هناك بعض الناس الذين يأخذون من انفسهم مقياسا يقيسون به كل الناس، ففي رأي انفسهم "هم" ما يجب ان يكون عليه كل الناس، وينتقدون أي شخص مختلف عنهم، ومن اكبر المآسي التي يعاني منها البعض هي عدم القدرة على تقييم ونقد الذات بشكل موضوعي، ليس عندهم القدرة على التمعن في سلوكياتهم ومعرفة دوافعهم وتحليل اخطائهم، تجد طاقاتهم موجهة لتقييم الاخرين ونقدهم وتصحيحهم ويرفضون مجرد التفكير في انفسهم ومراجعتها وتصحيح انفسهم، وهذا الاسلوب يجعلهم يستمرون في الخطأ دون وعي بأنفسهم،
التغير في الحياة حقيقة موجودة، كل الاشياء في الانسان ومن حوله تتغير، وحتى يستطيع الانسان الاستمرار في الحياة فعليه ان يتعلم كيف يتكيف مع متغيرات الحياة، الانسان يكبر ويهرم وعليه التكيف مع ذلك، والحياة فيها من المصائب والحروب والكوارث والجرائم الكثير وعلى الانسان ان يتكيف، والامراض تأتي وتذهب والاطفال يكبرون والوضع المالي يتغير والاحباء يذهبون وعلى الانسان ان يتكيف، التغير حقيقة والتكيف مع المتغيرات هو الحل، ولكن ما هو التكيف؟
التكيف ليس ان يقبل الانسان الامور بسلبية ولكن ان يتأقلم ويتغير مع الاحداث في سلوكه وفكره وحياته، اذا كان هناك عواصف فعليه الذهاب الى مكان آمن، عليه تغيير سلوكه بما يناسب الظروف، القدرة على التكيف والتأقلم تتطلب وعي بمجريات الحياة والنفس وقدرة على التعلم وتصحيح السلوك، تتطلب شيئ من المرونة، تتطلب ان يراجع الانسان نفسه ويجعل اهدافه اكثر واقعية واستراتيجيته اكثر تحقيقا لاهدافه، ولكن الشخص الذي يأخذ من نفسه مقياسا يقاوم تعديل نفسه، ففي رأي نفسه هو الكامل المكمل وعلى الاخرين السير في خطاه والاخذ برأيه، فالناس يجب ان يكونوا نسخة منه، وكأنه ينظر في المرآة، هذه هي نهاية القدرة على التعلم، نهاية النمو، الشخص المغرور لا يتعلم شيئا ولا يرى داع للتغير، لماذا عليه ان يتعلم؟ فهو كامل كما هو وعلى الناس ان يتغيروا ليكونوا مثله! عندما تقابل مثل هذا الشخص تجده يبدأ في انتقادك والتركيز على ما يعتقد انه نواقصك، وفي الحقيقة هو في اعماقه يقارن نفسه بك، وما يجده مختلفا فيك عنه سيكون في نظره من النواقص التي عليك تصحيحها!
