السبت، 5 مارس 2011

العمل: أخلاقه واثاره النفسية

العمل مهم في حياة الناس، فالعمل هو مخرج للطاقات عند الشباب والشابات، فالناس عندها طاقات جسدية وطموحات وقدرات خلاقة ورغبة في العطاء، والعمل هو المكان الذي يعبر فيه الانسان عن هذه الطاقات والقدرات والطموحات، كما ان العمل هو باب للدخل، مما يساعد الشخص على الاحساس بالكرامة والقدرة على العطاء ويسهل له طريق الزواج ورعاية الاسرة، فالعمل هو مصدر من مصادر الكرامة للانسان، والعمل يجعل للشخص هدف في الحياة، فحياته تكون منظمة ولها مواعيد، والانسان يعاني نفسيا اذا لم يكن عنده نظام في حياته، والعمل يعلم الانسان اخلاقيات مهمة مثل المثابرة والاجتهاد والتعاون مع الزملاء والالتزام والامانة وغيرها من اخلاقيات العمل الهامة، والعمل يجعل الشخص يشعر بانتمائه لامته وانه شخص مرغوب فيه ولديه ما يقدمه لمجتمعه وانه يشارك في بناء مجتمعه، فمن المعروف ان الانسان يحب ويحرص على ما يركز جهده ووقته وماله فيه، فالعمل هو اسلوب للانتماء الاجتماعي، العمل يعلم الانسان الكسب من عمل يديه، لا ان يحاول الحصول على اشياء دون عمل، وهناك نوع من العلاج النفسي يسمى العلاج بالعمل، حيث توفر ورش عمل لمن عندهم بعض المشاكل النفسية وحتى للمساجين لترسيخ قيم العمل لديهم،

وللعمل اخلاقيات، واخلاقيات العمل هذه موجودة في كل مكان في العالم، البعض قد لا يلتزم بها ولكنها هي قيم العمل في أي مكان، ومنها طاعة المدير، والعدالة في الادارة، والالتزام بالمواعيد، والاجتهاد في العمل واحسانه، وحسن التعامل مع الزملاء والمراجعين او العملاء او الزبائن، والامانة، والمشاركة الفعالة في ايجاد حلول لمشاكل العمل الطارئة او لتحسين الاداء، والعدالة في توزيع فرص العمل، وغيرها من اخلاقيات مهنية مهمة، ولكن مع الاسف نرى بعض الناس لا يلتزمون باخلاقيات العمل، فمنهم من لا يلتزم بالمواعيد او يختلس او يرتشي او يعامل العملاء بتعالي او يسبب مشاكل مع زملائه او مع مديره وما الى ذلك،

اخلاقيات العمل هي قلب وصميم ودعامة اي امة، والقوة الدافعة لها للامام، فالامم التي تقدر العمل وتلتزم باخلاقه تتقدم وتتطور، ان غياب العمل واخلاقيات العمل في المجتمعات لها تداعيات كثيرة على الفرد والمجتمع، ان ما نحتاجه في مجتمعاتنا العربية اليوم ضمن اشياء اخرى هو توفير فرص العمل للناس والالتزام باخلاقيات العمل من قبل الجميع وخلق بيئة عمل تساعد الجميع على الاحساس بالكرامة، قد يختلف الناس في ثقافاتهم واعراقهم واديانهم ومذاهبهم ولكن ثقافة العمل وقيم العمل هي امور مشتركة ويمكن للجميع فهمها والالتزام بها واحترامها، وكل الاديان والمذاهب والثقافات تقريبا تشجع على العمل والالتزام به، لو سمعنا بتمعن شكوى الناس لوجدنا ان كثير منها شكوى ضد عدم وجود العمل او عدم تناسب الدخل مع العمل او عدم التزام البعض باخلاقيات العمل والمهنية او ان البعض يكسب اكثر مما يحققه له عمله، اذا العمل واخلاقه هي في قلب الامور،

د. ماجد عبدالعزيز عشي