الاثنين، 19 أبريل 2010

جمال قول نعم

الحكماء تحدثوا منذ القدم عن اهمية قول "نعم"، الطفل يكتشف في مرحلة ما في الطفولة انه بامكانه قول "لا" وانه بذلك يمكنه الحصول على امور يريدها كما يمكنه تعريف نفسه وتوضيحها، فيقول "لا" اريد ان اكل هذا او البس ذاك، وعندها يصبح له شخصية متميزة عن الاخرين، فهذا الطفل يقول "لا" للمكرونة وذالك يقول "لا" للحليب واخر يقول "لا" للخضار وهكذا، فقول كلمة "لا" له اهميته في تكوين الشخصية وتوضيح الحدود والحصول على الاحتياجات، وكثير من الناس يعتبرون قول كلمة "لا" من علامات القوة، فالكبار يقولون "لا"، والاقوياء يقولون "لا"، ومن هم ذوي شخصية قوية يقولون "لا"، اما الضعفاء والتابعين فهم من يقولون "نعم"، اصبح قول "نعم" من علامات الضعف، اصبحت الموافقة مع الاخرين والسير معهم في الطريق من علامات ضعف الشخصية، والحقيقة ان قول "نعم" مهم جدا في حياة الناس افرادا وجماعات كقول "لا"،
"نعم" فيها الوئام بين الجماعة، فيها التعاون والمحبة، فيها التوافق والسلام، جميل جدا ان نقول "نعم" وان نوافق مع الاخرين، "نعم" فيها ثقة في الاخرين، تخيلوا لو ان الناس اصبحت تقول "نعم" اكثر من "لا"، ماذا سيكون الحال؟، كلمة "لا" هي كالدواء لها مكانها وزمانها ودورها، ولكن لا بد ان تقال بالكمية المعقولة والا زادت الجرعة واصبحت ضارة في حياة الناس، "نعم" هي كالغذاء لا بد من وجودها دائما في حياة الناس لتسير حياتهم، تخيلوا لو ان الازواج اصبحوا يقولون "نعم" اكثر لبعضهم، كثير من الناس يتسائلون عن اسباب استمرار الحياة الزوجية في الماضي، احد الاسباب ان الازواج والزوجات كانوا يقولون "نعم" اكثر من "لا"، تخيلوا لو ان الموظفين اكثروا من "نعم" في تعاملهم مع المراجعين، ولو ان الشعوب في العالم اكثرت من قول "نعم" لبعضها البعض،
قول "نعم" له معاني كبيرة وعميقة، هناك خوف من قول "نعم"، خوف من فقدان الاستقلالية والقوة والاحساس باننا كبار، "لا" تخلق صراعات، و"نعم" تخلق تعاون وسلام، الاقوياء يعرفون متى يقولون "نعم" ومتى يقولون "لا" ولكن لا يستخدمون "لا" الا عند الضرورة، الناضجون يقولون "نعم" ويحصلون على ما يريدون، كثير من الناس يقولون "لا" دون سبب واضح وليس بما يخدم مصالحهم او مصالح المجتمع، اكثروا من قول "نعم" وسترون كيف تكون حياتكم اجمل وفيها خير اكثر،
نعم.

د. ماجد عبدالعزيز عشي