا" كان من اهم اكبر منا يأتون وينظفون ورائنا، اما ونحن كبارا فلا يمكن ان نتوقع ان يأتي احد دائما للتنظيف خلفنا وحمايتنا من نتائج اعمالنا، فانظر وتدبر في حالك، فهذا التفكير والتدبر كأنه استيقاظ من النوم او الغفلة، وان اردت الحصول على شيئ جديد فافعل شيئ جديد لم تفعله قبلا،
ما هذا الشيئ الجديد الذي عليك فعله؟
ربما البداية ان تفهم ان حياتك هذه هي مسؤوليتك انت، ولابد ان تتصرف بمسؤولية، وتوقف عن لوم الاخرين، فاللوم لن يغير شيئا، نعم هم اخطأوا، ولكن عليك ان تركز انتباهك على تصرفاتك انت لا تصرفات الاخرين، وكفاك بهذه المهمة انشغالا، فكل انسان يسأل عن عمله، وعليك ان تفهم العلاقة بينك وبين عملك وتصرفاتك، فما هي هذه العلاقة؟ سأترك لكم النظر في هذه الامر،
د. ماجد عبدالعزيز عشي
الخميس، 11 يونيو 2009
الصمت ودوره في النمو النفسي
الصمت له دور مهم في حياة الناس، الصمت ليس هو فقط التوقف عن الحديث، ولكنه لحظة يسمح فيها الانسان لنفسه بالاستماع لصوته الداخلي والى مشاعره والى افكاره، الصمت هو احد اهم الامور المساعدة على النمو النفسي لو استخدمه الانسان بشكل سليم، كثير من الناس يعتقدون ان زيارة الدكتور النفساني تتطلب كلاما وتعبيرا عما في النفس وفي تاريخ الشخص، وهذا صحيح الى حد كبير، ولكن ايضا الصمت له دور كبير في العلاج النفسي، لحظات الصمت في الجلسات النفسية يمكن ان تكون في غاية الاهمية، ليس المهم فقط ما يقال ولكن المهم ايضا المسكوت عنه، فما لا يقال قد يكون بأهمية ما يقال واكثر، فمثلا ان سألك فلان عن حال هذا وذاك من الناس ولكنه لم يسأل عن حال شخص بعينه مع معرفته به فقد يدل ذلك على امور بينهما، فالسكوت عن شيئ قد يكون له دلائل مهمة،
والصمت هي لحظات قد تدل على ان الشخص بدأ يفهم مشكلته ويستوعبها، أحيانا يكون الكلام هروبا من الكلام في امور مهمة فعلا او هروبا من الصمت الذي يكشف ما في النفس للشخص ذاته، بعض الناس يتجنبون الصمت، واذا كانوا مع أحد وكان هناك صمت شعروا بعدم الراحة، بالعكس، قد يكون الصمت الذي يلف شخصين هو علامة محبة وتواصل نفسي واستمتاع بالمشاعر في وجود الشخص الاخر، والهروب من الصمت قد يدل على وجود مشكلة بين الشخصين او ربما عن وجود قلق ما،
ما اجمل الصمت احيانا، هو اداة من ادوات النمو والتعبير والتعمق وحتى القرب، كثير من الحكماء علموا عن قيمة الصمت والتأمل، وقد تتعجبون ما يمكنكم تعلمه من انفسكم اذا صمتم واصغيتم لما في داخلكم، وتركتم لنفسكم الحرية في التعبير عن نفسها من خلال الخيال والصور والافكار في العقل دون خوف او رقابة، هذه هي الحرية الداخلية التي لا يمكن لأحد ان يأخذها منكم، حرية الخيال، وحرية التفكير،
لو فرغنا الوعي ولو لفترة بسيطة من كل الامور التي تملأه وتشغله لأمكن للوعي ان يمتلئ بما في الداخل، ويعتبر ذلك نوعا من الاشباع، الموضوع موضوع توازن بين الداخل والخارج، ولا يمكن اهمال جانب على حساب جانب، فكل شيئ له وقته وحقه، والصمت والخلوة وخصوصا في نفس المكان يساعدان الشخص على النمو النفسي وربما التدرج في الحكمة وفهم الامور بشكل اعمق وافضل،
ما اجمل ان نقول وان نصمت، وان نعني ما نقول، وان تكون الكلمة في مكانها، ما اجمل الكلمات في مكانها، هناك سعادة عجيبة ان كانت الكلمة صادقة ونابعة من الاعماق وفي مكانها!
