كل شيئ في الكون يسير حسب نظام ما، وهذه هي الفرضية التي يقوم عليها العلم كله، فالعلم يحاول الكشف عن الانظمة التي تسير تبعا لها الامور في الكون، فلو كان الكون فوضى والامور تحدث دائما بشكل مفاجئ لما كان للعلوم أي معنى، فهناك قوانين فيزيائية واخرى بيولوجية واخرى اجتماعية وغيرها، العلماء يعلمون ان هناك نظاما في الكون، وان اختلفوا فيكون الاختلاف في منشأ هذا النظام، حتى الفوضى لها نظام، فالفوضى تحدث حسب نظام معين، وعلماء الرياضيات والفيزياء وغيرهم يعلمون ذلك ويدرسون نظريات الفوضى، يحدث احيانا ان يخرج امر ما عن النظام الخاضع له، ولكن هذا الخروج له نظام ايضا، بعض الانظمة الكونية نعرفها والبعض نجهله، ووظيفة العلم هو الكشف عن هذه الانظمة،
والانسان منا يحتاج للنظام في حياته، فالانسان لا يستطيع تحمل الفوضى لوقت طويل، سيعاني نفسيا، فعدم النظام في حياة الانسان يؤدي به الى الاحساس بالقلق والخوف وفقدان السيطرة على مجريات الحياة وربما ايضا الى الاكتئاب، فلابد ان يكون هناك نظام واضح للنوم والاستيقاظ، للاكل والعمل، للسير في الطرقات واجراءات الاعمال، وغيرها الكثير، النظام مهم للطفل لانه يشعره انه في امان وان الامور يمكن توقعها، والنظام مهم للكبير لنفس الاسباب وحتى يمكنه اتمام اعماله، المفترض ان يكون في المجتمع نظام يسير عليه الجميع ويخضع له الكل ويكون هناك اجهزة لدفع الناس للسير حسب هذا النظام، هذا ما يحدث في كل دول العالم،
مع الاسف بعض الاسر لا تربي اطفالها على النظام، ينامون ويستيقظون ويأكلون ويشربون ويلعبون متى شاؤوا، فتصبح رغباتهم هي ما يحركهم دائما، ولا يتعلمون الصبر وكبح الرغبات وتنظيم اشباعها، ويخرج هؤلاء الاطفال الى المجتمع وهم لا يعرفون اهمية النظام واحترامه، ويصبح شاغلهم الاساسي هو كيفية اللف على النظام وكسره حتى يحصلون على ما يشاؤون، النظام في الحياة هي الارضية التي يقف عليها الناس، وبغير نظام تكون الارض متحركة تحت ارجلهم،
دكتور ماجد عبدالعزيز عشي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق