السبت، 30 مايو 2015

لبس الاقنعة والاجرام


نلاحظ ان كثيرا ممن يرتكبون جرائم بشعة يلبسون أقنعة تخفي وجوههم، وهناك أسباب عديدة لذلك، منها اخفاء هويتهم حتى لا يتم التعرف عليهم، ولكن هناك أسباب أخرى، أحدها هو فصل هوية الشخص عن سلوكه، فالشخص يحاول ان يفصل
شخصه عن عمله الاجرامي من خلال لبس القناع، وهذا الانفصال بين الشخص والسلوك الذي يقوم به يجعله يشعر بالهروب من المسؤولية عن سلوكه، والناس تكون تصورات معينة عن انسان ما من خلال سلوكه السابق والحاضر، فمثلا عندك معرفة بتصرفات صديق او قريب ما، وهذا التاريخ يرتبط بشخصه، ولبس القناع يجعل الناس لا تعرف الشخص وبالتالي لا يمكنهم معرفة تاريخه السلوكي وتوقع ما يمكن ان يقوم به او كيفية التعامل معه، ولبس القناع يسمح للشخص بالقيام باعمال بشعة نتيجة أحساسه بأن لا احد يعرف هويته الحقيقية، والقناع يمنع الناس من قراءة أي انفعال عاطفي او لغة جسدية عند الذي يلبس القناع، وهذا يزيد من احساسه بالقوة والتحكم ويسبب نوع من القلق عند الناس، فنحن ننظر في وجوه بعضنا لمعرفة حالتنا النفسية والحوار الغير لغوي، ولكن لبس القناع يمنع هذا الحوار الانساني ويجعله من طرف واحد فقط، وهناك الان اجهزة وبرامج كمبيوتر يتم تطويرها وتحسينها في مختبرات عالمية يمكنها التعرف على وجه الشخص اللابس للقناع وازالته الكترونيا وتكملة شكل الوجه من خلال تفاصيل العينين وعظام الوجه ومقارنتها بوجوه كثيرة مخزنة، فقد يكون لبس القناع غير مجدي قريبا في ارتكاب جرائم

د. ماجد عبدالعزيز عشي

الخميس، 21 مايو 2015

المدرسة كعامل وقائي للمشاكل العائلية



وجدت دراسات نفسية عديدة ان ذهاب الاطفال والمراهقين للمدرسة قد يكون عامل وقائي يساعد الطفل على التغلب على المشاكل العائلية، المدرسة قد توفر نظاما حياتيا يحتاجه الطفل وقد لا يكون متوفرا في المنزل الذي تسوده الفوضى والمشاكل او العنف والاضطرابات، النظام مهم للطفل حيث يشعره بالامان ويعطيه احساس بانه
يمكنه توقع الامور في حياته، كما ان الروتين يساعد الطفل على التعلم من خلال اعادة الامور، والمدرسة يمكن ان توفر له الاحساس بالمحبة والانتماء والنموذج الجيد للبالغين والذي قد لا يتوفر في المنزل، فالطفل يكون علاقات مع المدرسين والزملاء مما يوفر له دعما لثقته بنفسه وتكون هذه العلاقات مستقلة شيئا ما عن البيت، والنجاح في المدرسة سواء في المواد الدراسية او النشاطات الفنية او الرياضية يوفر للطفل مصدر للسعادة والثقة بالنفس وقد يعوض ما يفتقده الطفل في المنزل، المدرسة ان كانت مبنية على اسس تربوية سليمة قد تكون بمثابة علاج نفسي ويمكن لها ان تأخذ الطفل الناشيئ في بيت مضطرب الى طريق
افضل فيه صحة نفسية ووقاية من اثار البيت المضطرب ونجاح في مجالات عديدة

د. ماجد عبدالعزيز عشي

الأحد، 17 مايو 2015

القدرة على السعادة

كثير من الناس ينتظرون السعادة من خلال انتظار حدوث أمور كبيرة في حياتهم، كالحصول على درجة علمية او ترقية مهمة او زواج او شراء شيئ كبير، وكل هذه الامور مهمة ويكون فيها سعادة للكثيرين، ولكن كثير من الناس لا يعلمون ان السعادة تأتي أيضا من الاشياء الصغيرة في الحياة أيضا، وهذا هو أحد اسرار السعادة، ان نتعلم ان نحصل على السعادة من ملايين الاشياء الصغيرة حولنا، يمكننا ان نشعر بالسعادة من خلال كل شيئ في الطبيعة، من نسمة هواء جميل الى سماع تغريد الطيور الى رؤية أمواج البحر، نسعد بالنهار النشط وحلول الليل الهادئ، بنجوم السماء وركوب مركب صغير في البحر واستنشاق عبير الزهور، يمكننا ان نشعر بالسعادة من خلال السمر مع الاهل والاحباء، ومن خلال اللعب مع الاطفال والحديث مع الاصدقاء، من خلال قراءة كتاب مفيد او الاستمتاع بعمل فني راق، من خلال المشي او الرياضة او من خلال ان نساعد الناس، كما نسعد من خلال عبادة الله في سلام وشكره وحمده ورجائه، لا بد ان نتعلم ونسمح لأنفسنا ان نسعد بكل شيئ نعتبره صغير من حولنا، وان لا نهدر لحظات حياتنا الجميلة في سعينا الى تحقيق اهداف كبيرة، لا يوجد تناقض بين الاثنين، الطريق الى الهدف له اهمية مماثلة لتحقيق الهدف، كل لحظة فيها سعادتها وهي كهدية علينا فتحها والفرحة بها، في النهاية هي هذه اللحظات التي سنتذكرها وكلما تذكرناها شعرنا بالسعادة مجددا، كل لحظات الحياة مخزون بها سعادة، والقدرة على تحمل السعادة هي السر

د. ماجد عبدالعزيز عشي