لا يمكن لشخص ان يصبح مدمنا دون وجود مساعدين، وعادة يكون شخصا واحدا او اثنين على الاكثر، وهذا المساعد "يساعده" على الادمان من خلال توفير المواد المخدرة ولو مجانا في البداية في حفلات خاصة او "كجميلة من صديق لصديق!"، ويقوم بتوفير الغطاء الازم له من خلال دعمه لاعذار المدمن والستر عليه، فمثلا ان اتصلت والدة المدمن بأبنها لتعرف مكانه، يقوم المساعد بالكذب واخبار الوالدة ان ابنها بخير وانهما في المكتبة يدرسون مع ان الحقيقة هي ان المدمن في بيت المساعد يتناول المخدر، وفي اغلب الاحيان لا يكون المساعد مدمنا، ولكنه فقط يدعم ادمان الشخص الاخر، لماذا؟
هناك اسباب كثيرة لذلك وتختلف حسب الشخصيات التي في القصة والظروف، فقد يكون الدافع هو العامل المادي، حيث يكون المدمن غنيا شيئا ما ويقوم المساعد بتوفير المخدرات والتكسب من وراء ذلك، وقد يكون التكسب المادي غير مباشر، كالزوج الذي يجعل زوجته تدمن من اجل السيطرة على مالها، وفي اغلب الحالات يظهر المساعد نفسه للمدمن على انه الصديق الوفي المخلص الذي يفهمه ويفهم معاناته وانه لا أحد يحبه كهذا المساعد، وفي كثير من الاحيان يحاول هذا المساعد قطع علاقات المدمن مع الاخرين حتى يكون تحت سيطرة المساعد الكاملة، وهناك حالات يكون الدافع هو الشهوة الجنسية، كرجل يجعل امرأة تدمن المخدرات للسيطرة عليها، وقد يدفعها للفساد بعد ذلك، وهناك حالات يكون الموضوع اعمق من ذلك، فهناك حالة شاهدتها بنفسي، كان هناك شاب في العشرينات وكان متزوجا من شابة جميلة ويحبها، وكان عنده "صديق وفي من النوع الذي نتحدث عنه"، وكان هذا الصديق طامعا في الزوجة، فأخذ بالعمل فترة طويلة على تشجيع هذا الشاب عل شرب الخمر حتى اصبح مدمنا، فكان لا يمشي دون كأس خمر في يده، وكان هذا الصديق يدعو هذا الشاب الى بيته ويقدم له الخمر مجانا، وبعد فترة اصبح يطلب ان تصاحب الزوجة زوجها، وكان الزوج يعلم ضمنيا انه لا خمر ان لم تصاحبه زوجته، ويمكنكم ان تتخيلوا ما كان يحدث بعد ان ينام الزوج المخمور في بيت "صديقه" ويترك زوجته في صحبته، فهدف المساعد هو السيطرة على المدمن من خلال الادمان لهدف في نفسه، وأحيانا يكون المساعد فعلا "حسن النية" ولا يعلم انه يساعد المدمن، فقد يعتقد ان هذه هي الصداقة الحقة، وينتشر هذا الوضع خاصة بين المراهقين والمراهقات،
فقد تكون الاسرة غائبة او مشغولة عن اولادها وبناتها، وهنا تكون الصداقات التي يكونها الاولاد والبنات في المدارس هي العلاقات الاهم في حياة المراهقين، فيجدون فيها من الانتماء والاهتمام ما لا يجدونه في البيت، وقد يدخل هؤلاء كمجموعة الى عالم المخدرات، وتصبح المخدرات هي ما يربطهم ببعض.
د. ماجد عشي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق