هناك حديث عالمي عن مشاكل البيئة من تلوث وتسخين حراري وما الى ذلك، وهناك نصائح عديدة بترشيد استهلاك الكهرباء والغاز والمنتجات عموما، وهذه كلها أمور مهمة، ولكن هناك تجاهل لعامل مهم في انتشار المشاكل البيئية، وهذا العامل هو المشاكل الاجتماعية وانهيار العلاقات، فمثلا انتشار التفكك الاسري والاجتماعي جعل كل فرد في العائلة يجلس في غرفته ويشاهد التلفزيون الخاص به ويستخدم جهاز المكيف الخاص به وكذلك الكمبيوتر والجوال والثلاجة وحتى السيارة، في الماضي كان هناك ثلاجة وسيارة ومكيف وجهاز تلفزيون واحد يلتف حوله افراد الاسرة وكانت الاسرة تمضي وقتا اطول معا، اما اليوم فالكثيرون يمضون اوقاتا بعيدين عن الاخرين، كانت الاسر تتزاور اما اليوم فالزيارات اصبحت كل فترة وفترة، وبدل ان كان افراد الاسرة الكبيرة يسكنون معا ويستخدمون نفس الاجهزة اصبح لكل بيت اجهزته ونتج عن ذلك زيادة في الاستهلاك والتلوث البيئي، فالتفكك الاسري والاجتماعي عامل اساسي في زيادة التسخين الحراري الناتج عن السلوك البشري وزيادة التلوث البيئي،
كما ان انتشار قيم التنافس في المجتمع والاهتمام بتملك الاشياء الكثيرة زاد من هذا التلوث البيئي، أصبح من المهم تملك الاجهزة والسيارات وغيرها من اجل اظهار الثراء ونتج عن ذلك زيادة في التلوث البيئي، ترك البعض قيم الزهد والبساطة في اسلوب الحياة واهتموا بالتنافس في المظاهر، هناك اناس كثيرون في العالم ما زالوا يقدرون الحياة البسيطة حتى لو كان بامكانهم شراء اشياء، ليس فقط حفاظا على البيئة ولكن لمعرفتهم باضرار قيم التنافس المحموم على نفسية الناس وعلاقاتهم الاجتماعية، فالسعادة عندهم لا تنتج من التملك والفوز ولكن من اشياء اخرى بسيطة، بالطبع الامر هنا هو الوسطية في الامور، فالاسراف والتبذير وانهيار قيم البساطة والتعاون والعلاقات الاجتماعية لهم اضرارهم على البيئة،
د. ماجد عبدالعزيز عشي
الجمعة، 27 نوفمبر 2009
الأربعاء، 25 نوفمبر 2009
نظرة نفسية للأفلام
هناك قصص شهيرة في السينما منذ بدايتها كانت وما تزال تدخل في نفوس المشاهدين الرعب، منها دراكولا مصاص الدماء والرجل الذئب الذي يتحول فجأة من انسان الى وحش او ذئب، وغيرها من قصص الرعب، ما هو المشترك في كل هذه القصص؟ أن الانسان يتحول فجأة من حالة الى أخرى، من انسان عادي الى مصاص دماء، من انسان مسالم الى ذئب، في حالة مصاص الدماء نجد في العادة ان هناك رجل وسيم يقوم بزرع انيابه في عنق الضحية ومن ثمة تتحول الضحية الى مصاص دماء ايضا، المعنى هنا ان الرجل عندما ينشئ علاقة مع امرأة فأنها تفقد براءتها وتتحول الى كائن مثله ضار مدفوع برغبات دفينة، واما في حالة الرجل الذي يتحول الى وحش فالمعنى هنا ان الولد عند البلوغ يتحول الى شاب وتحدث له تغيرات جسدية من ظهور الشعر في الجسم والعدوانية والعنف، كما انها ترمز الى التغير الذي يحدث في الانسان عند الغضب، وهناك قصة الفتاة التي يدخل جسدها كائن اخر وتتحول الى شيئ شرس، وهذا يرمز الى التحولات في الشخصية عند بعض الفتيات الاتي يسلكن طريق الفساد والبذاءة، فلو لاحظتم فان تصرفات الفتاة التي دخلها هذا الكائن تشبه الى حد كبير تصرفات الفتاة التي سلكت طريق الانحراف والعنف والبذاءة، فافلام الرعب عموما تلمس مخاوف اجتماعية واخلاقية عميقة في الناس،
وافلام الكرتون لها معانيها ايضا، الطفل عادة ما يشعر بالضعف نتيجة صغر حجمه واعتماده على الاخرين نفسيا وجسديا، وفي أفلام الكرتون نلاحظ غالبا وجود كائن صغير الحجم، ونجد هذا الكائن قادر على القيام بأعمال بطولية وهزيمة من هم اكبر منه حجما، الطفل يحب هذه الافلام لأنه يشعر انه مثل هذا الكائن الصغير وتثير اعجابه امكانية ان يؤثر من هم مثله في الامور من حوله،
وهناك ايضا قصص الحب الرومانسية، نجد ان غالبية هذه القصص تدور حول سؤال، هذا السؤال هو: هل ينتصر الحب؟ دائما نجد في القصة ان هناك حب بين شخصين ولكن هناك عقبات من رفض الاسرة او فروق اجتماعية او مادية او حضارية او حب المال او وجود شخص اخر او غير ذلك، والقصة تحاول الاجابة على السؤال الى المشهد الاخير، هل سينتصر الحب ام سيهزم امام هذه العقبات؟
ومن الافلام الجميلة فلم كنج كونج، وهو قصة الشامبانزي الضخم والمرأة وكيف تتكون بينهما قصة حب الى حد ما، هذه القصة ترمز الى العلاقة بين الرجل والمرأة عموما، المرأة تدخل الزواج وهي في الغالب تكون اكثر برائة واصغر حجما والرجل يدخل الزواج وهو من وجهة نظر المرأة كالوحش المخيف الذي عليها التعامل والعيش معه، ومع الوقت يدخل الحنان قلب الرجل ويمكن للمرأة ان ترى ما وراء مظاهر القوة، وينشأ الحب بينهما، المرأة ترى ما لا يراه الناس في هذا الانسان، وهذه هي القصة دائما، الرجل عليه الظهور بمظهر القوة حتى يعيش في الحياة، ولكن المرأة ترى ما لا يراه الاخرون، وهنا مصدر قوة المرأة، قدرتها على رؤية ما وراء المظهر،
د. ماجد عبدالعزيز عشي
وافلام الكرتون لها معانيها ايضا، الطفل عادة ما يشعر بالضعف نتيجة صغر حجمه واعتماده على الاخرين نفسيا وجسديا، وفي أفلام الكرتون نلاحظ غالبا وجود كائن صغير الحجم، ونجد هذا الكائن قادر على القيام بأعمال بطولية وهزيمة من هم اكبر منه حجما، الطفل يحب هذه الافلام لأنه يشعر انه مثل هذا الكائن الصغير وتثير اعجابه امكانية ان يؤثر من هم مثله في الامور من حوله،
وهناك ايضا قصص الحب الرومانسية، نجد ان غالبية هذه القصص تدور حول سؤال، هذا السؤال هو: هل ينتصر الحب؟ دائما نجد في القصة ان هناك حب بين شخصين ولكن هناك عقبات من رفض الاسرة او فروق اجتماعية او مادية او حضارية او حب المال او وجود شخص اخر او غير ذلك، والقصة تحاول الاجابة على السؤال الى المشهد الاخير، هل سينتصر الحب ام سيهزم امام هذه العقبات؟
ومن الافلام الجميلة فلم كنج كونج، وهو قصة الشامبانزي الضخم والمرأة وكيف تتكون بينهما قصة حب الى حد ما، هذه القصة ترمز الى العلاقة بين الرجل والمرأة عموما، المرأة تدخل الزواج وهي في الغالب تكون اكثر برائة واصغر حجما والرجل يدخل الزواج وهو من وجهة نظر المرأة كالوحش المخيف الذي عليها التعامل والعيش معه، ومع الوقت يدخل الحنان قلب الرجل ويمكن للمرأة ان ترى ما وراء مظاهر القوة، وينشأ الحب بينهما، المرأة ترى ما لا يراه الناس في هذا الانسان، وهذه هي القصة دائما، الرجل عليه الظهور بمظهر القوة حتى يعيش في الحياة، ولكن المرأة ترى ما لا يراه الاخرون، وهنا مصدر قوة المرأة، قدرتها على رؤية ما وراء المظهر،
د. ماجد عبدالعزيز عشي
الأحد، 22 نوفمبر 2009
علامات النضج
وجد العلماء بناء على دراسات عديدة ان هناك صفات وعلامات للنضج النفسي عند الشخص واهمها:
1. معرفة وفهم ان العمر محدود والحياة ليست الى ما لا نهاية، بعض الناس يتصرفون وكأنهم سيعيشون الاف السنين او في غفلة عن محدودية الحياة، وهذا التفكير في حد ذاته يجعلهم يتصرفون وكأنهم أطفال وبشيئ من عدم النضج النفسي، النضج يأتي من وعي بأن ما عند الانسان لن يدوم، ان الصحة لا تدوم، والعلاقات لا تدوم، والحياة نفسها لا تدوم للشخص، وهذا الوعي يزيد من احساس الشخص بالمسؤولية نحو وقته وحياته ويزيد من عطاءه وتقديره لما عنده، الوعي بالموت في حد ذاته يزيد من نضج الانسان وحكمته،
2. معرفة ان احيانا الظروف تدفع الانسان لفعل أمور ما، الناضج يعرف ان هناك شيئ اسمه الظروف، وانه احيانا قد يضطر الشخص لفعل اشياء تحت ضغط الظروف، غير الناضج لا يفهم معنى الظروف، لا يفهم واقع الحياة وان هناك احيانا امورا حول الانسان قد تجعله يفعل اشياء قد لا تتوافق مع ما يريد هو او الاخرين، غير الناضج يكون شديد الاحكام، الطفل لا يعرف معنى الظروف، ولا يعرف ان هناك صراعا مستمرا بين الانسان والظروف، احيانا تنتصر الظروف واحيانا ينتصر الانسان واحيانا يكون هناك حل وسط، الناضج يشعر بالشفقة والمحبة للناس لأنه يعلم ان الجميع يحاولون العيش في هذه الحياة والاستمرار في السباحة بين امواجها العالية والمتلاطمة، الكل يحاول،
3. الناضج قادر على فهم ان هناك صراعات ومتناقضات في الحياة، وانه ليس دائما من السهل ان ان نقول ان هذا صح وهذا خطأ، قد يكون الموضوع خاص بمصالح واحتياجات وكل الاطراف تحاول الحصول على مصالحها واحتياجاتها، أحيانا يكون الامر واضحا ولكن ليس دائما، غير الناضج لا يتحمل الغموض، ولا يتحمل الاحتمالات، ولا يتحمل كلمة "يمكن"، يريد التأكد ويريد ان يكون على يقين في كل الامور حتى لو جاء هذا اليقين من عدم الاكتراث بالحقائق المخالفة ليقينه في الموضوع، غير الناضج "متأكد" من معرفته للوضع ولا يفهم ان هناك اشخاص قد يفهمون اكثر منه وعندهم حصافة اكثر ومعرفة بخبايا الموضوع،
4. الناضج يعرف محدودية الانسان جسديا وفكريا وعاطفيا ونفسيا، يعرف ان الناس هم بشر يخطئون ويصيبون، ويعرف انه هو نفسه بشر يخطئ ويصيب، يعرف ان علمه محدود، ويعرف ان قدراته محدوده، وانه مهما على فلن يكون الا بشرا من لحم ودم وانه مثله مثل كل البشر، غير الناضج يرفض انسانيته، ويسعى لأن يثبت لنفسه والناس انه غير باقي البشر، ان فكره غير، وان جسده وقدراته غير، وان افكاره غير، وان عمله غير، وان زوجه غير، يريد ان يثبت انه مختلف، ولكن في الحقيقة هو مثله مثل كل الناس، الناضج يعرف ان ما عنده هو استمرار لعطاء الكثيرين، وان ما عنده هو من عند الله وقد لا يدوم، ويعرف ان الحرمان هو جزء من الحياة لا يمكن تجنبه، فالناضج قادر على تحمل الالام والوحدة والحرمان ويعرف انها جزء من كون الانسان بشر، ولا يهرب منها باساليب غير ناضجة،