في الحقيقة لم أجد في حياتي وبعد مقابلة الاف الناس ابشع من وجه الانسان المغرور ولا اسوأ من اخلاقه، ولا اكثر جهلا منه، الغرور هو اساس كل الرذائل، ومصدر اكثر الشرور، الغرور يأخذ اشكالا مختلفة، منها التكبر و "شوفة النفس"، ومنها عدم مراعاة مشاعر الاخرين والتعدي عليهم، ومنها الظلم وعدم الاهتمام بالعدل، وعدم المبالاة، والمغرور كالجائع الذي يبحث دائما عن غذاء لغروره من اهتمام ومديح وانتباه وتقدير، ولكنه كمن يجري وراء سراب لا يرتوي عطشه ولا يشبع مهما شرب اهتماما ومهما اكل مديحا، فهناك ثقب في نفسه وفراغ، وسبب هذا الثقب والفراغ هو انه نسي انه مجرد انسان عابر في هذه الحياة، نسي نفسه ومكانه في هذا الكون،
ما اخطر الغرور على صاحبه، يقوده الى المهالك، ويسبب له اخطاء فكرية تضخم له قدراته وتحقر من قدرات الاخرين فيأخذ قرارات خاطئة تقوده الى الخسارة، هو نوع من الجنون عندما يفقد الانسان القدرة على معرفة حجم نفسه وحقيقة الاخرين من حوله ومكانتهم،
د. ماجد عبدالعزيز عشي
التغير في الحياة حقيقة موجودة، كل الاشياء في الانسان ومن حوله تتغير، وحتى يستطيع الانسان الاستمرار في الحياة فعليه ان يتعلم كيف يتكيف مع متغيرات الحياة، الانسان يكبر ويهرم وعليه التكيف مع ذلك، والحياة فيها من المصائب والحروب والكوارث والجرائم الكثير وعلى الانسان ان يتكيف، والامراض تأتي وتذهب والاطفال يكبرون والوضع المالي يتغير والاحباء يذهبون وعلى الانسان ان يتكيف، التغير حقيقة والتكيف مع المتغيرات هو الحل، ولكن ما هو التكيف؟
التكيف ليس ان يقبل الانسان الامور بسلبية ولكن ان يتأقلم ويتغير مع الاحداث في سلوكه وفكره وحياته، اذا كان هناك عواصف فعليه الذهاب الى مكان آمن، عليه تغيير سلوكه بما يناسب الظروف، القدرة على التكيف والتأقلم تتطلب وعي بمجريات الحياة والنفس وقدرة على التعلم وتصحيح السلوك، تتطلب شيئ من المرونة، تتطلب ان يراجع الانسان نفسه ويجعل اهدافه اكثر واقعية واستراتيجيته اكثر تحقيقا لاهدافه، ولكن الشخص الذي يأخذ من نفسه مقياسا يقاوم تعديل نفسه، ففي رأي نفسه هو الكامل المكمل وعلى الاخرين السير في خطاه والاخذ برأيه، فالناس يجب ان يكونوا نسخة منه، وكأنه ينظر في المرآة، هذه هي نهاية القدرة على التعلم، نهاية النمو، الشخص المغرور لا يتعلم شيئا ولا يرى داع للتغير، لماذا عليه ان يتعلم؟ فهو كامل كما هو وعلى الناس ان يتغيروا ليكونوا مثله! عندما تقابل مثل هذا الشخص تجده يبدأ في انتقادك والتركيز على ما يعتقد انه نواقصك، وفي الحقيقة هو في اعماقه يقارن نفسه بك، وما يجده مختلفا فيك عنه سيكون في نظره من النواقص التي عليك تصحيحها!
في الحقيقة لم أجد في حياتي وبعد مقابلة الاف الناس ابشع من وجه الانسان المغرور ولا اسوأ من اخلاقه، ولا اكثر جهلا منه، الغرور هو اساس كل الرذائل، ومصدر اكثر الشرور، الغرور يأخذ اشكالا مختلفة، منها التكبر و "شوفة النفس"، ومنها عدم مراعاة مشاعر الاخرين والتعدي عليهم، ومنها الظلم وعدم الاهتمام بالعدل، وعدم المبالاة، والمغرور كالجائع الذي يبحث دائما عن غذاء لغروره من اهتمام ومديح وانتباه وتقدير، ولكنه كمن يجري وراء سراب لا يرتوي عطشه ولا يشبع مهما شرب اهتماما ومهما اكل مديحا، فهناك ثقب في نفسه وفراغ، وسبب هذا الثقب والفراغ هو انه نسي انه مجرد انسان عابر في هذه الحياة، نسي نفسه ومكانه في هذا الكون،
ما اخطر الغرور على صاحبه، يقوده الى المهالك، ويسبب له اخطاء فكرية تضخم له قدراته وتحقر من قدرات الاخرين فيأخذ قرارات خاطئة تقوده الى الخسارة، هو نوع من الجنون عندما يفقد الانسان القدرة على معرفة حجم نفسه وحقيقة الاخرين من حوله ومكانتهم،
د. ماجد عبدالعزيز عشي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق