الأحد، 30 نوفمبر 2008

كبار السن

كبار السن

بعض الناس ينظرون لكبر السن على انه مشكلة ويخافون التقدم في العمر، وذلك ناتج اساسا عما يرونه في اسرهم والاعلام عن تصرفات واحوال كبار السن، لا شك ان التقدم في العمر له مشاكله الصحية والنفسية والمادية والاجتماعية، ولكن هل هو الطبيعي والحتمي ان يرتبط كبر السن بهذه المشاكل؟

التقدم في العمر يصحبه تغيرات جسمية ونفسية ومادية واجتماعية، وهذه التغيرات لا تحدث فجأة ولكنها تصاحب الانسان من ولادته الى وفاته، فالتغير حاصل ومستمر في حياة الانسان ولا يتوقف للحظة، المشكلة اننا لا نحب التغيرات الطبيعية ونحاول مقاومتها، تخيل طفلا يخاف ان يصبح عمره عشرين! ماذا ستقكر عن هذا الطفل؟ هل هذا خوف طبيعي؟

كلنا يعلم ان هناك فروق كبيرة بين الناس في التقدم في السن، فهناك من تظهر عليه علامات الكبر اكثر من غيره، وهذا له علاقة بعدة عوامل مثل الوراثة والضغوط النفسية والمادية واسلوب الحياة في الشباب من حيث الاكل والحركة والتدخين والشرب والادمان، كما ان له علاقة بالتدين وحسن العلاقات الاجتماعية والاسرية يالاضافة لعوامل اخرى،

ووجد الباحثون ان النساء في جميع انحاء العالم تقريبا يعشن في المتوسط خمسة الى سبعة سنوات اكثر من الرجال، وقد يكون ذلك نتيجة تعرض الرجال لمخاطر اكثر من حروب واعمال خطرة مثل الشرطة والبناء وغيرها، كما قد يكون له علاقة بحياة الشباب احيانا من تدخين وغيرها، كما وجد الباحثون ان اليابانيون يعيشون الاطول في العالم وقد يكون ذلك بسبب الاكل الياباني الصحي واعتمادهم على المشي بدل ركوب السيارة، ولاشك ان تفشي الفقر والمرض وعدم توفر الرعاية الصحية تلعب دورا في صحة الانسان،

وهناك العديد من القدرات التي تتغير في الانسان للافضل مع تقدم العمر، ويقسم العلماء كبر السن الى ثلاث انواع: تقدم العمر الطبيعي، وتقدم العمر الذي به خلل، وتقدم العمر المثالي. فهناك امور طبيعية مع تقدم العمر مثل ظهور الشيب وبعض التجاعيد وتغيرات جسمية ونفسية اخرى، ولكن هناك اناس يكون تقدمهم في العمر تصاحبه اعراض امراض من سكر وضغط واوجاع الركب واكتئاب وعصبية وتغيرات جسمية كثيرة اخرى، هذه الامور ناتجة عن اعراض امراض واسلوب حياة غير صحي وليست ناتجة كلها عن الكبر، فيجب ان لا نخلط بين اعراض الكبر الطبيعية واعراض الامراض والحياة غير الصحية، وهناك اناس يكونون في الكبر على احسن حال جسميا ونفسيا واجتماعيا، يمارسون انواع تناسب عمرهم من الرياضة وسعداء ولهم علاقات ممتازة، فالعمر ليس فقط رقم السنين منذ الولادة، ولكن هناك العمر النفسي، فهناك اشخاص يكون عمرهم ثلاثون ولكن نفسيتهم كمن عمره ستون، والعكس صحيح، وهناك ايضا العمر الاجتماعي، فشخص عمره اربعون وجد قد يراه الناس اكبر في العمر من شخص عمره خمسون ولم يتزوج بعد، فهناك العمر الحقيقي من حيث الرقم وهناك العمر الذي يشعر به الانسان وهناك العمر الذي يراه الناس لك.

فالناس تحكم على عمر الشخص ليس فقط من خلال الشكل ولكم من وضعك الاجتماعي والمواضيع التي تتحدث فيها واسلوب كلامك، فان قابلت شخصا واخذ يحدثك عن الثورة المصرية وعباس فارس ومدارس الفلاح في جدة فقد يعطيك ذلك انطباع عن تقدم عمره، ماذا ستفكر عن رجل عربي عمره ستون وتذكر له حرب رمضان ويقول لك انه لم يسمع بها؟! ماذا لو ذكرت له احد المغنين الشباب وقال انه لم يسمع به؟ فكل عمر له اهتماماته واحداثه التي توحد جيل بكامله.
المجتمع يتوقع امور معينة من الشخص في مراحل الحياة المختلفة، ويرفض امور اخرى، فكثير من تصرفات كبار السن مفروضة عليهم فرضا من المجتمع، ففي المجتمع العربي من العيب ان يجري رجل عمره سبعون في الشوارع ليمارس الرياضة، او ان تقع امرأة عمرها سبعون في الحب وترغب في الزواج بعد وفاة زوجها، بينما تكون هذه الامور اكثر قبولا في مجتمعات اخرى، لكل مجتمع تقاليد، ومظاهر كبر السن في جزء منها ناتج عن هذه التقاليد،
فهناك عوامل عديدة تحدد كيف يكون كبر الشخص.



د. ماجد عشي




ما هي اضطرابات الشخصية؟


ما هي اضطرابات الشخصية؟

هناك نوع من الاضطرابات النفسية يسميها علماء النفس والاطباء النفسيين اضطرابات الشخصية، وتتميز هذه الاضطرابات بوجود صفات في الشخصية تكون مبالغ فيها بشكل قد يؤدي الى مشاكل للشخص، فالشخص في هذه الحالة قد يكون يعمل بشكل طبيعي وناجح في حياته وقد يكون حتى محل اعجاب ولكنه في حقيقة الامر يعاني اضطراب في الشخصية، فهذه ليست حالات اضطراب عاطفي مؤقت ولكن خلل في تكوين الشخصية ذاتها في جانب او اكثر، وان جاء من يحاول اظهار جانب الخلل للشخص نجد رده غالبا: "هذا انا"، وهو محق، فهذه هي شخصيته والمشكلة ليست في سلوك محدد ولكن في صفات في الشخصية، ومن اصعب الامور تغيير شخصية انسان، من السهل ان تغير سلوك او فكرة او عاطفة ولكن يصعب تغيير الشخصية او صفات فيها، فكلنا لدينا صفات يمكننا تغييرها من نرجسيه او اعتمادية او شك، وكثيرا ما تكون هذه الصفات مفيدة لنا ان كانت في حدود مقبولة، فحب الذات يجعلنا نطلب الخير لها، والشك في حدود يجعلنا نحمي انفسنا، والاعتماد على الاخرين ضروري احيانا في العلاقات، ولكن قد تزيد هذه الصفات عن الحد وتبدأ في خلق مشاكل للشخص وللاخرين، وتصبح هذه الصفات مميزة للشخص ويمكن للاخرين رؤيتها فيه بوضوح، ونحن هنا لا نتحدث عن فروق في الشخصية وانما عن مبالغة في نمو صفات الى حد يسبب عراقيل للشخص او الاخرين في حياتهم، وحدد المختصون عشر انواع من اضطرابات الشخصية وهي باختصار:

1. اضطراب الشخصية البارانويد او الشكاكة، وتتميز هذه الشخصية بالشك وعدم الثقة في الاخرين وفي نياتهم، وتبدأ هذه الصفات في بداية الشباب وتستمر مع الشخص في حياته، فهذه ميول في الشخصية وليست حالات انفصام عن الواقع كما يحدث مع من يعتقد ان الناس تريد قتله او ان مخلوقات من الفضاء تريد خطفه، بالطبع الامر درجات ولكن في اضطرابات الشخصية يكون الخلل عموما في ميول الشخصية للتعامل مع الامور، وايضا من صفات هذا الاضطراب ان يشك الشخص في الناس دون دليل، والظن بان الاخرين يستغلونه ويعملون على ايذائه وخداعه، كما يكون شاكا في ولاء الاصدقاء وزملاء العمل، ولا يفشي سره لاحد خوفا من ان يستخدمه ذلك الشخص ضده، كما يفسر الكثير من سلوكيات الغير على انها مقصودة لتوجيه الاهانة او التهديد له شخصيا، ويحمل في نفسه الكثير من الغضب ولا يسامح الاخرين، كما يرى انتقادات وهجمات على شخصه وسمعته بينما لا يرى الاخرون ما يرى، ويكثر الشك في شريك حياته دون ادلة فعلية ويكون متأكد دون اثبات .

2. اضطراب الشخصية الاسكيزويد او الانعزالية، وتتميز هذه الشخصية بالانعزالية عن المجتمع وعدم الرغبة بل وعدم الاستمتاع بالعلاقات مع الناس، ويميل الى الوحدة والقيام بالنشاطات وحيدا، وليس له رغبة في ممارسة الجنس مع شخص اخر، وليس له اصدقاء او معارف غير العائلة، كما لا يعبر عن مشاعره ولا يظهر ردود فعل للذم او المديح، فلا يهمه رأي الناس، ويميل للبرود العاطفي، فهذه شخصية غير اجتماعية .

3. الشخصية الاسكيزوتيبال او الغريبة، تتميز هذه الشخصيه بالسلوك او التفكير او الانفعالات الغريبة التي لا تتماشى مع تقاليد المجتمع، كغرابة الملبس او لون الشعر او التصرفات، وقد يهتم هذا الشخص بامور غريبة كموضوع سكان الفضاء او الحاسة السادسة او التخاطب عن بعد او امور غيبية ودينية كالارواح او الموت والبعث وكيفيته، ولا يكون الاهتمام كحب استطلاع بل اهتمام يشغل كثيرا من الوقت والتفكير، وقد يمر الشخص في هذه الحالة بتجارب يصفها للناس ويجدونها غريبة، كأن يحدثهم ان يده كبرت فجأة او انه يحس انه خفيف الوزن وغيره، ويستخدم الكثير من الرموز والامثلة والامثال في كلامه، فبدل ان يقول ان طفله الرابع ولد بالامس، يقول ان النجمة الرابعة برقت في السماء او ان العقد اكتمل وما شابه ذلك، وتكون ردوده العاطفية محدودة وقليل الاصدقاء، ويميل الى القلق من مواجهة الناس، ومثال على ذلك بعض الفنانين المشهورين .

4. الشخصية الانتيسوشيال او المعادية للمجتمع، وتتميز هذه الشخصية منذ حوالي سن الخامسة عشرة بعدم احترام حقوق الاخرين والانظمة والقوانين، فلا تتبع التقاليد او القانون مما يجعلها عرضة للقبض عليها تكرارا من قبل الشرطة، ويميل الشخص للخداع والكذب واستغلال الاخرين لمصلحته او متعته، وهو ايضا غير قادر على التخطيط لحياته بشكل ايجابي ويميل بعمل امور دون تفكير وتروي، ويدخل في معارك ومضاربات متكررة، ويسوق السيارة بسرعة ويقوم باعمال تعرضه والاخرين للخطر، وليس لديه احساس بالمسؤولية وغير قادر على الحفاظ على عمل او القيام بالتزاماته المادية والاجتماعية، وليس لديه احساس بالندن على افعاله، وعادة ما تبدأ المشاكل من الطفولة على هيئة اضطرابات سلوكية مثل العنف نحو الاطفال الاخرين او ايذاء الحيوانات او السرقة.

5. اضطراب الشخصية البوردرلاين، ينتشر هذا الاضطراب في الشخصية اكثر بين النساء، ويتميز بعدم الاستقرار في العلاقات وفي العواطف وفي رؤية الذات، فرؤية الشخص للناس تنتقل من نقيض الى آخر حسب اشباعهم لاحتياجاته وعدم هجرهم له، فان اشبعوا احتياجاته فهم اخيار وملائكة ويحبهم ويكون طريقة تعامله: "أنا وانت ضد العالم"، اما ان لم يشبعوا احتياجاته او شعر او ظن انهم سيتركونه او انهم مشغولون عنه فيغضب ويصبحوا في نظره شياطين ويؤذيهم بكلام جارح جدا او حتى عمليا ويتعامل معهم وكأنه يقول: "لا أحد يحبك، انت سيئ، وانا والعالم ضدك"، ثم يندم على ما قال او فعل، فيكون اسلوبه في العلاقات كمن يقول: "انت سيئ، انا اكرهك، ارجوك لا تتركني، سأضر نفسي او اضرك ان تركتني"، بالطبع هذا الاسلوب يخلق مشاكل في العلاقات وعدم استقرار ويجرح الاخرين، كما يكون عند هذه الشخصية عدم استقرار في رؤيتها لنفسها، فأحيانا ترى نفسها اجمل الجميلات وافضل الناس واحيانا ترى نفسها على النقيض، فرؤية النفس مضطربة وبناء على هذه الرؤية يكون السلوك المتناقض والمضطرب، وتتميز ايضا بسلوكيات تكون هوجاء احيانا وفيها مخاطرة، وقد يظهر هذا في سلوكيات جنسية متهورة او تبذير مال وشراء اشياء لا داعي لها او استخدام مخدرات او سرعة في قيادة السيارة او اكل بشراهة، واحيانا تقوم هذه الشخصية بمحاولات انتحار او التهديد بذلك ان تركها الاخرون او لم يطيعوها وقد تقوم بجرح الجسم باستخدام ادوات حادة كالسكين بقصد ايلام النفس دون الانتحار، والبطبع احيانا تكون الجروح غائرة وخطرة، وغالبا ما يكون ذلك في الساعد، وتشعر هذه الشخصية بالفراغ العاطفي والتعب والاجهاد المستمرين، وتجد صعوبة في التحكم في غضبها ويكون الغضب شديدا وخارج عن الحد، وتميل ايضا الى الشك في الاخرين ونواياهم.

6. الشخصية الهستيرية، وينتشر هذه الاضطراب بين النساء اكثر من الرجال، وتميل هذه الشخصية الى حب جلب الانتباه بكل الطرق، فهي لا تشعر بالراحة ان لم تكن مركز الانتباه والاهتمام في كل وضع، وقد تلجأ الى اساليب غير سليمة لجلب الانتباه مثل الاغراء الجنسي او القيام بافعال مفاجئة للناس لجلب الانتباه، ومع الاسف هناك فنانات عالميات يعانين من مثل هذه الاضطرابات التي لا تخفى على المختصين ويعجب بهن الشابات ويقلدهن وهن لا يعلمن ان هذه السلوكيات ما هي غير نواتج اضطرابات في الشخصية، وان هاتي الفنانات يعشن معاناة نفسية عميقة تخفى عن عيون المشاهدين، وتتميز هذه الشخصية ايضا باستخدام الملابس والجسد لجلب الانتباه، ويكون تعبيرها العاطفي سطحي ومبالغ فيه، وكلامها يهدف كله للتأثير في الناس، فكأن الشخص على مسرح يمثل امام الجمهور، ويكون من السهل السيطرة على هذه الشخصية واستغلالها لحبها للاهتمام والاعجاب، كما تميل الى تقييم العلاقات بشكل خاطئ وتحسبها علاقات حميمة مع انها لبست كذلك .

7. الشخصية النرجسية، وتتميز هذه الشخصية بالاعجاب بالنفس والاحساس بالعظمة والاحتياج الشديد للمديح والتبجيل، كما تفتقد الى التعاطف مع الناس، ويبالغ هذا الشخص في تقييم انجازاته ومواهبه وجماله دون وجه حق، فهو الافضل في نظر نفسه، ويظهر التواضع حتى تكتمل صورة العظيم المتواضع، وتكون لدى هذه الشخصية احلام يقظة تكون فيها مركز الاعجاب والحب لدرجة مبالغ فيها، وتعتقد انها مميزة ولكن لا احد يفهمها او يقدرها، ولا بد ان تختلط فقط مع العظماء امثالها الذين يقدرونها ويفهمونها، فما الناس بالنسبة لهذه الشخصية غير مصدر للمديح والتبجيل او مصدر للعار، فان توقف الشخص عن المديح فلا داع منه ويكون محظوظا ان انتهت العلاقة دون ايذائه، فالناس لهذه الشخصية ليسو سوى اشياء مثل السيارة او الحذاء، يتم استخدامهم الى حين ومن ثم التخلص منهم، كما يعتقدون ان الاخرين يغارون منهم، ويتصرفون بغرور مع الناس .

8. الشخصية الانطوائية، وتتميز بالاحساس بالنقص وتجنب الناس والحساسية للانتقاد، فتتجنب الاعمال والمواقف التي قد تعرضها للاختلاط بالناس خوفا من الانتقاد، وفقد تختلط مع الناس ان باكدت من حبهم لها، ولا تدخل في علاقات حميمة خوفا من الخزي او الاستهزاء بها، وترى نفسها على انها غير جذابة واقل من الناس وغير ناجحة اجتماعيا .

9. الشخصية الاعتمادية، وتتميل هذه الشخصية للاعتماد على الاخرين والحاجة الشديدة للرعاية مما يجعلها تميل للخضوع والخوف من ان يتركها الشخص الذي يعتني بها، وتجد صعوبة في اتخاذ القرارات اليومية العادية دون طلب الكثير من النصح والتشجيع من الاخرين، وتحب ان يتولى الاخرون المسؤوليات في اغلب امورها، وتجد صعوبة في التعبير عن اختلافها في الرأي خوفا من فقدان دعمهم، كما تجد صعوبة في ان تبدأ اعمال او مشاريع وحدها لضعف الثقة في النفس، وقد تتبرع بالقيام باعمال غير محببة لها من اجل الحصول على تقبل ودعم الاخرين، وتشعر بعدم الراحة والعجز ان كانت وحيدة، ولا يمكنها البقاء دون علاقات، فتدخل في علاقات سريعا خوفا ان تبقى وحدها، ودائما مشغولة قلقة تفكر في عواقب بعد الاخرين عنها .

10. الشخصية ذات الوسواس القهري، تميل هذه الشخصية للاهتمام المبالغ فيه بالترتيب والنظافه والكمال وان تكون متحكمة في العلاقات وحتى في تفكير الناس عنها، فتفتقد للمرونة والعفوية في التعامل، فهي تنشغل بالتفاصيل والانظمة وعمل جداول للمواعيد وغيرها، ولا يمكنها انهاء اي عمل وذلك لرغبتها ان يكون العمل كاملا دون عيوب، فتراجع العمل كثيرا ولا تستطيع التقدم فيه، وتعطي كل وقتها للعمل على حساب الاسرة والنشاطات الاجتماعية، وتبالغ في الالتزام الاخلاقي واتباع المبادئ بشكل لا يمكن تبريره بالالتزام الديني، بمعنى ان هذه الشخصية لا يعجبها حتى اهل الدين وترى فيهم عيوب ونواقص، فهي تطلب وتتوقع الكمال الذي لا يكون لبشر، فتكون متصلبة في المبادئ بشكل غير مقبول دينيا او اجتماعيا، ولا تدخل في علاقات عمل الا بعد ان تتأكد انها المسيطرة وان الاخرون سيفعلون ما تراه، وتميل للبخل الشديد، والعناد وعدم العطاء .

د. ماجد عشي

أنماط الشخصية


لا نتحدث هنا عن اضطرابات ولكن انواع وجد العلماء انه يمكن تقسيم الناس على اساسها، وقد حدد العلماء خمس محاور للشخصية، فكل محور هو عبارة عن صفة من الصفات ويكون للشخص درجة في كل محور، وهذه المحاور مقسمة حسب طبيعة الشخص في مجالات مختلفة مثل اسلوبه في العلاقات الاجتماعية، اسلوبه في العلاقات الحميمة، اسلوبه مع الرفاق، اسلوبه في العمل، واسلوبه في التعامل مع حضارته، وهذه المحاور هي:

1. انطوائي – اجتماعي: بعض الناس يميلون للانطواء، غير اجتماعيين، يميلون للتدبر في الامور وعمل الاشياء وحدهم، وبعض الناس اجتماعيون، يحبون قضاء الوقت مع الناس ويحبون عمل اشياء مع الاخرين والتحدث اليهم، فالشخص الاجتماعي يحب الاعمال التي فيها اختلاط مع الناس مثل التدريس والتمثيل والطب وغيرها، اما الانطوائي فيحب الاعمال التي لا تتطلب الاختلاط بالناس مثل العمل على الكمبيوتر او الالات والمعامل وغيرها، ولا بد ان يأخذ الاهل والشخص نفسه في الحسبان نوع شخصيته عند اختيار التخصص والمهنة حتى يكون سعيدا ويمكنه النجاح، فلا يوجد نوع شخصية سيئ ولكن المسألة مسألة توافق بين الشخص والبيئة من حوله، واختلافات الشخصية تساعد على استمرار الحياة، فيذهب كل انسان لما يحب، فالشخص المناسب في المكان المناسب هو ما يجلب السعادة للشخص وللاخرين، وهذا في مجال العلاقات مع الناس في المجتمع،

2. مستقر عاطفيا – عصابي: بعض الناس تميل للاستقرار العاطفي، بمعنى انهم سعداء ولا يقلقون كثيرا ومشاعرهم موزونة وفي الحدود، وبعض الناس يميلون الى عدم الاستقرار العاطفي، فهم قلقون يميلون للخوف وقد يكونون سريعي الغضب والحزن وما الى ذلك، فعلاقاتهم غير مستقرة لان انفعالاتهم غير مستقرة، وهذا المحور يكون في العلاقات الحميمة،

3. لطيف – قاس: بعض الناس يميلون للطف المعاملة بطبعهم، فاسلوبهم مهذب رقيق وسهل معاشرتهم، اما بعض الناس يميلون للقسوة في التعامل، ولا يتبعون مفاهيم الرقة او اللين في اسلوبهم، النوع الاول قد تناسبه الاعمال المدنية التي تتطلب حسن معاملة الاخرين، والنوع الثاني قد تناسبه الاعمال العسكرية او البوليسية التي تتطلب الصرامة والشدة، وعدم اخذ ذلك في الاعتبار قد يؤدي الى وجود طبيب يصيح على مرضاه، او استاذ يعذب تلاميذه، او جندي خائف من المواجهة، لنتذكر: الشخص المناسب في المكان المناسب،

4. اخلاقي – لا اخلاقي: بعض الناس تميل بطبعها الى الاهتمام بالامور الاخلاقية ويحبون ان تكون تصرفاتهم اخلاقية او دينية، وبعض الناس لا يهمهم ان تتمشى سلوكياتهم مع هذه المعايير، فسلوكياتهم تحكمها المصالح والمكاسب والمتع ولا يفكرون كثيرا في امور الاخلاق والدين، ففي عملهم تكون المجموعة الاولى ملتزمة بالانظمة والقوانين، تتسم بصفات الامانة والاخلاص، تحافظ على المواعيد والالتزامات، اما المجموعة الثانية فتبحث عن الكسب الشخصي حتى لو على حساب مصلحة العمل ويمكن لهم الخيانة وافشاء اسرار العمل والرشوة والتلاعب في الحسابات وما الى ذلك، وحتى هذه المجموعة الاخيرة لها مكان في المجتمع لو وضعت في المكان الصحيح، هؤلاء يمكنهم التعامل مع المجرمين وتجار المخدرات وغيرهم للكشف عنهم وعن مخططاتهم، فالمجرمون المحترفون لن يقبلوا بينهم شخصا ورعا تقيا خلوقا، فلا بد ان يكون مثلهم، وعدم ولاء هؤلاء الاشخاص سيساعد على افشاء مخططات المجرمين، كما يمكن لهؤلاء العمل في مهن تتطلب شيئا من
المبالغة والمجاملات او حتى الكذب،

5. محافظ – منفتح للجديد: هناك اشخاص يميلون للخوف من الجديد او التغيير، فهم يحبون استمرار الامور كما هي، ويحبون ان يدرسوا الامور جيدا قبل قبول التغيير، فهم يلتزمون بالتقاليد والانظمة وحتى الروتين في الامور ونظام العمل، ويميلون للدفاع عن القيم والمبادئ والتقاليد، وهناك اناس يميلون الى حب خوض تجارب جديدة، فلا يخافون التغيير وما هو مختلف عن المألوف، بل يحبون المغامرة، يريدون تغيير المجتمع والحضارة، ولا يعتقدون ان الماضي كان افضل من الحاضر، فهم يرون ان الزمن يسير للامام وينمو كنمو الانسان، ولكل من هؤلاء دوره في التقدم الحضاري، فمن يسمون بالليبراليين هم مثل البنزين في السيارة، ومن يسمون المحافظون هم مثل الفرامل، فلا بد من وجود الطرفين حتى يمكن للمجتمع ان يستمر وللحضارة ان تتقدم،

ماالذي يجعل الناس عندها هذه الصفات الشخصية؟
جزء منها ناتج عن الوراثة والجينات، فقد وجد العلماء ان هناك اختلافات في السلوك منذ الولادة، فهناك رضع يبكون كثيرا، وهناك رضع مبتسمون سعداء، وهناك رضع يبدو عليهم الغضب!، ويستمر ذلك طيلة الحياة، وهناك ايضا عوامل بيولوجية لها علاقة بالهرمونات ووظائف الجهاز العصبي، وبالطبع الاسرة والمجتمع لهم دور، ولكن كل الادلة تقول ان الموضوع موضوع وراثة وجينات، ومن الصعب تغيير هذه الامور بشكل كبير، فكل لما خلق له .

د. ماجد عشي

المحن تظهر من انت


هناك أنواع عديدة من إساءة المعاملة، فهناك إساءة معاملة الأباء والأمهات لأبناءهم، أو الأبناء لأبائهم وأمهاتهم، أو إساءة معاملة الزوج لزوجته أو الزوجة لزوجها، أو إساءة معاملة الأخوة لبعضهم البعض، أو إساءة معاملة ربة البيت للخادمة أو الخادمة للأطفال. وإساءة المعاملة يمكن أن تكون جسدية كاستخدام الضرب أو الدفع أو رمي الأشياء، ويمكن لها أن تكون نفسية كالسب والإهانة ومحاولات السيطرة على شخص أخر واستخدام أساليب ملتوية نفسية للتحكم في فرد أخر أو طفل، ويمكن لإساءة المعاملة أن تكون مادية كأن تصرف الزوجة كل مال زوجها أو يتحكم الزوج دون وجه حق في دخل زوجته، ويمكن أن تكون إساءة المعاملة جنسية كالاعتداء على النساء أو الأطفال أو التحرش بهم، ويمكن أن تكون من خلال الإهمال كأن لا يعتني الوالدان بأبنائهم ونظافتهم وأكلهم ونومهم ودراستهم، أو أن لا يزور الأبناء أباؤهم كبار السن ولا يتصلون بهم في المناسبات.
وحسب العديد من الدراسات في أنحاء العالم فإن إساءة المعاملة منتشرة في شتى أنحاء العالم بشكل كبير وبدرجات مختلفة، فهناك أمور يعتبرها أناس كثيرون داخلة في باب التربية ويرى المختصون في علم النفس والتربية أنها غير صحيحة ويقترحون أساليب بديلة، ولكن هناك تصرفات تنم عن اختلال في شخصية الفرد ولا يمكن أن يوافق عليها أي انسان مهما كانت ثقافته أو خلفيته، فالأم التي تحرق ابنتها بالسجائر أو الأب الذي يضرب أبناءه ضربا مبرحا بالعصا أو يضرب رأس ابنه بالحائط، أو الزوج الذي يضرب زوجته ويهينها، أو الزوجة التي تشهر بزوجها أمام الناس وتحط من قدره، كل هذه التصرفات وغيرها الكثير تنم عن خلل في الشخصية وأمراض نفسية ولا تمت إلى التربية أو العدالة بشيء، فهذه التصرفات هي أعراض لأمراض عقلية ونفسية ولكن مع الأسف لا يعلم الكثيرون أنها كذلك.
وقد مرت بي قصص كثيرة مؤلمة أثناء خبرتي العلمية والعملية، قصص يتألم لها القلب عن أناس يعانون العذاب سواء في طفولتهم أو في شبابهم أو في كبرهم، وهذه الأوضاع الظالمة وغير السليمة لها ضريبتها من صحة الانسان النفسية والجسدية، فمثلا حوالي نصف النساء اللاتي يذهبن إلى العيادات ويشكين من أعراض سوء هضم حادة يجيبون عند سؤالهم عن تاريخهم الأسري كما ورد في إحدى الدراسات في أمريكا بأن لهم تاريخ إساءة معاملة في طفولتهم. ووجدت الدراسات أيضا أن النساء اللاتي عانين في طفولتهن يعانين أكثر من غيرهن من أعراض الآم الحوض والصداع وألام الظهر والإجهاد والسمنة وتجرى لهن عمليات جراحية أكثر، والأنواع المختلفة من إساءة المعاملة يمكن لها أن تؤدي إلى أعراض جسمانية مختلفة، كما أن جنس وعمر الشخص أثناء إساءة المعاملة يلعب دورا في تحديد أثار هذه الإساءة على النفس والجسد، فوجد مثلا أن البنات يعانين أكثر من أثار إساءة المعاملة جسديا من خلال ظهور اعراض جسمانيه غير واضحه الاسباب، بينما تظهر أثار إساءة المعاملة على الذكور من خلال انحرافات سلوكية . وبناء عليه فإن هناك العديد من الأدلة على أن إساءة المعاملة في الطفولة لها أثر سلبي كبير على صحة الإنسان في الكبر، وسوف نناقش هنا الطرق المختلفة التي يمكن لإساءة المعاملة أن تؤثر بها على صحة جسم الإنسان.
إساءة المعاملة هي سبب أساسي للضغط النفسي، وقد وجد الباحثون أن الضغط النفسي المزمن له أثار سلبية على المخ، ومن ثم على كل أعضاء الجسم، فالضغط النفسي يؤثر على تركيب ووظائف أجزاء مختلفة في المخ مثل الأجزاء المسئولة عن التعبير عن العواطف والذاكرة وغيرها .ولكن الضغط النفسي البسيط يمثل داعما للنمو ومفيدا للمخ فيزيد من نمو الاتصالات العصبية ويمثل دافعا لتطوير الذات. فمثلا الضغط النفسي المعتدل الناتج عن الاستعداد للاختبارات يدفع الطالب للدراسة ويدفعه للتعلم والنمو، أما الطفل الذي لا يشعر بمثل هذا الضغط فإنه لن يذاكر ولن يتعلم شيئا، وكذلك الطفل الذي يقع تحت ضغط شديد فإنه أيضا لن يذاكر لأن الخوف والقلق سوف يسيطران عليه ويشتتان ذهنه.
هنا لابد أن نعرف ما هو الضغط النفسي، على كل إنسان منا مسؤليات ومتطلبات علينا القيام بها، فمثلا هناك متطلبات اجتماعية وهناك متطلبات مادية ومتطلبات جسدية وغيرها . فإن كانت إمكانيات الإنسان تفوق متطلباته بشكل كبير فإنه سوف يشعر بالملل، كالمرأة الذكية التي لاتجد عملا أو كالطالب المتفوق في فصل أقل من مستواه، فإنهم سوف يشعرون بالملل لأن الوضع لا يدفعهم لتطوير الذات والنمو.
أما إن كانت المتطلبات أكثر بكثير عند الفرد فإنه سوف يعاني من الضغط النفسي وتكون ردة فعله لهذا الضغط متناسبة مع شخصيته وبيئته، فمثلا قد يواجه إنسان متطلبات مادية تفوق كثيرا احتياجاته، فشخص ما يحاول التكيف بتقليل المصاريف أو زيادة الدخل أو الدين أو بيع شيء عنده وبعض الناس يلجئون لطلب المساعدة ، ولكن هناك أناس يكون لديهم ميول نفسية أو عضوية لأمراض معينة، وتحت الضغط النفسي تظهر هذه الأعراض، فالبعض يكتئب وآخرون يشعرون بالقلق الشديد أو الخزي من أنفسهم والبعض يلجأ إلى إدمان الخمر أو المخدرات وآخرون قد تظهر لديهم أمراض جسدية كالسكر والضغط، وهناك من تكون بنيته الأخلاقية ضعيفة فيلجأ للسرقة أو الرشوة أو النصب للحصول على المال.
وعليه فإن كيفية تعامل الإنسان مع متطلبات الحياة تعكس شخصيته وأخلاقه وعلاقاته الاجتماعية وحتى تكوينه الجسدي ، فبعض الناس لديهم ميول منذ الولادة للغضب الشديد وآخرون مرحون والبعض لديهم ميول للخوف وتحت الضغط تظهر بجلاء هذه الميول، فالظروف الصعبة والضغط النفسي تعمل كمكبر للشخصية وصفاتها وعلاتها ، فالظروف الصعبة تظهر بجلاء نقاط القوة ونقاط الضعف. أما إن كانت المتطلبات أكثر بقليل من الإمكانيات فإن الإنسان يشعر بالتحدي ويسعى لتعلم مهارات جديدة والنمو، وهكذا ليس كل الضغط النفسي سيء وإنما يمكن تحديد نتائجه من خلال معرفة إمكانيات الشخص وردود فعله.
والضغط النفسي لا ينتج فقط عن الأحداث السيئة مثل وفاة شخص حبيب أو فقدان مال أو التعرض لمشاكل ، أحيانا تكون الأحداث السعيدة سببا للضغط النفسي فالنجاح والتفوق قد يسببان ضغط نفسي نتيجة التنافس وفقدان بعض الأصدقاء بسبب الغيرة، والزواج قد يسبب ضغط نفسي كما يسببه الطلاق، والانتقال من عمل إلى آخر أو بيت لآخر يمكن له أن يسبب ضغطا نفسيا أيضا.
فباختصار، كل تغيير في حياة الإنسان يمكن أن يكون سببا في الضغط النفسي، فكل تغيير يتطلب تكيف والتكيف يتطلب تغيير في سلوك وفكر الشخص، وهذا يتحدد بمدى مرونة هذا الإنسان وخبراته السابقة وإمكانياته على التكيف، وعليه فإن الضغط النفسي الناتج عن إساءة المعاملة أو الناتج عن وجود متطلبات تفوق إمكانيات الشخص ينتج عنها تفاعلات كيميائية في الجسم لها أثار سلبية على المخ وأعضاء الجسم المختلفة إن كانت مزمنة.

د. ماجد عشي

الفكاهة علامة الصحة النفسية

الفكاهة علامة الصحة النفسية

القدرة على الفكاهة والمرح هي من علامات الصحة النفسية، ونحن لا نقصد هنا المرح الذي يبكي الاخرين او يجعلهم يتسائلون عن قدرة الشخص العقلية، فالشخص الذي يمكنه ان يمازح الاخرين بلطف ويضفي على الموقف شيئا من السعادة والمرح، هذا الشخص في الاغلب سليم نفسيا، فكثير ممن استمر زواجهم عقودا يذكرون ان المرح لعب دورا كبيرا في استمرار زواجهم، فكثير من الامور يمكن حلها بشيئ من الفكاهة والمرح فيقلل ذلك من تأزم الامور وتصعيدها، والكل يعرف ان احد علامات المشاكل بين شخصين هو غياب الفكاهة والمرح وان "يجلس كل واحد للتاني!"، ومن فوائد المرح انه يمكنك ان تقول بالفكاهة مالا يمكنك بغيرها دون خلق مشاكل، فالفكاهة تفرغ ما في النفس بامان، "النكت" اختراع انساني عبقري ليقول ما لا يمكن قوله باسلوب اخر، هل يمكنكم تخيل اول شخص قال نكتة ماذا كان رد فعل الناس عليه!
د. ماجد عشي

العلاقة الاولى هي الاساس

قام بولبي في عام 1969م بتعريف العلاقة الرابطة بين الطفل وأمه بما يسمى الترابط. وقد اعتبر بولبي أن سلوك تكوين العلاقات عند الناس هو سلوك غريزي ويهدف إلى تحديد درجة معينة من القرب أو البعد بين الطفل وأمه ، وتشكل هذه الرابطة نموذج لكل الروابط المستقبلية عند الطفل فهذا الرباط الخفي بين الطفل وأمه هو ما يجعل الطفل دائما حول أمه ويبكي إن بعدت عنه. وهذا الرباط يحافظ على سلامة الطفل كما يحقق له احتياجاته الأساسية من الطعام والشراب والأمن والاحترام الذاتي.
وينظم الطفل سلوكه مستخدما إشارات يستقبلها من أمه ومن ملاحظات عن الوضع العام فمثلا نجد الطفل في سن الثانية أو الثالثة يلعب في الحديقة وكل دقيقتين أو أكثر قليلا ينظر إلى أمه ليتأكد أنها مازالت هناك ويدرس ملامحها بسرعة ليتأكد أن الوضع ليس خطيرا عليه. وبعد أن يلعب قليلا يجري نحو أمه ويحضنها ويقبلها حتى يتأكد من أن العلاقة بينهما جيدة ثم يذهب بعيدا للعب. فإن سلوكيات عديدة للطفل تخدم تكوين العلاقة مع الأم والأب ومن يعتني به. فابتسامة الطفل البريئة تجذب إليها قلوب الكبار وتكون كمكافئة لهم على عملهم الطيب. وبكاء الطفل يعمل على إخبار الكبار حوله بحاجته إليهم. فبكاؤه كنداء لهم حتى يقتربوا إن كانوا بعيدين أو يبتعدوا إن كان الطفل لا يشعر بالأمان معهم . وعليه فإن سلوكيات الطفل الرضيع وحتى ما بعد ذلك تعمل على تنظيم العلاقة بالآخرين .
هذا وإن الطفل عندما يشعر بالأمان في علاقته مع من يعتنون به وخاصة الأم فإنه يمكنه الابتعاد عنهم للعب والاستكشاف وتكوين علاقات جديدة مع الأطفال. وعندما نقول يشعر بالأمان فإن لهذا الكلام معنى محدد. فإذا كانت الأم متواجدة لرعاية الطفل جسديا ونفسيا وكانت محبة ولها وعي وإحساس باحتياجات الطفل وتتعامل مع الطفل بتفهم ونظام. حيث يرى الطفل نفسه واحتياجاته فيها فكأنها مرآة له. عندما يكون جائعا يرى أنها تعلم بجوعه وعندما يكون خائفا فإنها تفهم خوفه وتفهم سببه حتى لو لم يكن بإمكانه التعبير عنه . وعندما ينظر إليها فإنه يرى في ابتسامتها وعينيها وتعبير وجهها حب له واحترام وحنان. عندها يشعر أنه إنسان له كيان ومحبوب وتزداد ثقته في نفسه ويتكون رأيه في نفسه بناءا على هذه العلاقة. فالطفل لا يعرف شيء عن نفسه وقيمتها ويتعلم من هو وقيمته من خلال أمه وأبيه ، فتتكون لديه صورة إيجابية عن نفسه وعمن حوله وعن العلاقات الانسانية. فيرى أن الناس الآخرين عقلاء ومحبين ويمكن الاعتماد عليهم وأسلوبهم في التعامل واضح. وطلباتهم محددة ويمكن تحقيقها. وحبهم له غير مشروط. يسمحون له باللعب والتجربة دون أن يهدد ذلك محبتهم له وهم متواجدون للرعاية والحماية وتقديم الدعم إن احتاج الأمر. عندها يشعر الطفل بالأمان في العلاقة ويستطيع أن يبتعد عن أمه وأبيه للعب والاستكشاف ويعود بين الحين والأخر لتجديد العلاقة وبناء المحبة وصيانتها ثم يذهب مرة أخرى لاكتشاف العالم .
أما إن كان الوالدين غير سويين نفسيا ومن النوع العنيف الذي يضرب الطفل ويذمه ويحط من قدره أو من النوع المهمل غير الواعي لاحتياجات الطفل أو من النوع الأناني الذي لا يفكر الا في احتياجاته ورغباته أو من النوع المدمن على الخمر أو المخدرات مما يؤدي إلى تغيرات جذرية في تصرفاتهم تحت تأثير المخدر أو الخمر فكل هؤلاء يجعلون الطفل لا يحصل على احتياجاته ويكونون مصدر اضطراب في حياته ومصدر عدم احترام لذاته وفقدانه للثقة في نفسه. فالطفل الصغير لا يمكنه تفسير التصرفات والتغيرات التي يراها في شخصية الأب المدمن. فكيف يمكن للأب الحنون أحيانا أن يأتي في المساء ويضرب أو يسب أو يعتدي على الطفل أو الأم أمام الطفل! لا يمكن لطفل صغير في سن ثلاث سنوات أو أربع أو خمس أن يفهم شيء عن الخمر أو المخدرات ، فهذا الوضع غير الطبيعي يخلق اضطراب في فهم الطفل وفكره ومشاعره وشخصيته ويلوم نفسه على أمور لا يمكن لعقله الصغير أن يستوعبها.
والأم الأنانية التي لا تهتم بشيء سوى شكلها أو عملها أو صديقاتها أو نومها هذه الأم تكون غير متواجدة لإشباع احتياجات الطفل فيشعر الطفل أن احتياجاته مهملة وأن العالم من حوله لا يفهمه مما يؤدي إلى إحساسه بالحزن والانطواء أو العدوانية ، وفي حالات كثيرة تكون هذه الأم ذات شخصية نرجسية تحب ذاتها بشكل كبير ولا ترى في الطفل سوى امتداد لذاتها كاليد أو القدم وأن هذا الطفل إما يكون مصدر فخر لها أو مصدر خزي. فهي تستخدم الطفل لإشباع رغباتها النرجسية كحبها لجلب الانتباه. فالطفل لابد أن يكون جميل الشكل حسن السلوك متفوق في المدرسة وفي كل الشيء وإلا كان مصدر خزي وعار لها ودليل على فشلها كأم ، فيشعر الطفل بضغط شديد عليه حتى يكون كامل من جميع الصفات ويشعر كما وأنه في مهمة عليه إنجازها في هذه الحياة وهي رفع رأس الأهل. عندها يفقد الطفل إحساسه باحتياجاته ومشاعره الذاتية ويصبح كالآلة يهدف إلى إسعاد والديه. وإن لم ينجح في شيء كان جزاؤه العقاب الجسدي أو النفسي ، وإن كان الطفل غير جميل المظهر فسوف يعاني الأمرين ، فأمه أو أبوه ذوي الثقة الهابطة في أنفسهم يحاولون كل جهدهم إخفاؤه عن العيون أو ذمه أو إلقاء اللوم عليه . ثلاثة أنواع من الأمهات أو الآباء تعتبر الأسوأ على الإطلاق :الوالدان ذوي الشخصية النرجسية الأنانية ، والوالدان المتسلطان العنيفان الديكتاتوريان ،والأب أو الأم المدمنان الغائبان المضطربان في شخصيتهما وسلوكهما . فالطفل تحت هؤلاء يكون فكرة مضطربة وسيئة عن العالم من حوله وعن العلاقات الإنسانية. وهذه الصورة تكون الأساس لتصور عن كل العلاقات المستقبلية .
وبناء عليه فإن هذه التجارب التي يمر بها الطفل تبني في داخله ومن خلال ذاكرته تصور مركزي في أعماق نفسه عن تواجد الآخرين ومدى حبهم له ومدى استحقاقه لهذا الحب، ويتعلم أساليب التعامل مع احتياجاته كما رأى والديه يتعاملان معها. ويكون تصور عن الأمن في عالمه ووجود الدعم الاجتماعي والأخلاق في المجتمع. فإن كان الوالدان يميلان للظلم نشأ الطفل وهو يشعر بالظلم وعدم الأمان وربما يكون لديه غضب شديد نحو كل من هم في موقع سلطة عليه في المستقبل ، حيث يحمل في داخله هذه الرؤيا السلبية نحو والديه إلى كل مواقف حياته. وهكذا فإن هذه العلاقة الأساسية بين الطفل وأمه أو أبيه يمكن أن تزيد أو تخفف من الضغوط النفسية في حياته ، فالضغط النفسي سيزيد عليه في حياته نتيجة علاقات غير مستقرة مع أهله كما أن عدم الثقة بالنفس الناشئة عن أسلوب سيء في التربية يحد من فرص الطفل في التكيف الصحي في ظروف الحياة. فالطفل غير الواثق من نفسه يميل إما للانطواء أو لمحاولات مهتزة لإثبات الذات بأساليب غير صحية. فمثلا قد يلجأ إلى التدخين أو إلى سلوكيات منحرفة لإثبات الذات ، كما أن الطفل الذي يعتقد أنه غير جدير بالحب أو الاحترام لا يجد ما يدفعه إلى النجاح في حياته ويرى أنه يستحق الفشل والإهانة ، وهكذا فإن أسلوب الوالدين في التربية يؤثر على الطفل بأشكال مختلفة فقد تجعله ضعيف نفسيا أمام مواجهة الحياة وتجعله يفكر عن العالم وعن الناس وعن نفسه بطرق تزيد من مشاكله وتجعله عرضة لمزيد من المتاعب والضغوط النفسية في الطفولة وفي مستقبله.


د. ماجد عشي

البحث العلمي وسلوك الانسان


هناك طرق مختلفة للتعلم عن الواقع، وبعض الطرق اقدم من غيرها، والبحث العلمي هو احد الوسائل للتعلم عن الواقع، البحث العلمي يفترض ان الكون يعمل حسب قوانين، وهدف البحث العلمي هو الكشف عن هذه القوانين، ويفترض ايضا ان لكل سبب مسبب، فيحاول معرفة الاسباب، ومعرفة الاسباب تساعد في التحكم في النتائج، كما تساعد في توقع الاحداث المقبله، يبدأ البحث العلمي بالملاحظة، وبسؤال، فمثلا نلاحظ ان هناك اشخاص يميلون للاكتئاب، ننتبه لهم، لماذا؟ لان سلوكهم يختلف عن المعتاد، نحن نلاحظ ما هو مختلف، هذه طبيعة الانسان، ونريد ان نعرف سبب هذا الاختلاف، ماالذي يجعل هذا الشخص يميل للحزن والسوداوية؟! ثم نضع نظرية تقدم تفسيرا لمسببات ومكانيكية انتاج الظاهرة التي نراها، فمثلا يمكننا ان نقول ان السبب هو خلل كيميائي في المخ، او السبب هو اضطراب اسري منذ الطفولة، او السبب هو ضغوط الحياة، ويقوم الباحث بتصميم دراسة لاختبار التفسير الذي لديه، فمثلا يمكن ان يقارن الصور المقطعية للامخاخ مجموعة تعاني الاكتئاب مع مجموعة لا تعاني منه ليرى ان كان هناك فروق في تركيب المخ، او ان يبحث في تاريخهم الاسري ليرى ان كان هناك فروقا تفسر الاكتئاب، بالطبع البحث العلمي يتطلب علما وجهدا ومالا، ولكنه افضل اسلوب للمعرفة الصحيحة للواقع قدر الامكان، ولكن ليس كل الاسئلة يمكن الاجابه عليها عن طريق البحث العلمي، فمثلا قد تكون مع شخص وتشعر بعدم الراحة ولا تعرف لماذا، وبعد ايام تجد ان هذا الشخص كان يكذب عليك في امر ما، لم تعرف ذلك نتيجة دراسة علمية بل نتيجة الحدث اوالاحساس، قد تصيب وقد تخطئ ولكنها احد اساليب المعرفة، وهناك امور نعرفها عن طريق الخبر ولا يمكننا دراستها ولكن نعتمد على المنطق، فان جاء شخص وقال لك ان جده المتوفي كان يأكل عشرة خرفان في اليوم، فانك ستقيس الامور وتحدد ان كان هذا الكلام ممكنا ام لا، لن تقوم بدراسة علمية، فالعلم يفترض ان هذا العالم ميكانيكي يعمل كالآلة حسب نظام معين، والعلم يحاول الكشف عن هذا النظام، ولايمكن للعلم دراسة مالايمكن اخضاعه للدراسة العلمية مثل الغيبيات الدينية، ومنذ قرن تقريبا والعلماء يحاولون فهم سلوك الانسان بشكل علمي دون الاعتماد على الاساليب القديمة من تنجيم وابراج وقراءة الكف والفنجان وغيره، وتجمعت لدى علماء النفس وغيرهم كميات كبيرة من المعرفة بسلوك الانسان، ويبقى عدد كبير من هذه العلوم متداول بين المختصين وبلغات غير العربية، وبلغة علمية معقدة يفهمها المختصون فقط، ونادرا ما تقدم للناس باسلوب بسيط يفيدهم، مما يحد من ثقافتهم النفسية ويجعلهم يفسرون امور كثيرة على انها عين او حسد او سحر او جن او غيره، لاننكر وجود هذه الامور، ولكن ان نفسر الاكتئاب على انه عين، او ان نفسر الصرع على انه مس، سيجعلنا نبتعد عن معرفة الاسباب الكيميائية لهذه الامور، عيب البحث العلمي انه يأخذ وقتا وجهدا ومالا قبل ان يقدم اجابات، كما يتطلب ان يكون هناك اشخاص في المجتمع يربون على اسلوب التفكير العلمي المنظم، قادرون على التدبر والبحث لمعرفة سنن وقوانين هذا الكون، وتتوفر لديهم الامكانيات للقيام بدراساتهم، فهناك الكثير الذي لانعرفه اونفهمه بعد، وخصوصا عن سلوك الانسان ..