د. ماجد عبدالعزيز عشي
1. معرفة وفهم ان العمر محدود والحياة ليست الى ما لا نهاية، بعض الناس يتصرفون وكأنهم سيعيشون الاف السنين او في غفلة عن محدودية الحياة، وهذا التفكير في حد ذاته يجعلهم يتصرفون وكأنهم أطفال وبشيئ من عدم النضج النفسي، النضج يأتي من وعي بأن ما عند الانسان لن يدوم، ان الصحة لا تدوم، والعلاقات لا تدوم، والحياة نفسها لا تدوم للشخص، وهذا الوعي يزيد من احساس الشخص بالمسؤولية نحو وقته وحياته ويزيد من عطاءه وتقديره لما عنده، الوعي بالموت في حد ذاته يزيد من نضج الانسان وحكمته،
2. معرفة ان احيانا الظروف تدفع الانسان لفعل أمور ما، الناضج يعرف ان هناك شيئ اسمه الظروف، وانه احيانا قد يضطر الشخص لفعل اشياء تحت ضغط الظروف، غير الناضج لا يفهم معنى الظروف، لا يفهم واقع الحياة وان هناك احيانا امورا حول الانسان قد تجعله يفعل اشياء قد لا تتوافق مع ما يريد هو او الاخرين، غير الناضج يكون شديد الاحكام، الطفل لا يعرف معنى الظروف، ولا يعرف ان هناك صراعا مستمرا بين الانسان والظروف، احيانا تنتصر الظروف واحيانا ينتصر الانسان واحيانا يكون هناك حل وسط، الناضج يشعر بالشفقة والمحبة للناس لأنه يعلم ان الجميع يحاولون العيش في هذه الحياة والاستمرار في السباحة بين امواجها العالية والمتلاطمة، الكل يحاول،
3. الناضج قادر على فهم ان هناك صراعات ومتناقضات في الحياة، وانه ليس دائما من السهل ان ان نقول ان هذا صح وهذا خطأ، قد يكون الموضوع خاص بمصالح واحتياجات وكل الاطراف تحاول الحصول على مصالحها واحتياجاتها، أحيانا يكون الامر واضحا ولكن ليس دائما، غير الناضج لا يتحمل الغموض، ولا يتحمل الاحتمالات، ولا يتحمل كلمة "يمكن"، يريد التأكد ويريد ان يكون على يقين في كل الامور حتى لو جاء هذا اليقين من عدم الاكتراث بالحقائق المخالفة ليقينه في الموضوع، غير الناضج "متأكد" من معرفته للوضع ولا يفهم ان هناك اشخاص قد يفهمون اكثر منه وعندهم حصافة اكثر ومعرفة بخبايا الموضوع،
4. الناضج يعرف محدودية الانسان جسديا وفكريا وعاطفيا ونفسيا، يعرف ان الناس هم بشر يخطئون ويصيبون، ويعرف انه هو نفسه بشر يخطئ ويصيب، يعرف ان علمه محدود، ويعرف ان قدراته محدوده، وانه مهما على فلن يكون الا بشرا من لحم ودم وانه مثله مثل كل البشر، غير الناضج يرفض انسانيته، ويسعى لأن يثبت لنفسه والناس انه غير باقي البشر، ان فكره غير، وان جسده وقدراته غير، وان افكاره غير، وان عمله غير، وان زوجه غير، يريد ان يثبت انه مختلف، ولكن في الحقيقة هو مثله مثل كل الناس، الناضج يعرف ان ما عنده هو استمرار لعطاء الكثيرين، وان ما عنده هو من عند الله وقد لا يدوم، ويعرف ان الحرمان هو جزء من الحياة لا يمكن تجنبه، فالناضج قادر على تحمل الالام والوحدة والحرمان ويعرف انها جزء من كون الانسان بشر، ولا يهرب منها باساليب غير ناضجة،
د. ماجد عبدالعزيز عشي
الخميس، 12 نوفمبر 2009
القصص
أحيانا يركز الناس على قصة ما في حياتهم وينسون قصص اخرى تكون في غاية الاهمية، قد يركز الزوجين على قصص من الخصام والاسى وينسون قصص كثيرة من لحظات التعاون والوئام والحب حدثت بينهما، قد يركز الانسان على فرع في الشجرة وينسى النظر الى باقي الشجرة، هناك قصص كثيرة في الحياة، نحن نختار ما نركز فيه، وباختيارنا ان نركز على القصص التي تنمي المحبة والوئام بين الاهل والاسرة وحتى بين الشعوب، بيدك ان تختار اين تضع انتباهك وتفكيرك، وما تركز فيه سيكون بمثابة الغذاء لمشاعرك، فان اخترت ان تركز في الذكريات والاحداث والقصص التي تغذي الكره في داخلك فان ذلك الكره سينمو ويكبر، وان اخترت ان تركز في ذكريات المحبة والتعاون والخير فان الخير والمحبة والرحمة والشفقة ستنمو في داخلك، الاحداث السيئة حدثت وكذلك الاحداث الايجابية، وبيدك ان تختار ما توجه نفسك نحوه،
عندما نضع ايدينا على اعيننا خوفا فان ما نخاف منه لن يختفي، كل ما في الامر هو اننا لا نراه ولكنه موجود ويمكن له ان يؤثر فينا، عندما نضع ايدينا على اعيننا حتى لا نرى الحب ولا نرى ما يخالف توجهاتنا ولا نرى الخير في الاخر، كل ما يحدث عندها هو اننا حرمنا انفسنا رؤية هذه الامور، وهذا الاسلوب لا يغير من الحقائق شيئا، وعندها نعيش في الظلام وحدنا مع خيالاتنا واوهامنا وكوابيسنا، ربما نشعر عندها بالامان لوقت ما ولكن ما هو ثمن هذا الامان؟ الثمن هو اننا ضحينا بالتزامنا برؤية الامور على حقيقتها، وضحينا بالصدق، وضحينا بالطرف الاخر،
هل عندك انسان في حياتك تصر على رؤيته من خلال قصص معينة وترفض تذكر القصص الاخرى التي تجعل منه انسانا متكاملا في عينك بحسنات وسلبيات؟ نحن نرى ما نختار ان نرى، الحياة فيها من الالام والمآسي الكثير، ولكن فيها من الخير والمحبة والتعاون ما هو اكثر بكثير، فقط ابحث عن الخير والمحبة من حولك وانظر اليهم وستراهم، وربما يعرف الشخص عندها انه مؤلف يعيش قصص يؤلفها!
د. ماجد عبدالعزيز عشي
عندما نضع ايدينا على اعيننا خوفا فان ما نخاف منه لن يختفي، كل ما في الامر هو اننا لا نراه ولكنه موجود ويمكن له ان يؤثر فينا، عندما نضع ايدينا على اعيننا حتى لا نرى الحب ولا نرى ما يخالف توجهاتنا ولا نرى الخير في الاخر، كل ما يحدث عندها هو اننا حرمنا انفسنا رؤية هذه الامور، وهذا الاسلوب لا يغير من الحقائق شيئا، وعندها نعيش في الظلام وحدنا مع خيالاتنا واوهامنا وكوابيسنا، ربما نشعر عندها بالامان لوقت ما ولكن ما هو ثمن هذا الامان؟ الثمن هو اننا ضحينا بالتزامنا برؤية الامور على حقيقتها، وضحينا بالصدق، وضحينا بالطرف الاخر،
هل عندك انسان في حياتك تصر على رؤيته من خلال قصص معينة وترفض تذكر القصص الاخرى التي تجعل منه انسانا متكاملا في عينك بحسنات وسلبيات؟ نحن نرى ما نختار ان نرى، الحياة فيها من الالام والمآسي الكثير، ولكن فيها من الخير والمحبة والتعاون ما هو اكثر بكثير، فقط ابحث عن الخير والمحبة من حولك وانظر اليهم وستراهم، وربما يعرف الشخص عندها انه مؤلف يعيش قصص يؤلفها!