وما اجمل الصمت، الصمت الذي يقول اكثر من الكلام، الصمت الذي يعرف ان الكلمات لا تصدر دائما من الشفاه،
وما اجمل ان نسمع، وان نفهم، وان نشعر، في صمت،
أشياء كثيرة تولد وتنموا في الصمت، منها الحكمة، ومنها الفهم الصحيح للنفس والاخرين والحياة، ومنها الحب الحقيقي النابع من الاعماق،
هناك كلمات، وهناك معاني وراء الكلمات،
حاولوا ان تعيشوا ولو لبعض الوقت دون كلمات، حاولوا ان تفهموا العلاقة بين الانسان والكلمات، عندها ستفهمون امور لا يمكن فهمها بالكلمات،
قال وهيب بن الورد: الحكمة عشرة أجزاء: تسعة منها في الصمت، وواحدة في اعتزال الناس.
وقال: إن الرجل ليصمت فيجتمع إليه لبه – أي عقله -.
قال احد الحكماء : في الصمت سبعة الاف خير ، وقد اجتمع ذلك كله في سبع كلمات
أولها : ان الصمت عباده من غير عناء
الثانية : زينه من غير حلي
الثالثه : هيبة من غير سلطان
الرابعه : حصن من غير حائط
الخامسه : الاستغناء من الاعتذار من احد
السادسه : راحة الكرام
السابعه : وستر
د. ماجد عبدالعزيز عشي
والصمت هي لحظات قد تدل على ان الشخص بدأ يفهم مشكلته ويستوعبها، أحيانا يكون الكلام هروبا من الكلام في امور مهمة فعلا او هروبا من الصمت الذي يكشف ما في النفس للشخص ذاته، بعض الناس يتجنبون الصمت، واذا كانوا مع أحد وكان هناك صمت شعروا بعدم الراحة، بالعكس، قد يكون الصمت الذي يلف شخصين هو علامة محبة وتواصل نفسي واستمتاع بالمشاعر في وجود الشخص الاخر، والهروب من الصمت قد يدل على وجود مشكلة بين الشخصين او ربما عن وجود قلق ما،
ما اجمل الصمت احيانا، هو اداة من ادوات النمو والتعبير والتعمق وحتى القرب، كثير من الحكماء علموا عن قيمة الصمت والتأمل، وقد تتعجبون ما يمكنكم تعلمه من انفسكم اذا صمتم واصغيتم لما في داخلكم، وتركتم لنفسكم الحرية في التعبير عن نفسها من خلال الخيال والصور والافكار في العقل دون خوف او رقابة، هذه هي الحرية الداخلية التي لا يمكن لأحد ان يأخذها منكم، حرية الخيال، وحرية التفكير،
لو فرغنا الوعي ولو لفترة بسيطة من كل الامور التي تملأه وتشغله لأمكن للوعي ان يمتلئ بما في الداخل، ويعتبر ذلك نوعا من الاشباع، الموضوع موضوع توازن بين الداخل والخارج، ولا يمكن اهمال جانب على حساب جانب، فكل شيئ له وقته وحقه، والصمت والخلوة وخصوصا في نفس المكان يساعدان الشخص على النمو النفسي وربما التدرج في الحكمة وفهم الامور بشكل اعمق وافضل،
ما اجمل ان نقول وان نصمت، وان نعني ما نقول، وان تكون الكلمة في مكانها، ما اجمل الكلمات في مكانها، هناك سعادة عجيبة ان كانت الكلمة صادقة ونابعة من الاعماق وفي مكانها!