د. ماجد عشي

اعراض اضطرابات الاكل


هناك نوعان اساسيان من اضطرابات الاكل، وكلها منتشرة أكثر بين النساء، الاول هو ما يسمى أنوريكسيا نيرفوزا، وهو منتشر بين المراهقات، وفيه تعتقد الفتاة انها سمينة مع انها في الحقيقة في وزن اقل من الطبيعي، فهي ترى نفسها فعلا سمينة في المرآة، فهناك خلل في كيفية رؤيتها لنفسها، فتحاول جاهدة انزال وزنها فينقص وزنها بشكل خطير قد يتطلب ادخالها للمستشفى للتعذيه، فهي تجوع نفسها وتخاف الى درجة الرعب من زيادة في الوزن، فكل الناس يرونها نحيلة جدا بينما ترى نفسها سمينة، فقد لا تأكل غير جزرة او لبن او سلطة في اليوم او ما يشابهها من كميات اكل قليلة، وقد تلعب الرياضة لساعات يوميا رغبة في انزال وزنها، وتصل من النحف درجة قد تجعل الدورة الشهرية تتوقف، فالخلل الاساسي هنا هو انها ترى نفسها سمينة مع انها في الحقيقة تحت الوزن الطبيعي، وبالطبع يلعب الاعلام مع الاسف دورا في الضغط على النساء كي يظهرن بوزن مشابه لعارضات الازياء مما يجعل الكثير من الفتيات يشعرن بالنقص، وبدأت هذه الظاهرة في الانتشار بين الشباب ايضا، والاضطراب الثاني يسمى بوليميا نيرفوزا، وفيه تقوم الفتاة بالاكل بشراهة بكميات كبيرة من الطعام واحيانا بشكل سري، بمعنى ان تدخل غرفتها وتأكل كميات طعام أكثر من العادي، كأن تأكل جالون أيسكريم او قدرة رز لوحدها، ثم تقوم بعد ذلك بادخال اصبعها في فمها لكي تبدأ بالاستفراغ لاخراج الاكل ظنا منها انها بذلك ستحافظ على وزنها، وقد تستخدم اساليب اخرى مثل استخدام المسهلات او الصيام لتنزيل الوزن او الرياضة المبالغ فيها، فالصفة المميزة لهذا الاضطراب هو الاكل الزائد الذي يليه محاولات اخراج الاكل او حرقه بسرعة، وبالطبع هذه الممارسات تضر بالجسم، فتظهر امراض في المعدة والمريء والامعاء، كما تظهر امراض في الاظافر نتيجة وضع الاصابع في الفم الاستفراغ واختلاطها باحماض المعدة، كما تعاني الفتاة من نقص الثقه في النفس والاحساس بفقدان السيطرة على نفسها، هناك علاجات نفسية وطبية متوفرة، ويحبذ لو ان الاهالي يتابعون سلوك الفتيات المراهقات بخصوص الاكل ويعلمنهن عن اساليب تبني ثقتهن في انفسهن دون التركيز المبالغ فيه على موضوع الوزن والشكل، كما للاعلام والمدرسة دور مهم في التوعية والوقاية .


د. ماجد عشي

اضطرابات القلق: نوبات الخوف



يتميز هذا الاضطراب والذي يسمى ايضا بانيك اتاكز بنوبات غير متوقعة من الخوف او الفزع، وتكون مصحوبة باعراض جسمانية تظهر فجأة وتستمر لدقائق قد تصل الى عشر دقائق، وتثير هذه التغيرات خوف الشخص ظنا انه سيفقد السيطرة على نفسه او انه سيموت بالسكته القلبية او ما شابه ذلك، وهذا التفكير والخوف يزيد من الاعراض ومن ثم الخوف وهكذا، ومن الاعراض الجسمية تسارع دقات القلب، التعرق، الارتجاف، ضيق التنفس، الاحساس بالاختناق، الم في الصدر، مغص واحساس بالغثيان، الاحساس وكأن الشخص سيسقط ارضا او يغمى عليه، وقد يعاني الشخص من بعض هذه الاعراض وليس كلها، وقد يشعر ايضا وكأن العالم من حوله غير حقيقي، او انه قد خرج من جسمه او انه ليس نفسه، ويخاف من انه سيفقد السيطرة على نفسه او انه سيفقد عقله، كما يخاف انه قد يموت في لحظات، وقد يشعر بتنميل في اجزاء من الجسم ويفسرها على انها بداية شلل، او يشعر ببرودة او سخونة مفاجئة في اجزاء من الجسم، وتتكرر هذه النوبات بين الحين والاخر، فقد لا تأتي لشهور، ولكن الشخص يستمر في الخوف من ان تأتي اليه مرة اخرى، كما يخاف ويقلق من نتائجها من حيث الاحراج او فقدان السيطرة او الجنون، ويحاول الشخص تغيير سلوكه املا ان يمنع النوبة القادمة، فقد يتجنب اماكن معينة او اوضاع معينة او ان يجلس في اماكن معينة وما الى ذلك، وبالطبع لا بد من الكشف الطبي الكامل للتأكد من ان هذه الاعراض ليست ناتجة عن امراض جسمية او استخدام مخدرات او ادوية.
د. ماجد عشي

اضطرابات القلق: اضطراب القلق العام


هناك العديد من الاضطرابات النفسية التي تصنف على انها اضطرابات قلق، بمعنى ان العنصر الاساسي فيها هو وجود القلق او الخوف الزائد، ومنها اضطراب القلق العام او ما يسمى جنرالايزد انزايتي، يتميز هذا الاضطراب بقلق زائد ومستمر، ففي اغلب الايام يعاني الشخص من القلق ويستمر ذلك لشهور، ويكون الشخص قلق بخصوص موضوع معين او نشاط معين، مثل القلق بخصوص الدراسة او العمل او الزواج او الامور المادية وغيره، ويتميز هذا الاضطراب ايضا بان موضوع القلق يتغير مع الوقت، فان تم حل مشكلة بدأ القلق بخصوص الاخرى، ففي حقيقة الامر الشخص قلق ولا يعرف لماذا ولكنه يقنع نفسه انه قلق بسبب موضوع معين، فهو يربط قلقه بمواضيع ليجد تفسيرا لقلقه، ويجد الشخص صعوبة في السيطرة على هذا القلق، وقد يشعر انه غير مسترخي، ودائما على "الحافة"، يشعر بالاجهاد سريعا، ويجد صعوبة في التركيز او التفكير بهدوء، عضلات جسمه مشدودة، وسريع الغضب، كما يعاني مشاكل في النوم من أرق او استيقاظ متكرر مع تفكير في المشاكل، ويعاني الشخص ايضا من آثار هذا القلق الجسمية من تسارع دقات القلب وتعرق في اليدين وسرعة او ضيق في التنفس وغيرها من الاعراض، ولا بد من استبعاد الاسباب العضوية قبل الدخول في الامور النفسية، فهناك امراض عضوية كثيرة قد تؤدي الى هذه الاعراض، كما قد تنتج هذه الاعراض عن شرب المنبهات مثل القهوة والمشروبات الغازية او المخدرات او بعض الادوية، فلا بد من كشف عام قبل التشخيص النفسي .

د. ماجد عشي