الجمعة، 27 فبراير 2015

الابتسامة


يبدأ الطفل بالابتسام في الاسبوع الاول في حياته، وابتسامة الرضيع هذه ليست للتواصل الاجتماعي، انما هي ناجمة عن أمور في داخل الرضيع، فالطفل الذي يولد كفيف او أصم يبتسم أيضا ابتسامة الرضيع الجميلة البريئة، وهذه الابنسامة هي المكافئة التي يبحث عنها الوالدين وتذهب عنهم التعب وتعطيهم الامل وتبعدهم عن معاناة الحياة، وبعد شهر يبدأ الرضيع في التبسم الاجتماعي والذي يكون رد فعل لرؤية الام او مداعبة او مرح، هنا يتبسم الرضيع كجزء من العلاقات الاجتماعية، والابحاث وجدت انه الرضيع يفضل النظر للوجوه المبتسمة ويخاف من الوجوه الكشرة، حتى قبل ان يفهم معاني هذه الامور، وعندما يبلغ الطفل العامين يتعلم ان الابتسامة تجلب له أمورا وتحنن القلوب عليه، فيبتسم أحيانا لترقيق القلوب او كجزء من الادب او كمحاولة لتجنب عقاب،

الناس تبتسم في كل الحضارات، ووجد الباحثون ان الناس تعرف ان شخصا ما يبتسم بغض النظر عن حضارته، وتعتبر الابتسامة علامة على السعادة، ولكن احيانا تبتسم مجاملة او لاخفاء مشاعرها، ووجد الباحثون انه يمكن التعرف على الابتسامة الحقيقية من ابتسامة المجاملة، فالابتسامة الحقيقية التلقائية تستخدم عضلات في الوجه اكثر ومختلفة عن العضلات التي يستخدمها الشخص في ابتسامة المجاملة، والممثلون يحاولون دائما اتقان التعبيرات العاطفية حتى تبدو صادقة، وهناك انواع من الابتسامة، هناك ابتسامة المحبة وابتسامة الحنان وابتسامة الخوف وابتسامة استيعاب امر ما وابتسامة التهديد وغيرها، فالناس تفسر الابتسامة تبعا للموقف،

والابتسامة تفتح ابوابا كثيرة للشخص، ففي دراسة ارسل الباحثون سيرتين متطابقتين تماما لعدة وظائف، ولكن الفارق الوحيد ان في احد السيرتين الشخص يبتسم في الصةرة المرفقة وفي الاخرى لا يبنسم، ووجدوا ان اصحاب الاعمال اعطوا فرصا اكثر للشخص المبتسم، الناس تحب الانسان المبتسم، لأن ذلك يعطي انطباعا بالسعادة، والناس تحب ان تتعايش مع السعداء، ويعتقد الناس ان الشخص السعيد عنده صفات اجتماعية جميلة من المرح والتعاون والتسامح وغيرها، الابتسامة هي من اول اساليب الحوار والتواصل الاجتماعي في حياة الانسان، وهي مكافئة يسعى لها الانسان في طفولته وفي كبره، وخبراء التسويق والمبيعات يعلمون ذلك ويحضون البائعين على التبسم والمرح،

ووجدت بعض الدراسات ان الاناث ومنذ الولادة اكثر تبسما من الذكور، كما وجدوا ان الاناث اكثر جمعا بين التبسم ودموع الفرح من الذكور، فنجد بعض الاناث يتبسمن ويبكين فرحا في نفس الوقت، كما وجد الباحثون انه كلما زاد الشخص مكانة اجتماعية كلما قل تبسمه، واصبح يتبسم فقط في اوقات عندما لا يكون هناك تهديد، فنجد الموظف اكثر تبسما من المدير مثلا، ونجد الناس تلاحظ ابتسامة القوي وتعتبرها من الصفات الجيدة، كما ان الناس تخاف من الشخص الذي لا يتبسم،

وكلنا يعرف انه ليس كل تبسم دليل نية طيبة، فكثير من المجرمين يعلمون قوة الابتسامة ويستخدمونها لخداع الناس واقناعهم ببناء الثقة ومن ثمة استغلال هذا الامر، وينصح علماء النفس بأن لا نفتعل الابتسامة حتى لا تفقد الابتسامة الحقيقية معناها وقيمتها ورسالتها الاجتماعية، تبسم عندما تشعر بذلك وتبسم حتى تشعر بمرح اكثر ولكن لا تكذب بالابتسامة،

الانسان يبتسم اذا كان سعيدا، ولكن التبسم يزيد من السعادة ايضا، فعضلات الوجه ترسل رسائل للمخ عبر الاعصاب، تبسم وسوف ترسل عضلات الوجه للمخ رسائل بأنك سعيد، وعندها يزيد المخ من افراز كيميائيات في الجسم تجعلك تشعر بالسعادة، اعبس بوجهك وسيرسل الوجه رسائل للمخ بأنك غير سعيد وهذا يؤثر على عمل المخ ايضا، ووجد الباحثون ان الابتسام والمرح مفيد للصحة، فهو يخفض من ضغط الدم وينشط جهاز المناعة ويبعث على الاسترخاء، والتبسم والمرح يعتبر عموما من علامات الصحة النفسية، والابتسامة المشرقة تدل ايضا على الصحة الجسدية، الابنسامة تظهر الاسنان، وصحة الاسنان علامة على صحة الشخص عموما،

والتبسم يبدا علاقات، البداية كثيرا ما تكون ابتسامة، ولا شيئ اجمل من ابتسامة انسان تحبه، ابتسامة تحمل معاني كثيرة وتقول لك رسائل فقط تقال بالعين والتبسم، والتبسم انتصارا، انتصار على الظروف الصعبة، وعلامة امل في المستقبل، الابتسامة من علامات الايمان والسلام الداخلي والحكمة والمحبة

د. ماجد عبدالعزيز عشي