الخميس، 15 مارس 2012

الحب الرومانسي والفخر

هناك أنواع من الحب، ولكن الحب الرومانسي يكون عند بعض الناس ممزوجا بالرغبة في التفاخر، فهم يتنقلون بين الناس ويقولون فعليا او قوليا: "انظروا ما الذي حصلت عليه!! انظروا الى جماله او ماله او منصبه او شخصيته او غيره!! وهذا الذي به هذه الصفات اختارني أنا!!"، ففي نهاية الأمر العلاقة الرومانسية تصبح حكما على قيمة ذات الشخص وأحقيتها بما له قيمة في الحياة، فالشخص الأخر يصبح شيئا من الاشياء التي يحصل عليها الشخص، وهو اما ان يزيد من فخر الشخص او يكون مدعاة للخجل او العار، فالشخص هنا لا يحب الاخر لذاته او اعجابا بعمق بقيمه واخلاقه ومواقفه واختياراته وتوجهاته في الحياة وانما فقط كطريق للتفاخر امام الناس، ومع الأسف منتشر هذا النوع من الحب بين الناس، وهذا أحد اسباب الطلاق، فبعد بعض الوقت يفقد الأخر بريقه وتظهر في يد شخص أخر "لعبة" افضل، عنها يقذف الشخص "اللعبة" التي في يده ويجري وراء "لعبة" جديدة، مع الأسف اصبحت النرجسية والرغبة في اشباع الفخر والسعي وراء اعجاب الناس وانتباههم وكأنها اسلوب حياة طبيعي، الأفلام والمسلسلات والروايات مليئة بهذا النوع من الحب،

التواضع الحقيقي هو منبع الحب، وليس التواضع المفتعل الذي هو جزء من لعبة التفاخر ولفت الانتباه، التواضع الحقيقي النابع من معرفة الانسان لحدوده وبشريته وضعفه وقدرته على الشر وجهله، من اكثر مصادر الشر في هذا العالم هو عدم رؤية الانسان او التعامي عن قدرته على الشر، أه ، كم من شرير وسفاح ومجرم في هذا العالم يرى نفسه ضحية ويبرر شره بأنه يدافع عن نفسه البريئة!! الحب الحقيقي هو رحلة نمو نفسي يواجه فيها الانسان قدرته على عمل الخير كما يواجه العوائق في داخل نفسه التي تقف في وجه نموه ونمو الأخر والعلاقة والأسرة وتوظيف هذا التمو في خدمة المجتمع عموما، والشخص المدعي البراءة دوما والغير قادر على رؤية عيوبه واخطاءه ونواقص نفسه والتعلم والتغيير هو انسان غير قادر على النمو، وهو انسان يبحث عن ورقة التوت حتى يخفي عيوبه عن نفسه، والأخر في الحب الرومانسي يكون ورقة التوت تلك، ولكن هذه العلاقة لا تدوم،

د। ماجد عبدالعزيز عشي