وما اجمل الصمت، الصمت الذي يقول اكثر من الكلام، الصمت الذي يعرف ان الكلمات لا تصدر دائما من الشفاه،
وما اجمل ان نسمع، وان نفهم، وان نشعر، في صمت،
أشياء كثيرة تولد وتنموا في الصمت، منها الحكمة، ومنها الفهم الصحيح للنفس والاخرين والحياة، ومنها الحب الحقيقي النابع من الاعماق،
هناك كلمات، وهناك معاني وراء الكلمات،
حاولوا ان تعيشوا ولو لبعض الوقت دون كلمات، حاولوا ان تفهموا العلاقة بين الانسان والكلمات، عندها ستفهمون امور لا يمكن فهمها بالكلمات،
قال وهيب بن الورد: الحكمة عشرة أجزاء: تسعة منها في الصمت، وواحدة في اعتزال الناس.
وقال: إن الرجل ليصمت فيجتمع إليه لبه – أي عقله -.
قال احد الحكماء : في الصمت سبعة الاف خير ، وقد اجتمع ذلك كله في سبع كلمات
أولها : ان الصمت عباده من غير عناء
الثانية : زينه من غير حلي
الثالثه : هيبة من غير سلطان
الرابعه : حصن من غير حائط
الخامسه : الاستغناء من الاعتذار من احد
السادسه : راحة الكرام
السابعه : وستر
د. ماجد عبدالعزيز عشي
الخميس، 4 يونيو 2009
المناسبات وعلامات التحول في حياة الانسان
في كل مجتمع هناك مراسيم معينة تكون عادة في احتفالات معينة لتعلن عن مرحلة انتقالية في حياة الناس أفرادا أو جماعات، فمثلا حفلات الزواج في الحضارات المختلفة تحتوي على "مراسيم" مختلفة، منها مثلا جلوس العروسين في "الكوشة" ولبس العروس الفستان الابيض واكل الكيك مثلا، وفي الهند مثلا يكون اللبس مختلفا شيئا ما ويقوم العروسان بالمشي حول أشياء معينة، وهناك طقوس مثلا لحفلات التخرج، حيث يلبس الاساتذة لباسا معينا ويلبس الطلاب لباسا اخر، ويقوم المسؤولون بالنداء على الطلاب ويصعدون للمنصة ويحصلون على شهاداتهم، وهناك مراسيم في مناسبات أخرى، هذه المراسيم مهمة جدا لنفسية الناس، لماذا؟
لأنها اعلان عن ان الانسان قد انهى مرحلة ودخل أخرى في حياته، من قدم الزمان والانسان عنده طقوس ومراسيم يعبر بها عن انتهاء مرحلة ودخول أخرى، فحفلة التخرج هي اعلان ان الشخص قد انهى مرحلة الدراسة السابقة وبدأ حياة جديدة، وحفلة الزواج هي اعلان ان الشخص قد انهى حياة العزوبية وارتبط بانسان في حياته، وجزء مهم من هذه الاحتفالات هو وجود الشهود، فالجامعة والاهالي يشهدون على انهاء الشخص لدراسته بنجاح او لعزوبيته وبداية حياة الارتباط بشخص اخر، فوجود "المشاهدين" والشهود مهم في هذه الاحتفالات، لماذا؟
لأن الانتقال من مرحلة الى اخرى في الحياة يتطلب التقبل والاعتراف الاجتماعي بهذا الانتقال، هي عملية اجتماعية، فهذه الحفلات هي تجهيز للمجتمع عموما للتغيير القادم بالاضافة لتجهيز الافراد الذين يخصهم الشأن،
ولكن ما أهمية هذا الموضوع؟