د. ماجد عبدالعزيز عشي
الاثنين، 9 نوفمبر 2009
المفتاح عند المريض
من أحد اساليب العلاج النفسي الاسلوب المعروف بالعلاج المتمركز حول المريض والذي انشأه العالم النفساني روجرز قبل جوالي خمسين عاما، ويقوم هذا العلاج على عدة مبادئ منها ان الانسان هو من بيده حل مشاكله وان دور الدكتور النفسي يتلخص في توفير الاجواء النفسية المناسبة في العلاج بما يسمح للشخص بتحرير طاقاته الداخلية والنمو النفسي واستخراج الحلول من اعماق النفس، فدور الدكتور النفسي هنا ليس تقديم النصح او الحلول للشخص ولكن مساعدة الشخص على استخراج الحلول من اعماقه، ويحدث ذلك من خلال بناء الثقة بين الدكتور والمريض ومن خلال ان يمارس الدكتور الصدق في التعامل والشفافية امام المريض حتى يتعلم المريض هذا الاسلوب في الحياة من خلال ملاحظة اسلوب الدكتور،
هذه الشفافية والوضوح تجعل الشخص المقابل يشعر بدوره انه لا داعي لاخفاء امور، كثير من سلوكيات الناس الغير طبيعية تكون عبارة عن محاولات لاخفاء امور ما، قد تكون هذه الامور احداث في الماضي او ذكريات، وقد تكون مشاعر وافكار، وقد تكون اسرار من اخطاء ارتكبها الشخص او شاهدها او شارك فيها بشكل ما، ومحاولات الاخفاء هذه تجعل الشخص لا يبدو طبيعيا في سلوكه، وجزء كبير من العلاج النفسي هو فهم هذه الاسرار واخراجها الى النور على الاقل في العيادة النفسية وعند الشخص نفسه، في حياة الكثيرين اسرار يعتقدون انها امور غريبة وان لا احد يمر بما مروا به وان الناس ستصدم ان عرفوا اسرارهم، والحقيقة ان هناك من مروا بمثل ما مروا به، وربما لن يصدم الناس ان عرفوا بالسر،
احيانا الناس تعامل حلول مشاكلها وكأنها اسرار يجب اخفائها حتى من انفسهم، الحل عند الشخص وبيده، ولكن قد بتطلب الحل التغير، ولكن قد يرغب الشخص في الثبات وعدم التغير، والسر لا يتغير، تمر الايام والسنين ويتغير شكل الانسان وما حوله والناس، ويبقى السر في داخله لا يتغير، النمو النفسي يتطلب تقبل التغير في الحياة وفي النفس وفي كل ما حولنا والتكيف معه، ولكن هناك احيانا مقاومة للتغير، ولكن مقاومة التغير هي مقاومة للتعلم من الحياة، التعلم يصحبه تغير، اذا هو رفض للتعلم، ربما لان هناك اشياء مؤلمة لا نريد ان نتعلم عنها، ولكن ان قاومت التعلم قاومت الحياة، وقاومت النمو، وقاومت الوصول للحلول،
د. ماجد عبدالعزيز عباس عشي
هذه الشفافية والوضوح تجعل الشخص المقابل يشعر بدوره انه لا داعي لاخفاء امور، كثير من سلوكيات الناس الغير طبيعية تكون عبارة عن محاولات لاخفاء امور ما، قد تكون هذه الامور احداث في الماضي او ذكريات، وقد تكون مشاعر وافكار، وقد تكون اسرار من اخطاء ارتكبها الشخص او شاهدها او شارك فيها بشكل ما، ومحاولات الاخفاء هذه تجعل الشخص لا يبدو طبيعيا في سلوكه، وجزء كبير من العلاج النفسي هو فهم هذه الاسرار واخراجها الى النور على الاقل في العيادة النفسية وعند الشخص نفسه، في حياة الكثيرين اسرار يعتقدون انها امور غريبة وان لا احد يمر بما مروا به وان الناس ستصدم ان عرفوا اسرارهم، والحقيقة ان هناك من مروا بمثل ما مروا به، وربما لن يصدم الناس ان عرفوا بالسر،
احيانا الناس تعامل حلول مشاكلها وكأنها اسرار يجب اخفائها حتى من انفسهم، الحل عند الشخص وبيده، ولكن قد بتطلب الحل التغير، ولكن قد يرغب الشخص في الثبات وعدم التغير، والسر لا يتغير، تمر الايام والسنين ويتغير شكل الانسان وما حوله والناس، ويبقى السر في داخله لا يتغير، النمو النفسي يتطلب تقبل التغير في الحياة وفي النفس وفي كل ما حولنا والتكيف معه، ولكن هناك احيانا مقاومة للتغير، ولكن مقاومة التغير هي مقاومة للتعلم من الحياة، التعلم يصحبه تغير، اذا هو رفض للتعلم، ربما لان هناك اشياء مؤلمة لا نريد ان نتعلم عنها، ولكن ان قاومت التعلم قاومت الحياة، وقاومت النمو، وقاومت الوصول للحلول،
د. ماجد عبدالعزيز عباس عشي
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)