أهميته تكمن في غياب وجود المراسيم والاحتفالات الاجتماعية التي تعلن عن تحول "الطفل" الى "رجل"، أو تحول "البنت" الى "امرأة"، في الماضي العتيق كان الناس يطلبون من الفتى ان وصل البلوغ مثلا ان يذهب ويصيد غزالا وحده واذا اتى به اقاموا له حفلا عاما لاعلان انه تحول من الطفولة الى الرجولة وانه دخل عالم الرجال، عندها لا يوجد شك في عقل هذا الفتى انه رجل، أما اليوم، في العالم عموما، لا توجد طقوس واحتفالات لمثل هذا الاعلان، وعندها يبدأ المراهق بعمل أشياء ضارة أحيانا لأثبات رجولته، فمثلا قد يسوق السيارة مسرعا لأثبات رجولته، وقد يدخن لأثبات رجولته، وقد يشرب الخمر أو يستخدم المخدرات، وقد يمارس الجنس ويسعى الى تعدد العلاقات مع الفتيات لأثبات أنه رجل، وقد ينضم الى عصابة أو الى تنظيم سياسي يتبنى العنف لأثبات أنه رجل، وقد يضع "التاتو" أو يحارب أهله وتقاليد المجتمع لاثبات أنه رجل، وهذا لأنه لا يوجد خط فاصل وواضح في عقله بين الطفولة والرجولة، ولو كان هناك احتفالا عاما ونوع من العلامات والمراسيم لما أحتاج لكل هذا،
وينطبق هذا على الفتيات، فكثيرات في العالم يضعن الميكياج الصارخ ويلبسن بطريقة تهدف لأثبات انهن أصبحن "كبيرات" ودخلن عالم النساء، وفي بعض المجتمعات تمارس الفتيات الجنس في سن المراهقة فقط نتيجة ضغط الصديقات ولأثبات انهن اصبحن "نساء"، وقد يحملن في سن مبكرة أيضا رغبة في الشعور انهن دخلن عالم "الامهات" والنساء، والتدخين واستخدام المخدرات والصراع مع الاهل والتقاليد تكون في كثير من الاحيان لأثبات انهن "كبيرات" وانهن قادرات على اتخاذ القرار، أيضا لو كان هناك احتفالات تعلن انتقال الفتاة الى مرحلة المرأة لخفت كثيرا مثل هذه الظواهر،
الموضوع ليس موضوع حفلات وطقوس ومراسيم وحسب، الموضوع هو ان المجتمع عليه أن يحدد ما هي الاشياء التي على الفتى والفتاة عملها حتى يصبحوا رجالا ونساء، كل مجتمع عليه أن يحدد ذلك بنفسه تبعا لتعاليم دينه وحضارته والاعراف المتواجدة فيه، فقد تكون العلامة أن نطلب من الفتى أن يؤلف قصيدة شعرية في ما يهم المجتمع ويلقيها أمام الناس، أو ان يقوم بزراعة قطعة أرض، أو أن يقوم بخدمة والديه أو الحي لمدة ما، وبعدها يكون هناك احتفالا لاعلان دخوله مرحلة الرجولة، لا بد أن يقوم بعمل ما يغرز فيه معاني الرجولة والمسؤولية وبعدها يكون الاعلان، وينطبق نفس الامر على الفتيات، كالتبرع في العمل في الجمعيات الخيرية، أو تعلم مهارات معينة وما الى ذلك مما يجده النساء مناسبا، لابد من وجود خطوط واضحة في عقل الناس توضح الانتقال من مرحلة الى أخرى في الحياة، أحيانا يتمسك الانسان بمرحلة في حياته ولا يريد تركها، وهذه الاحتفاليات والمراسيم تساعده على الانتقال من مرحلة الى أخرى، قد يكون ما تعاني منه هو غياب الخطوط الواضحة التي تحدد أين النهاية وأين البداية.
لأنها اعلان عن ان الانسان قد انهى مرحلة ودخل أخرى في حياته، من قدم الزمان والانسان عنده طقوس ومراسيم يعبر بها عن انتهاء مرحلة ودخول أخرى، فحفلة التخرج هي اعلان ان الشخص قد انهى مرحلة الدراسة السابقة وبدأ حياة جديدة، وحفلة الزواج هي اعلان ان الشخص قد انهى حياة العزوبية وارتبط بانسان في حياته، وجزء مهم من هذه الاحتفالات هو وجود الشهود، فالجامعة والاهالي يشهدون على انهاء الشخص لدراسته بنجاح او لعزوبيته وبداية حياة الارتباط بشخص اخر، فوجود "المشاهدين" والشهود مهم في هذه الاحتفالات، لماذا؟
لأن الانتقال من مرحلة الى اخرى في الحياة يتطلب التقبل والاعتراف الاجتماعي بهذا الانتقال، هي عملية اجتماعية، فهذه الحفلات هي تجهيز للمجتمع عموما للتغيير القادم بالاضافة لتجهيز الافراد الذين يخصهم الشأن،
ولكن ما أهمية هذا الموضوع؟
أهميته تكمن في غياب وجود المراسيم والاحتفالات الاجتماعية التي تعلن عن تحول "الطفل" الى "رجل"، أو تحول "البنت" الى "امرأة"، في الماضي العتيق كان الناس يطلبون من الفتى ان وصل البلوغ مثلا ان يذهب ويصيد غزالا وحده واذا اتى به اقاموا له حفلا عاما لاعلان انه تحول من الطفولة الى الرجولة وانه دخل عالم الرجال، عندها لا يوجد شك في عقل هذا الفتى انه رجل، أما اليوم، في العالم عموما، لا توجد طقوس واحتفالات لمثل هذا الاعلان، وعندها يبدأ المراهق بعمل أشياء ضارة أحيانا لأثبات رجولته، فمثلا قد يسوق السيارة مسرعا لأثبات رجولته، وقد يدخن لأثبات رجولته، وقد يشرب الخمر أو يستخدم المخدرات، وقد يمارس الجنس ويسعى الى تعدد العلاقات مع الفتيات لأثبات أنه رجل، وقد ينضم الى عصابة أو الى تنظيم سياسي يتبنى العنف لأثبات أنه رجل، وقد يضع "التاتو" أو يحارب أهله وتقاليد المجتمع لاثبات أنه رجل، وهذا لأنه لا يوجد خط فاصل وواضح في عقله بين الطفولة والرجولة، ولو كان هناك احتفالا عاما ونوع من العلامات والمراسيم لما أحتاج لكل هذا،
وينطبق هذا على الفتيات، فكثيرات في العالم يضعن الميكياج الصارخ ويلبسن بطريقة تهدف لأثبات انهن أصبحن "كبيرات" ودخلن عالم النساء، وفي بعض المجتمعات تمارس الفتيات الجنس في سن المراهقة فقط نتيجة ضغط الصديقات ولأثبات انهن اصبحن "نساء"، وقد يحملن في سن مبكرة أيضا رغبة في الشعور انهن دخلن عالم "الامهات" والنساء، والتدخين واستخدام المخدرات والصراع مع الاهل والتقاليد تكون في كثير من الاحيان لأثبات انهن "كبيرات" وانهن قادرات على اتخاذ القرار، أيضا لو كان هناك احتفالات تعلن انتقال الفتاة الى مرحلة المرأة لخفت كثيرا مثل هذه الظواهر،
الموضوع ليس موضوع حفلات وطقوس ومراسيم وحسب، الموضوع هو ان المجتمع عليه أن يحدد ما هي الاشياء التي على الفتى والفتاة عملها حتى يصبحوا رجالا ونساء، كل مجتمع عليه أن يحدد ذلك بنفسه تبعا لتعاليم دينه وحضارته والاعراف المتواجدة فيه، فقد تكون العلامة أن نطلب من الفتى أن يؤلف قصيدة شعرية في ما يهم المجتمع ويلقيها أمام الناس، أو ان يقوم بزراعة قطعة أرض، أو أن يقوم بخدمة والديه أو الحي لمدة ما، وبعدها يكون هناك احتفالا لاعلان دخوله مرحلة الرجولة، لا بد أن يقوم بعمل ما يغرز فيه معاني الرجولة والمسؤولية وبعدها يكون الاعلان، وينطبق نفس الامر على الفتيات، كالتبرع في العمل في الجمعيات الخيرية، أو تعلم مهارات معينة وما الى ذلك مما يجده النساء مناسبا، لابد من وجود خطوط واضحة في عقل الناس توضح الانتقال من مرحلة الى أخرى في الحياة، أحيانا يتمسك الانسان بمرحلة في حياته ولا يريد تركها، وهذه الاحتفاليات والمراسيم تساعده على الانتقال من مرحلة الى أخرى، قد يكون ما تعاني منه هو غياب الخطوط الواضحة التي تحدد أين النهاية وأين البداية.
د. ماجد عبدالعزيز عشي
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)